الإصابة بالديدان وعلاجها والعناية بالطفل في كتاب القانون في الطب للشيخ ابن سينا مركز أسنانك الدولي المختص بزراعة الأسنان وتركيبات الأسنان الزيركونية
صفحة مركز أسنانك الدولي على الغوغل  الفيس بوك قناة اليوتوب لموقع مركز أسنانك الدولي صفحة مركز أسنانك الدولي على التويتر
الصفحة الرئيسية لمركز أسنانك الدولي
الحجز وعنوان مركز أسنانك الدولي
أسعار المعالجات في مركز أسنانك الدولي
منتدى الموقع حمل هدايا من الموقع الخدمات السياحية من نحنو استشر دكتور الأسنان أنس عبد الرحمن نصائح قبل القدوم

 

بعض أبواب  منتدى الموقع

  •   أستشر طبيب الأسنان

  • أخر حالات زراعة الأسنان الصعبة التي تم علاجها في مركز أسنانك الدولي

  • أخر حالات تجميل الأسنان بالتركيبات التي تم علاجها في مركز أسنانك الدولي
     
    أخر حالات تقويم الأسنان بتركيبات زيركون اللافا التي تم علاجها بأسبوع في مركز أسنانك الدولي

     

  •  مساحة خاصة لمراجعين لعيادة مركز أسنانك الدولي

  •  مقالات منشورة لدكتور أنس عبد الرحمن

  • الجديد في عالم طب الأسنان

  •    صحة الفم والأسنان

  • عروض تجميل الأسنان والوجه والجسم بالتعاون مع مشافي اللاذقية

     

    مركز أسنانك الدولي من أعرق المراكز المختصة منذ 25 سنة بزراعة الأسنان ورسم ابتسامة هوليود بواسطة مختلف أنواع التركيبات الزيركونية وتركيبات الأيماكس والعدسات والتي استقر في وسط العاصمة السياحية التركية اسطنبول ، يشرف على هذا المركز استشاري زراعة وتركيبات الأسنان المعروف الدكتور أنس عبد الرحمن . للمزيد من المعلومات يمكنكم مراسلتنا على الواتس أب بالضغط هنا  أو الأتصال بنا على أي الفايبر أو اللاين أو الأيمو رقم 00905355709310   لمعرفة المزيد حول العروض المقدمة اضغط هنا

    إضغط هنا وإنتقل لنسخة الموقع الخاصة بالجوال

     

    *ابن سينا

    *كتاب القانون في الطب

    * الإصابة بالديدان وعلاجها في كتاب القانون في الطب للشيخ ابن سينا

    * العناية بالطفل وتربيته عند ابن سينا

    الدكتور عبد الناصركعدان -  الصيدلاني مالك زيدان

    ا
    الرجوع إلى القائمة

    ابن سينا

    مقدمة
     هو أبو علي الحسين ابن عبد الله الملقب بالشيخ الرئيس. ولد ابن سينا سنة 980
    ميلادية في قرية أفشنة قرب بخارى في تركستان أو ما يعرف حاليا بجمهورية أزبكستان. وقد حفظ القرآن عندما بلغ من العمر عشر سنين. وعندما بلغ من العمر واحدا وعشرين عاما غادر بخارى ليقضي باقي عمره متنقلا بين مختلف المدن الفارسية. ولما توفي سنة 1037 ميلادية كان يعد وقتئذ أحد عباقرة الفلسفة في الإسلام، وفي الطب فقد وضع في مصاف جالينوس حيث أطلق عليه لقب جالينوس الإسلام. وبسبب شهرته الواسعة فقد تسابق للاحتفال بذكراه عدة شعوب، والأتراك هم أول من احتفلوا بذكراه، عندما أقاموا عام 1937 مهرجانا ضخما بمناسبة مرور تسعمائة سنة على وفاته. ثم حذا حذوهم العرب والفرس حيث أقيم مهرجانان للاحتفال به في كل من بغداد عام 1952 ثم في طهران عام 1954. وفي عام 1978 دعت منظمة اليونسكو كل أعضاءها للمشاركة في احتفال إحياء ذكرى مرور ألف عام على ولادة ابن سينا، وذلك اعترافا بمساهماته في مجال الفلسفة والطب. وبالفعل فقد استجاب كل أعضاء المنظمة وشاركوا في الاحتفال الذي أقيم عام 1980.
    ألف ابن سينا 276 مؤلفا، كلها كتبت بالعربية باستثناء بضع مؤلفات صغيرة كتبها بلغته الأم الفارسية. إلا أنه وللأسف فقد فقدت أكثر هذه المؤلفات ولم تصل إلينا. ويوجد حاليا 68 مؤلفا منتشرا بين مكتبات الشرق والغرب.
    كتب ابن سينا في كل فروع العلم التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، إلا أنه أكثر ما اهتم به هو الفلسفة والطب. وبعض المؤرخين المعاصرين يعتبرونه فيلسوفا أكثر منه طبيبا، إلا أن آخرين يعتبرونه أمير الأطباء في القرون الوسطى. وقد صنف بعضهم مؤلفات ابن سينا وفق ما تحويه فكانت كالتالي:
    43 مؤلفا في الطب، 24 مؤلفا في الفلسفة، 26 مؤلفا في الطبيعيات، 31 مؤلفا في علوم الدين، 23 مؤلفا في علم النفس، 15 مؤلفا في الرياضيات، 22 مؤلفا في المنطق، 5 مؤلفات في علوم تفسير القرآن. بالإضافة لعدة رسائل في الزهد والعشق والموسيقى وبعض القصص.
    ا
    الرجوع إلى القائمة

    كتاب القانون في الطب

    يعتبر أكثر مؤلفات ابن سينا أهمية في الطب، وقد كتبه بالعربية، ووصفه أحد الأطباء الغربيين وهو William Osler بأنه أشهر كتاب طبي على الإطلاق. ويعد هذا الكتاب فريدا من نوعه، إذ يمثل وثيقة تحوي كل علوم الطب منذ أقدم الأزمنة (كالطب الفرعوني والإغريقي والهندي) وحتى عصر ابن سينا. وتميز هذا الكتاب بعرضه مواضيع الطب وفق خطة منهجية قريبة جدا لما تتبعه الكتب الطبية المدرسية الحديثة، خصوصا فيما يتعلق بطريقة سرد الأمراض من حيث التعرض لتصنيف الأمراض ثم ذكر أسبابها وأعراضها وعلاماتها وسرايتها، ثم ذِكْر علاجها وإنذارها. ويمكننا القول بأن حسن ترتيب كتاب القانون فضلا على شموليته جعلاه الأكثر انتشارا في الأوساط العلمية الطبية في كل من الشرق والغرب وذلك حتى أواخر القرن السابع عشر.

    لقد عرف الغرب كتاب القانون من خلال الترجمة اللاتينية له التي قام بها جيرارد الكريموني وذلك في القرن الخامس عشر. وترجم أيضا إلى اللغة العبرية وطبع عدة مرات آخرها كان في بداية القرن التاسع عشر. بقي كتاب القانون قيد الاستعمال خاصة في جامعة لوفيان ومومبلييه وذلك حتى أواخر القرن السابع عشر. وقد ورد في المجلة التي تصدرها اليونسكو، في عدد تشرين الأول من عام 1980، أن كتاب القانون ظل قيد الاستخدام في جامعة بر وسل وذلك حتى عام 1909.

    قام كثير من الأطباء المسلمين بوضع شروحات لكتاب القانون، والبعض منهم قام باختصاره. وأشهر تلك الاختصارات كتاب الموجز في الطب الذي كتبه ابن النفيس الدمشقي الذي توفي عام 1288.

    ابتدأ ابن سينا كتابه القانون بتعريفه للطب قائلا: " الطب علم يتعرف منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما يصح ويزول عن الصحة ليحفظ الصحة حاصلة ويستردها زائلة".

    يتألف كتاب القانون من خمسة كتب:

    الكتاب الأول: يبحث في تعريف الطب ويشرح أغراضه، كما يتكلم فيه عن الأمزجة والأخلاط وتشريح الجسم ووظائف الأعضاء. وقد ورد فيه ذكر لبعض الأمراض وأسبابها وعلاجها.

    الكتاب الثاني: وهو خاص بعلم العقاقير، أو الأدوية المفردة، ويحتوي عددا كبيرا من النباتات الطبية أكثرها فارسي المنشأ، وبعضها من أصل يوناني أو هندي أو صيني أو عربي.

    الكتاب الثالث: تكلم فيه عن الأمراض التي تصيب أعضاء الجسم المختلفة، وذكر أسبابها وأعراضها وعلاجها وأحيانا إنذارها.

    الكتاب الرابع: تحدث فيه عن عدة مواضيع، كالكسور والخلوع وبعض الحمات كالحصبة والجدري، وتحدث في القسم الأخير من هذا الجزء عن السموم ومضاداتها.

    الكتاب الخامس: تحدث فيه عن الأدوية المركبة أو ما كان يعرف بالأقرباذين. وقد ورد في هذا الجزء ذكر لتحضير ما ينوف عن ثمانمائة دواء مركب.
    ا
    الرجوع إلى القائمة

     

    العناية بالطفل وتربيته عند ابن سينا

    خصص ابن سينا في الكتاب الأول من كتاب القانون في الطب فصلا خاصا للحديث عن تربية الأطفال وأمراضهم، وقد سماه التعليم الأول في التربية، وقسمه إلى أربعة مقالات. في المقالة الأولى تناول بالحديث عن تدبير المولود منذ أن يولد إلى أن ينهض. في حين أنه بحث في المقالة الثانية عن الإرضاع، وفي ذلك ألح على أن يرضع الطفل لبن أمه ما أمكن فإنه أشبه الأغذية بجوهر ما سلف من غذائه وهو في الرحم. ثم هو تحدث عن موضوع الفطام، وأكد على أن يكون تدريجيا. المقالة الثالثة تتحدث عن بعض أمراض الطفولة وضرورة الوقاية منها. المقالة الرابعة تتناول تدبير الطفل وتربيته حتى سن البلوغ، وفيه يستعرض ابن سينا فصول التربية النفسية للأطفال وفق أحسن الطرق التربوية المعروفة حاليا.
    الفصل الأول في تدبير المولود كما يولد إلى أن ينهض:
    يشير ابن سينا في هذا الفصل إلى أنه حالما يولد المولود يبادر إلى قطع سرته فوق أربع أصابع، ثم تربط بصوف نقي. ثم ينصح ابن سينا بغسل جسم المولود بماء فاتر. يقول في ذلك: "ثم تغسله بماء فاتر، وتنقي منخريه دائما بأصابع مقلمة الأظفار، وتقطر في عينيه شيئا من الزيت ويدغدغ دبره بالخنصر لينفتح، ويتوقى أن يصيبه برد". وفيما يتعلق بطريقة إلباس الطفل الوليد، يشير ابن سينا إلى نقطة هامة جدا في قضية التقميط Swaddling والتي تعتبر حاليا حجر الزاوية في مجال الوقاية من حدوث خلع الورك الولادي أو معالجته، حيث يجب أن لا يقمط الطفل على نحو مشدود خصوصا بالنسبة للطرفين السفليين إذ يجب أن يتركا بوضعية الثني، وعدم شدهما لأخذ وضعية الاستقامة والتي بدورها تؤهب أو تفاقم حدوث خلع الورك الولادي. يقول ابن سينا: "وإذا أردنا أن نقمطه فيجب أن تبدأ القابلة وتمس أعضاءه بالرفق فتعرّض ما يستعرض وتدق ما يستدق وتشكل كل عضو على أحسن شكله كل ذلك بغمز لطيف بأطراف الأصابع ويتوالى في ذلك معاودات متوالية… ثم تفرش يديه وتلصق ذراعيه بركبتيه". بعد ذلك يصف ابن سينا البيت الملائم للطفل الوليد فيشير إلى أنه يجب أن يكون معتدل الهواء ليس ببارد ولا حار، ويجب أن يكون البيت إلى الظل والظلمة ما هو لا يسطع فيه شعاع غالب، ويجب أن يكون رأس الطفل في مرقده أعلى من سائر جسده، ويحذر أن يلوي مرقده شيئا من عنقه وأطرافه وصلبه. كما يؤكد ابن سينا على إحمامه بالماء المعتدل صيفا وبالمائل إلى الحرارة الغير لاذعة شتاء، كما أن أصلح وقت يغسل ويستحم به هو بعد نومه الأطول، وقد يجوز أن يغسل في اليوم مرتين أو ثلاثة، وأن ينقل بالتدريج إلى ما هو أقرب إلى الفتور إن كان الوقت صيفا، وأما في الشتاء فلا يفارقن به الماء المعتدل الحرارة وإنما يحمم مقدار ما يسخن بدنه. ويجب أن ينشف بخرقة ناعمة ويمسح برفق ويضجع أولا على بطنه ثم على ظهره.
    الفصل الثاني في تدبير الإرضاع والنقل:
    في مجال إرضاع الطفل الوليد يشير ابن سينا إلى ما يعتبر اليوم أحد أهم أساسيات إرضاع الطفل الوليد، إذ يشير إلى أنه يجب بذل كل المحاولات لأن يرضع الوليد من لبن أمه، حيث أنه، وكما يعلل ابن سينا، أشبه الأغذية بجوهر ما سلف من غذائه وهو في الرحم. ويبين ابن سينا أنه قد صح بالتجربة أن إلقام الطفل حلمة أمه عظيم النفع جدا في دفع ما يؤذيه، كما أنه يفضل أن يلعق الوليد عسلا ثم يرضع. يقول ابن سينا: "من الواجب أن يلزم الطفل شيئين نافعين أيضا لتقوية مزاجه أحدهما التحريك اللطيف والآخر الموسيقى والتلحين الذي جرت به العادة لتنويم الأطفال وبمقدار قبوله". في حالة وجود ما يمنع من تلقي الوليد حليب والدته يبين ابن سينا إلى أنه ينبغي أن يختار له مرضعة تنطبق عليها شروط معينة، بعضها في السن وبعضها في السحنة وبعضها في الأخلاق وبعضها في هيئة ثديها وبعضها في كيفية لبنها وبعضها في مقدار مدة ما بينها وبين وضعها وبعضها من جنس مولودها. أما فيما يتعلق بشرط سنها فيشير ابن سينا أن أفضل سن هو ما بين خمس وعشرين سنة إلى خمس وثلاثين سنة فهو سن الشباب وسن الصحة والكمال. أما شروط سحنتها وتركيبها فيجب أن تكون حسنة اللون قوية العنق والصدر واسعته، عضلانية صلبة اللحم متوسطة في السمن والهزال، لحمانية لا شحمانية. وأما في أخلاقها فأن تكون حسنة الأخلاق محمودتها، بطيئة عن الانفعالات النفسانية الرديئة من الغضب والغم والجبن وغير ذلك فإن جميع ذلك يفسد المزاج. وأما في هيئة ثديها فأن يكون ثديها مكتنزا عظيما وليس مع عظمه بمسترخ، ولا ينبغي أيضا أن يكون فاحش العظم، ويجب أن يكون معتدلا في الصلابة واللين. وأما في كيفية لبنها فأن يكون قوامه معتدلا ومقداره معتدلا ولونه إلى البياض لا كمد ولا أخضر ولا أصفر ولا أحمر، ورائحته طيبة وطعمه إلى الحلاوة لا مرارة فيه ولا ملوحة ولا حموضة، ولا يكون رقيقا سيالا ولا غليظا جدا جبنيا، ولا كثير الرغوة. وقد يجرب قوامه بالتقطير على الظفر فإن سال فهو رقيق، وإن وقف عن الإسالة من الظفر فهو ثخين. بعد هذا يوضح ابن سينا حقيقة لا زال لها أهميته في مسألة إرضاع الوليد؛ وهي مسألة الفطام وهو ما تلح عليه كل المراجع الطبية الحديثة والتي تؤكد أنه لا شيء على الطفل أضر من الفطام المفاجئ، وقد ذكر ابن سينا هذه الحقيقة عندما قال أنه يجب أن يكون الفطام تدريجيا لا دفعة واحدة.
    أما فيما يتعلق بنهوض الطفل وتحركه، يقول ابن سينا في ذلك: "فإذا أخذ ينهض ويتحرك فلا ينبغي أن يمكّن من الحركات العنيفة ولا يجوز أن يحمل على المشي أو القعود قبل انبعاثه إليه بالطبع فيصيب ساقيه وصلبه آفة … وينحّى عن وجهه الخشب والسكاكين وما أشبه ذلك مما ينخس أو يقطع".
    الفصل الثالث في الأمراض التي تعرض للصبيان وعلاجاتها:
    في هذا الفصل يتعرض ابن سينا بالحديث عن بعض الأمراض التي يصاب بها الطفل الوليد مع ذكر علاجاتها. من ذلك تحدث ابن سينا مثلا عن أورام تعرض للرضع في اللثة عند نبات الأسنان، وأورام تعرض لهم في ناحية اللحيين، وهي في الحقيقة ما يعرف اليوم بالتهاب العقد اللمفاوية والذي يحدث في العقد اللمفاوية تحت الفكية. ثم هو يشير إلى علاج ذلك باستخدام بعض الدهون والعسل. ثم يتعرض ابن سينا بالحديث عن إصابة الوليد بما كان يسمى وقتئذ باستطلاق البطن أو ما يسمى حديثا بالإسهال، فهو يبين أنه قد يحدث ذلك عند بزوغ الأسنان، وقد أوضح أن الإصابة الخفيفة لا تحتاج إلى علاج مطلقا، أما في الحالات الشديدة فلا بد من علاجها، وهذا الأمر هو قريب جدا لما يطبق اليوم. وقد وصف لعلاج الإسهال أدوية عديدة أكثرها نباتية مثل بزر الكرفس والكمون وأصل السوسن وغيرها من الأدوية النباتية والتي كانت شائعة الاستعمال قبل عصر الصادات Antibiotics. ثم ذكر أيضا حالات الإمساك التي قد يصاب بها الوليد وذكر له عدة علاجات. وفي حالة إصابة الوليد بالكزاز ينصح ابن سينا هنا باستخدام دهن البنفسج وحده أو مضروبا بشيء من الشمع المصفى، أما إذا ترافق الكزاز بسعال وزكام فيعالج بتلطيخ اللسان بالعسل ثم يغمز على أصل لسان الوليد ليتقيأ بلغما كثيرا فيتعافى.

    ويشير ابن سينا إلى أنه قد يصاب الطفل الوليد بسوء التنفس وهو ما يسمى اليوم بمرض الربو أو متلازمة الكرب التنفسي Respiratory distress syndrome، ويصف لذلك علاجات مختلفة كبزر الكتان والعسل. أما إذا أصيب بالقلاع Aphthus، فيعالج بالبنفسج المسحوق وحده أو مخلوطا بورد وقليل زعفران أو بالخرنوب وحده. أما الإصابة بسيلان الأذن فينصح باستخدام صوفة مغموسة بشراب العفص مع الزعفران.

    في هذا الفصل يذكر ابن سينا أيضا أنه قد يصاب الأطفال في هذا السن بالماء في الرأس وهو ما يعرف حاليا باستسقاء الرأس Hydrocephalus وسلاق الأجفان والحميات، ويذكر عدة علاجات لها. ثم يتعرض بالحديث لوصف حالة المغص والتي تعتبر حاليا من أكثر الشكايات شيوعا عند الأطفال الوليدين، يقول في ذلك: "وربما عرض لهم مغص فيلتوون ويبكون فيجب أن يكمد البطن بالماء الحار والدهن الكثير الحار بالشمع اليسير". بعد ذلك يتحدث ابن سينا عن إصابة الأطفال بمرض الجدري، إلا أنه لم يذكره بهذا الاسم، بل وصفه بأنه مرض يتظاهر بشكل بثور سوداء تظهر في البدن وقال عنه إنه مرض قتال. وقد أشار أيضا إلى أن كثرة البكاء عند الأطفال قد تسبب نتو السرة أو الفتوق، ونصح لعلاجها باستخدام المواد القابضة. أما الفواق فنصح باستخدام جوز الهند مع السكر، والقيء المبرح باستخدام القرنفل.

    في نهاية هذا الفصل يشير ابن سينا إلى إمكانية أن يتعرض الصبي لأحلام تفزعه في نومه، ويعزوه لفساد الطعام في المعدة، ويعالجه بإلعاقه العسل. أما خروج المقعدة أو ما يسمى حاليا بهبوط الشرج Rectal prolapse فينصح لعلاجه باستخدام مغاطس مكونة من قشور الرمان والآس الرطب وجفت البلوط والورد اليابس والشب اليماني والعفص.
    الفصل الرابع في تدبير الأطفال إذا انتقلوا إلى سن الصبا:

    هذا الفصل يتعامل مع التكوين الخلقي والسلوكي للطفل، وفيه أيضا يستعرض فصول التربية النفسية للأطفال على أحسن الطرق التربوية. يؤكد ابن سينا في هذا الفصل على ضرورة مراعاة نفسية الطفل بحيث لا يصيبه غضب شديد أو خوف شديد أو غم أو سهر، ويبين أن في ذلك منفعتان؛ أولاهما في نفسه بأن ينشأ من الطفولة حسن الأخلاق ويصير ذلك له ملكة لازمة، والثانية لبدنه فإنه كما أن الأخلاق الرديئة تابعة لأنواع سوء المزاج فكذلك إذا انحرفت عن العادة استتبعت سوء المزاج المناسب لها، ففي تعديل الأخلاق حفظ الصحة للنفس والبدن جميعا. ثم يحدد ابن سينا أوقات حمام الطفل ولعبه فيقول: "وإذا انتبه الصبي من نومه فالأحرى أن يستحم ثم يخلى بينه وبين اللعب ساعة، ثم يطعم شيئا يسيرا ثم يطلق له اللعب الأطول ثم يستحم ثم يغذى، ويجتنبون ما أمكن شرب الماء على الطعام".

    عندما يبلغ الطفل ست سنين يرى ابن سينا أن ذلك هو الوقت المناسب لتأديب الطفل وتعليمه، ويرى أيضا أنه يجب أن يدرّج في ذلك، ولا يحكم عليه بملازمة الكتاب كرة واحدة، وفي هذا السن أيضا ينقص من إحمامهم ويزاد في تعبهم قبل الطعام.

    بالرغم من تخصيص ابن سينا هذه الفصول الأربعة للحديث عن تربية الأطفال وتدبيرهم، فإننا كثيرا ما نتلمس في باقي أجزاء كتاب القانون بعض النصائح النفيسة والإرشادات الهامة لعلاج بعض الحالات المستعصية كما هو الحال في حالة علاج التبوال الليلي في الفراش، حيث يركز فيه على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية للطفل المصاب.
    الأرجوزة في الطب:
    ينسب لابن سينا عدة أراجيز في الطب، أشهرها الألفية، علما أن عدد أبياتها يتراوح بين 1326 – 1334. وتعتبر هذه الأرجوزة مختصرا لكتاب القانون في الطب، يسهل على طلاب الطب قراءتها وحفظها.
    وقد وضعت عدة شروحات لهذه الأرجوزة، أشهرها التي وضعها العالم الفيلسوف ابن رشد والذي توفي سنة 595 هـ – 1198 م. وترجمت هذه الأرجوزة إلى اللغتين اللاتينية والعبرية.
    قسّم ابن سينا أرجوزته إلى قسمين؛ الأول نظري، والثاني عملي. وابتدأ
    الأرجوزة بتعريفه للطب قائلا:
    من ســبب في بدن منذ عرض                 الطـب حفظ صحة برء مرض

    كما أن هناك أرجوزة ثانية يتراوح عدد أبياتها بين 118 – 146 بيتا، تحدث فيها عن حفظ الصحة في الفصول الأربعة، ومطلعها:
    ولم يزل بالله مستــــــعينا
                                  اسمع صحيح الطب بالإســـناد

    يقول راجي ربه ابن ســــينا
                                     يا ســائلي عن صحة الأجساد

    في القسم العملي من الأرجوزة الأولى تحدث ابن سينا عن تدبير الطفل في مراحل نموه المختلفة:
    أولا- في بطن أمه:


    كي لا يُصيبَ آفةً في جسمه
    كي لا ترى الفسادَ في شهوتها
    ذاك الذي يكون منه الطفـــل
    بل بالبرود والتطافي اقصدهـــا
    بل بتلطف لـــه عامـلها

    الطفـل يحفـظ ببطـن أمــــه
    فاحتط على الحامل في معدتها
    ويُصلَحُ الـــدمُ ويُنْقــَى الفضْلُ إن هاجها الدمُ فلا تَفْصِدْها
    أو هــاجها خلط فلا تُسهلها



    ثانيا- في تدبير المخاض:

     


    فشُب أمورَ وضْغِها بسهلها
    وما يلي الحملَ من الأقطار
    ولا يكون عند وضع تعبُ
    وأحسِها من مرق دهين
    أو روعةً أو صرخةً أو ضربهْ
    طبيخ تمر فيه ماء حُلبةِ
    تمد رجليها بغير حَنّهْ
    عاصرة لبطنها بحكمه
    فأسقها أقرِصةً من كهربا
    فأسقها أقرصةً من مرّ
    فاستعملِ التبخير بالمحلل
    ومثـلِ كبريت ومثـل حنظلِ

    فإن دنا وقتٌ لوضع حملها
    الدلكُ في الحمام للأخصار
    بالدُهن كيما يستلين العصبُ
    واجعل غذاءها من السمين
    واحذر عليها صيحةً أو وثبهْ
    وأسقِها في وضعها من شِدةِ
    واجعل لها قابلةً ذي فطنهْ
    ثم إذا تُقيمها بمرّه
    إن سال منها زائد من الدما
    أو لم يَسِلْ منها دم من ضُرّ
    وإن مشيمةً بها لم تنزلِ
    كالمرّ والقطران أو كـــالأبهلِ



    ثالثا- في اختيار الظئر (المرضع):



    في سنّها من متوسطاتِ
    مزاجها يقرب من معتدل
    نقيةِ الرأس مع العينين
    صحيحةِ الأعضاء والمفاصل
    في رقة وليس بالكثيف
    لا منتنٌ متصلٌ إذْ يسكبُ
    والسـمكِ الرَطْب مع السمين

    واختر له المرضع من فتاةِ
    لحمية ليس بها من رَهَلِ
    جسيمة عظيمةِ الثديين
    سالمة من كل ضرّ داخِلِ
    ذاتِ لِبان ليس باللطيف
    أبيضُ لون حلوُ طعم طيبُ
    وغـذّهـا بالحلو والدهين



    رابعا- في تدبير الطفل في حضانته:

     

    حتى ترى صلابةً في جلده
    ووسّط الشدَّ على قماطه
    ولا تمانعه زمانا فيحمْ
    يمنعه المنام أو يؤرقهْ
    مهدا وطيئا يُرِه الظلاما
    إن منع الضُرّ من المنام
    كيما يرى النجوم والسماء
    لكي تُغريه على الإبصار
    كيما تغريه على التكليم
    وامسح به لسانه وادلكه
    وكَندر وخِلّة في فيه
    من سدّة في الأنف أو تُصفيه
    وصوتِه ومطلقٌ أنفاسه
    حتى تراه يفعةً قد اعتلا
    فــلا تُقابلـه لـه بجـذبِ

    أُدهنه بالقابضِ عند شدّه
    وحمّهُ تُنْظِفْهُ من أخلاطه
    ولا تُرضّعه كثيرا يُتّخمْ
    ولا تعامله بشيء يقلقهْ
    ألزمه إن أردت أن يناما
    وامزج له الخشخاش بالطعام
    ألزمه في يقظته الضياء
    أكثر له الألوان بالنهار
    ناغيه بالأصوات في تعليم
    ألْعِقه من عسل أو حنّكه
    واجعل قليل ربَّ سوس فيه
    واسعطه من هذا لكي تشفيه
    لأن هذا مصلحٌ إحساسِه
    وامنعه أن يُفصد أو أن يُسهلا
    وما اعتــرى من ورم أو حَبّ

     


    آراء ابن سينا في التربية:

    لقد أسهم ابن سينا من خلال كتابه السياسة في وضع قواعد التربية الإسلامية، وله في ذلك آراء فلسفية وتربوية هامة يجب عدم إغفالها. يقول في ذلك: "ينبغي البدء بتعلم القرآن بمجرد تهيؤ الطفل للتلقين جسميا وعقليا، وفي الوقت نفسه يتعلم حروف الهجاء ويلقن معالم الدين، ثم يروي الصبي الشعر مبتدأ بالرجز ثم بالقصيدة، لأن رواية الرجز وحفظه أيسر إذ أن بيوته أصغر ووزنه أخف، على أن يختار من الشعر ما قيل في فضل الأدب ومدح العلم وذم الجهل وما حث على بر الوالدين واصطناع المعروف وإكرام الضيف. فإذا فرغ الصبي من حفظ القرآن وألمّ بأصول اللغة ينظر عند ذلك في توجبهه إلى ما يلائم طبيعته واستعداده". أي أنه بعد أن يفرغ الصبي من تعلم القرآن وحفظ أصول اللغة ينظر بعد ذلك إلى ما يراد أن تكون صناعته ويوجه إليها، على أن يعلم مربي الصبي أن ليس كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له مواتية، بل ينظر إلى ما يشاكل طبعه وما يناسبه. فإن أراد الكتابة مثلا أضاف إلى دراسة اللغة دراسة الرسائل والخطب ومناقلات الناس ومحاوراتهم وما شابهها.

    إن هذا المبدأ التخصصي والذي نصح به ابن سينا بعد الثقافة الخلقية والدينية هو نفس ما ينادى به اليوم في التربية الحديثة حيث يجب الأخذ بعين الاعتبار ميول الطفل وتوجهاته لكي يكون مبدعا في دراسته ومتوفقا في مهنته المستقبلية.


    ومن جهة أخرى فقد وجه ابن سينا الأنظار إلى الصفات السلوكية والخلقية التي على المدرس أن يتمتع بها إذ أنه يجب أن يكون قدوة حسنة لمن يعلمهم. يقول ابن سينا: "ينبغي أن يكون مؤدب الصبي عاقلا ذا دين، بصيرا برياضة الأخلاق، حاذقا بتخريج الصبيان، وقورا رزينا غير كزّ ولا جامد، حلوا لبيبا ذا مروءة ونظافة ونزاهة". ولم ينس ابن سينا التنبيه إلى ضرورة النظر إلى أقران الصبي، إذ أنه كثيرا ما يتعلم منهم، لذلك فهو يرى أن يحاط الصبي مع من هم حسنة آدابهم، مرضية عاداتهم كما قال لأن الصبي عن الصبي ألقن، وهو عنه آخذ وبه آنس. ثم يقول: "والمحادثة تفيد انشراح العقل، وتحل منعقد الفهم، لأن كل واحد من أولئك إنما يتحدث بأعذب ما رأى وأغرب ما سمع فتكون غرابة الحديث سببا للتعجب منه وسببا لحفظه وداعيا إلى التحدث، ثم إنهم يتوافقون ويتعارضون ويتقارضون الحقوق، كل ذلك من أسباب المباراة والمباهاة والمساجلة والمحاكاة، وفي ذلك تهذيب لأخلاقهم وتحريك لهممهم وتمرين لعاداتهم".

    أما فيما يتعلق بعقاب الطفل إذا ارتكب خطأ ما، فقد اعتبر ابن سينا العقاب ضرورة تربوية يلجأ إليها في بعض الحالات، وبهذا يكون ابن سينا قد سبق أحدث الآراء التربوية الحديثة والتي تقر مبدأ العقاب في بعض الحالات الملحة. يقول ابن سينا: "إنه من الضروري البدء بتهذيب الطفل وتعويده الخصال من النظام قبل أن ترسخ فيه العادات المذمومة التي يصعب إزالتها إذا ما تمكنت في نفس الطفل. أما إذا اقتضت الضرورة الالتجاء إلى العقاب، فإنه ينبغي مراعاة منتهى الحيطة والحذر، فلا يؤخذ الوليد أولا بالعنف، وإنما بالتلطف ثم تمزج الرغبة بالرهبة، وتارة يستخدم العبوس أو ما يستدعه التأنيب، وتارة يكون المديح والتشجيع أجدى من التأنيب وذلك وفق كل حالة. ولكن إذا أصبح من الضروري الالتجاء إلى الضرب، ينبغي أن لا يتردد المربي على أن تكون الضربات الأولى موجعة، فإن الصبي يعد الضربات كلها هينة، وينظر إلى العقاب نظرة استخفاف، ولكن الالتجاء إلى الضرب لا يكون إلا بعد التهديد والوعيد وتوسط الشفعاء لإحداث الأثر المطلوب".
    الخاتمة:
    لاشك أن تربية الطفل والعناية به صحيا ونفسيا كانت من المواضيع التي اهتم بها العلماء والمربون العرب المسلمون الأوائل، ولعل ابن سينا هو أحد أولئك الذين أفاضوا في الحديث عن العناية بالطفل في مراحل نموه المختلفة بدءا بالحياة الجنينية وحتى بلوغه سن الرشد، وهذا ما بدا واضحا وجليا سيما في كتابه القانون في الطب. ولقد حظيت آراؤه في هذا المجال عناية خاصة لدى الكثير من علماء الشرق والغرب ولقرون عديدة. فحري بنا ونحن نحتفل بدخول القرن الواحد والعشرين أن نقف على أهم إنجازات ومساهمات العلماء العرب المسلمين، وأن نعيد دراسة وتحقيق ما كتبوه في هذا المجال من أجل تقييمه وتحليله وفق المعطيات العلمية العصرية الحديثة.
    المصادر والمراجع:
    - ابن سينا، الحسين بن علي. القانون في الطب، دار صادر، بيروت، ثلاثة أجزاء.
    - الأنطاكي، داود بن عمر. تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب، 1952م، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، جزآن.
    - البابا، د. محمد زهير. من مؤلفات ابن سينا الطبية، منشورات جامعة حلب، 1984.
    - الحاج قاسم محمد، د. محمود. تاريخ طب الأطفال عند العرب، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1978.
    - حسين، د.محمد كامل. الطب عند العرب والمسلمين تاريخ ومساهمات، 1987، ط1، الدار السعودية للنشر والتوزيع، السعودية.
    - خير الله، د.أمين أسعد، الطب العربي، 1946م، المطبعة الأميركانية، بيروت.
    - الرازي، أبو بكر. الحاوي، 1962م، ط1، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، الدكن، الهند، ثلاثون جزءاً.
    - الشطي، د.أحمد شوكت. تاريخ الطب وآدابه وأعلامه، 1982، مديرية الكتب والمطبوعات بجامعة حلب.
    - عيسى، د.أحمد. معجم الأطباء، 1982م، ط2، دار الرائد العربي، بيروت.
    ا
    الرجوع إلى القائمة

    الإصابة بالديدان وعلاجها في كتاب القانون في الطب للشيخ

    ابن سينا

     

    المقدمة

         من بين كل المواضيع التي ذكرها ابن سينا في كتابة الغني عن التعريف ( القانون في الطب ) اخترنا موضوع الإصابة بالديدان والذي يعتبر مرضاً شائعاً نسبياً ، ولقد فضلته عن غيره من المواضيع بسبب دقة الوصف وسعة الأفق التي برزت عند ابن سينا في تناوله لهذه المشكلة ، وسوف نرى سوية كيف أنه تطرق بوضوح إلى منشأ وأعراض وعلامات الإصابة ، ولقد عمدنا إلى المقارنة مع معطيات العلم الحديث لإبراز دقة التعبير التي امتاز بها ابن سينا .

    منشأ الديدان : 

        في مقدمة البحث أشار ابن سينا إلى تخلق الذباب والديدان من المواد العفنة الرديئة الرطبة وهي إشارة صحيحة من ابن سينا في هذا المجال حيث نبه إلى أن هذه المواد العفنة تتحول إلى حياة دودية أو ذبابية وذلك خير من بقائها على هيئة العفونة الصرفة  . طبعاً في الوقت الحديث فإن الذباب والديدان تتولد من البيوض التي تضعها إناث الذباب الديدان في الأماكن الملوثة التي تعتبر وسطاً ملائماً لتكاثرها .

    زيادة على ذلك أشار ابن سينا إلى العفونات المتولدة  عن الهواء المحيط بالناس ، وهذا ينطبق حالياً على أبواغ الفطور والجراثيم المنتشرة في الهواء المحيط . بالعودة إلى موضوع الديدان نلاحظ أن ابن سينا قد أشار إلى تولد الديدان نتيجة أكل اللحم الخام والألبان والفواكه الرطبة ومن سف الدقيق الني  وكلها  أماكن مناسبة لتواجد بيوض أو يرقات الديدان .

    بعد ذلك قام ابن سينا بوضع تصنيف للديدان حيث قسمها إلى أربعة أصناف :

    1 ) الطوال العظام ¬ الديدان الشريطية في الوقت الراهن .

    2 ) مستديرة ¬ الاسكاريس ـ شعرية الرأس في الوقت الراهن .

    3 ) معترضة ( حب القرع ) ¬ الخيفانة الخيفاء ـ المتوارقة البسكية في الوقت الراهن .

    4 ) صغار ¬ الحرقص في الوقت الراهن .

    ثم بدأ في وصف مكان توضع هذه الديدان فأشار إلى أن الديدان المستعرضة والصغار أكثر خروجاً من المعقدة وهذا ينطبق حالياً على ديدان بلهارسيا المستقيم ( الديدان المستعرضة ) والحرقص (الديدان الصغار) حيث تتوضع بلهارسيا المستقيم في المستقيم مسببة تخريشاً وتقرحاً في جدرانه وتخرج من البراز أما الحرقص فتخرج إناث الحرقص ليلاً لوضع بيوضها حول فوهة الشرج الأكثر دفأ.ً  وفسر ذلك (كثرة خروجها من المقعدة ) بأنها قريبة من المقعدة وضعفها فلا تستطيع أن تتشبث بالمعي تشبث الطوال ( الشريطية ) .

    ثم تحول إلى ذكر العلامات الناتجة عن الإصابة الديدان :

    وقسمها إلى قسمين : علا مات مشتركة وعلامات تفصيلية ( خاصة )

    العلامات المشتركة :

       1) _( هي سيلان اللعاب ورطوبة الشفتين بالليل وجفوفهما في النهار لأن الحرارة تنتشر في النهار وتنحصر في الليل ، فإذا انتشرت الحرارة جذبت الرطوبة معها فتجوع الديدان وتجذب من المعدة فتجفف السطح المتصل بها من سطح الفم أو الشفة ويعينها على تجفيف الشفة الهواء الخارج فيظل المريض يرطب شفتيه بلسانه )  .

    هذا الشرح المفصل من الناحية العلمية والفيزيولوجية والمنطقية من قبل الشيخ ابن سينا موافق نوعاً ما للتفسير الحديث ، لكن من جهة أخرى فإن هذه العلامة لا تعد عنصراً تشخيصياً لداء الديدان .

    2 ) قد يعرض لصاحب الديدان ضجر واستثقال للكلام ويكون في هيئة الغاضب السيئ الخلق وربما تأدى إلى الهذيان لما يرتفع من بخاراته الرديئة ، ويعرض له تصريف الأسنان وخصوصاً ليلاًو يكون في كثير من الأوقات كأنه يمضغ شيئاً وكأنه يشتهي دلع اللسان ويعرض له تثويب في النوم وصراخ فيه وتملل واضطراب هيئة وضيق صدر على من ينبهه ويعرض له على الطعام غثيان وكرب وينقطع صوته وإذا اشتدت العلة والوجع سقطوا وتشنجوا والتووا كأنهم مصروعون .

    هذه العلامات السابقة مطابقة حالياً بما يسمى بالأمراض أو العلامات العصبية الناتجة عن الإصابة بالديدان .

    فالأعراض الجانبية الناتجة عن الإصابة بالاسكاريس ( حيات البطن ) ( الديان المستديرة ) Ascaris Lumbricoide تتمثل بـ :

    1 ) اضطرابات حركية : تشنجات كزازية ، حركات رقصية ، نوب صرعية وصرير أسنان

    2 ) اضطرابات حواسية : عسر التصويت أو اللكنة

    3 ) اضطرابات نفسية : هذيان  والخوف من الليل

     نفس الأعراض تظهر أيضا بالإصابة بشعرية الرأس (( trihuris Trichiuora  بشكل  مشابه للاسكاريس وأهمها المخاوف التي تظهر في الليل أما عند الإصابة بالحرقص ( الديدان الصغار ) ( Oxyuris ) فتتجلى الأعراض العصبية  بـ :

     تتطور أطوار المصاب وأخلاقه إذ يصبح سريع الغضب وكئيباً وتظهر الأعراض العصبية عند الأطفال بأشكال مختلفة أهمها : النوبة الصرعية ـ الحركات الرقصية ـ اصطكاك الأسنان ليلاً ـ الدوار ـ اختلاجات واضطراب السلوك أما عند الإصابة بالديدان الشريطية العزلاء ( TAENIA – SAGINATA    ) أو الشريطية المسلحة

    (TEANIA  SOLIUM) التي عبر عنها ابن سينا بالطوال .

    فالأعراض العصبية الناجمة عنها تتمثل وبشكل خاص عند الأطفال حيث يشكو المريض من صداع وانحطاط جسمي وقلة النوم وتغيرات في الطباع ومن الممكن أن تتطور إلى أعراض أكثر خطورة بشكل نوبات تشنجية عضلية شبيهة بالصرع تترافق باصطكاك الأسنان وظهور حركات رقصية وهيستريا .

    نلاحظ هنا مدى التشابه والدقة في الوصف للعلامات العصبية التي ذكرها الشيخ الرئيس وبين ما يقابلها في الوقت الراهن .

    3 ) استكمل ابن سينا العلامات المشتركة فقال : وربما انتفخوا  وتمددت بطونهم ويعرقون عرقاً بارداً شديداً مع نتن شديد ويكون البراز رطباً .

    هذه العلامات صحيحة تماماً فالإصابة بالديدان تؤدي إلى انتفاخ بطني والآم شرسوفية والحمى ( ارتفاع الحرارة ) مع إسهالات لزجة ( البراز رطب ) .

     انتقل ابن سينا بعدها إلى ذكر العلامات التفصيلية ( الخاصة بكل نوع من الديدان ) فقال :

    ( وهي خروج ذلك الصنف من المخرج ثم الطوال يدل عليها دغدغة فم المعدة ولذعها ومغص يليها وعسر بلع وسقوط شهوة في الأكثر وتقزز من الطعام وفواق وربما تأذت الرئة والقلب بمجاورتها فحدث سعال يابس وخفقان واختلاف نبض ويكون النوم والانتباه لا  على الترتيب ويكون كسل وبغض للحركة وللنظر وللتحديق وفتح العين بل يميل إلى التغميض ويعرض لعيونهم أن تحمر تارة  ثم تكمد أخرى وربما تمددت بطونهم وصاروا كالمستسقين )

    هذه العلامات التي وصفها ابن سينا لا تنطبق على الطوال ويمكن القول أن دغدغة فم المعدة ولذعها والمغص وعسرة البلع تنطبق على أكثر أنواع الديدان وليس على نوع محدد وتعد من العلامات الهضمية للإصابة بالديدان .

    أما تأذي القلب والرئة والسعال اليابس والخفقان واختلاف النبض فيمكن تحليلها إلى عرضين:

    فالأعراض الرئوية تنطبق على الإصابة بديدان الاسكاريس والتي تدعى باسم أعراض لوفلر الناجمة عن مرور اليرقات إلى الرئة ( بعد دخول بيوض الاسكاريس مع الطعام الملوث إلى المعدة تفقس وتتحول إلى يرقات تعبر المعدة ثم المري ثم تسقط في القصبات فتؤدي إلى تخريش ) وهي تشمل حمى خفيفة مع سعال يابس مترافق ببصاق دموي وضيق نفس .

    أما الأعراض القلبية ( الخفقان وضعف النبض ) فهي ناتجة عن فقر الدم الناجم بشكل غالب عن الإصابة بديدان شعرية الرأس (Trichuris Trichiuara  ) والملقوة العفجية اللتان تتغذيان بشكل رئيسي على دم الإنسان (نقص حجم الدم في الجسم يؤدي إلى زيادة الحمل على القلب فيتسارع بشكل انعكاسي لتأمين حاجة الجسم من الدم , ويتجلى هذا بالخفقان وضعف النبض ) .

    بالنسبة للعلامات العينية التي ذكرها ابن سينا تنطبق بشكل تقريبي على الإصابة بديدان الاسكاريس حيث تؤدي الإصابة بهذا النوع من الديدان إلى عمى مؤقت ورؤيا نصفية وخوف من النور وأيضاً تنطبق على الإصابة بالديدان الشريطية بظهور رؤية غير واضحة وأعراض عدم تساوي الحدقتين أو الحول .

    أما بالنسبة للعرض الأخير ( وربما تمددت بطونهم وصاروا كالمستسقين ) فهي على الأغلب إشارة إلى الإصابة بالكيسات العدارية الناتجة عن الإصابة بالديدان المسماة  المشوكة الحبيبية (Echinococcus gronulosus  ) حيث تتوضع يرقات هذه الديدان ( الكيسة العدارية ) في الكبد عند الإنسان وتتكاثر بشكل كبير وهذا ما عبر عنه ابن سينا بالاستسقاء البطني حيث تنتفخ بطن المصاب نتيجة تكاثر هذه اليرقات .

    ( توجد الدودة بشكلها الكامل في الحيوانات اللاحمة خاصة الكلاب والثعالب والذئاب ) ، لذلك أكثر المصابين هم من رعاة الغنم ( الإنسان حامل فقط لليرقات) .

    ثم أشار ابن سينا إلى الأعراض الوصفية للديدان الصغار ( وهي حكة المعقدة ولزوم الدغدغة عندها وربما اشتدت حتى أحدثت الغشي ويجد صاحبها عند اجتماعها في أمعائه ثقلا ً تحت شراسيفه ) .

    هذه الأعراض دقيقة جداً وتنطبق على الإصابة بديدان الحرقص ( السرمية الدودية ) (Oxyuris  ) حيث تهاجر أنثى الدودة إلى المستقيم لتضع بيوضها على فتحة الشرج الأكثر دفأ" , وهذه البيوض وما يحيط بها من مواد لزجة لتسهيل التصاقها على الفتحة تؤدي إلى نوع من الإكزيما والحساسية مسببة" حكة  شرجية شديدة وخاصة أثناء النوم ليلاً , وهذه الحكة الشديدة قد تؤدي  إلى اضطرابات عصبية شديدة نتيجة تخريش الأعصاب الودية قد تصل  إلى حد الرغبة بالانتحار . وهذا ما عبر عنه ابن سينا بقوله ( وربما اشتدت حتى أحدثت الغشي  )  أما العرض الثاني ( ويجد صاحبها ثقلا " تحت شراسيفه ) فهو ينطبق على الإصابة بجميع أنواع اليدان وليس على الحرقص بشكل خاص .

    بهذا نكون قد انتهينا من ذكر العلامات والأعراض وقبل أن ننتقل للعلاج لا بد لنا من التعليق على بعض السطور التي ذكرها ابن سينا فقد ذكر العلاقة بين الحمى والديدان فقال :

    1 ـ ( إذا كان بصاحب الديدان حمى كانت الأعراض قوية خبيثة لأن الحمى تبيد غذاءها وتؤذيها وتقلقها فتلتوي في الأمعاء مسببة ألماً ولذعاَ وآذى" شديدا" وقد حكى بعضهم أنها ثقبت البطن وخرجت منه ) .

    هذه الأعراض تنطبق على الإصابة بديدان الاسكاريس ، حيث أن تحريض هذه الديدان بأحد العوامل التالية :

    البهارات أو الحموض أو الترفع الحروري يؤدي إلى تهيجها وتجمعها على شكل كتلة تؤدي إلى انسداد الأمعاء  وربما أدت إلى انسداد  الزائدة الدودية والتهابها  وانفجارها إذا لم تعالج ، أما أنها ثقبت البطن وخرجت منه فقد ذكرت حالات نادرة لخروج هذه الديدان من سرة الأطفال .

    2 ـ أشار أيضاً إلى الجوع الكلبي : وهذا ناجم بالطبع عن سوء التغذية عند الإصابة بعدد كبير من الديدان .

    3 ـ أشار ابن سينا أن أذن المريض لا تصدع ولا تطن : وهذا مخالف للواقع فعند الإصابة بالديدان يصاب المريض بأعراض عصبية منها طنين الأذن .

    انتقل ابن سينا بعد ذلك إلى العلاج حيث قسمه إلى وقائي وعلاجي فقال :

    ( الغرض المقصود من معالجة الديدان أن يمنعوا المادة المولدة لها من المأكولات التي سبق ذكرها وأن تنفى البلاغم الموجودة في الأمعاء التي منها تتولد الديدان وأن تقتل بأدوية هي سموم بالقياس إليها المرة الطعم فمنها حارة ومنها باردة  ) .

    نرى هنا أن ابن سينا قد أوصى بالابتعاد عن المأكولات التي تسبب الإصابة بالديدان وكما ذكرنا فإن الديداد تتولد من الطعام والسوائل الملوثة دون نوع محدد ، بينما حدد ابن سينا أنواعاً معينة من الطعام تسبب الإصابة بالديدان وهو غير دقيق علمياً .

    ثم أشار إلى تنقية البلاغم التي في الأمعاء وهذا غير صحيح علمياً ثم تحول إلى ذكر العلاج الدوائي ومبادئة فذكر أن هناك أدوية تقتل وتسهل الأمعاء وأدوية تقتل فقط لذا يجب إعطاء الأدوية المسهلة معها ، وإذا كان المصاب يعاني من إسهال بالأساس فيعطى فقط الأدوية القاتلة دون الأدوية المسهلة .

    وهذا صحيح علمياً لأن الأدوية المستعملة تقوم بعملية شل الديدان بحيث تصبح غير قادرة على الحركة ، فمن إعطاء المسهلات تخرج بفعل زيادة الحركة المعوية . لكن الأدوية الحديثة حالياً تقوم بقتل الديدان فتخرج مع الحركة الحوية الطبيعية للأمعاء دون إعطاء المسهلات .

    عرض ابن سينا بعض الطرق كمعالجة للإصابة بالديدان منها :

    أن يشرب المريض اللبن يومين متتاليين وفي اليوم الثالث يشرب اللبن مع دوار قتال لها ، أو يأكل الكباب فإذا أحست الديدان برائحته أقبلت على المص فإذا اتبعت الأدوية القتالة نالت منها . هناك نظرية حديثة برزت في الوقت الحاضر تبنت هذه النظرية إلى حد ما في علاج الديدان الشريطية ، وتقول هذه النظرية بأن يصوم المريض يومين متتاليين وفي اليوم الثالث يشرب الحليب فتفلت الدودة الشريطية ممصاتها ومحاجمها التي كانت تثبت بها على مخاطية الأمعاء فيعطى المريض مسهلاً مع الحليب فتخرج الدودة الشريطية .

    كما قسم ابن سينا الأدوية القاتلة للديدان إلى حارة وباردة وهذا تقسيم فلسفي ناجم عن التأثر بالطب اليوناني فكان التقسيم على النحو التالي :

    فصل في الأدوية الحارة القتالة للديدان وخصوصاً الطوال :

    وهي بدورها قسمها إلى مفردة ومركبة :

    أما المفردة : فمثل الشيح والترمى الحر والنعنع والثوم والزعتر والكمون والانيسون وغيرها وأوصى بأخذ الصبر كمسهل بعد أخذ هذه العقاقير .

    كما ذكر أن شرب الزيت بكميات كبيرة يقتل الدود ويخرجها .

    أما المركبة : فهو الترياق الفاروق الذي يجمع القتل والإخراج  .

     من الناحية العلمية فإن الأدوية التي ذكرها والتي وصفها بالحارة هي جميعها من أنواع البهارات والتي تتمتع بطعم لاذع ورائحة عطرية حادة وربما كان لها تأثير مضاد للديدان بفعل هذه الخواص . أما الزيت بكميات كبيرة فهو يؤدي إلى الإسهال والإسهال يمكنه أن يخرج الديدان .

    أما الترياق الفاروق فيدخله في تركيبه (80) عقاراً نباتياً وحيوانياً من أشهرها لحم الأفاعي ـ العنصل ـ الأقحوان ـ الزعتر ويحفظ في أواني رصاصية أو فضية أو خزفية .

    علمياً إذا نظرنا إلى تركيبه نرى أنه يحتوي على العنصل والأقحوان واللذان يحتويان على عوامل مضادة للجراثيم والفطريات والحشرات كما بين العلم الحديث وربما كان لها تأثير مضاد للديدان .

    ثم وضع ابن سينا فصلاً بعنوان :

    فصل في الأدوية التي هي أخص بحب القرع :

         وذكر فيها القطران مستعملاً على هيئة الحقن وهذا علمياً غير مدروس .

     كما ذكر أيضاً السرخس الذي لا يزال حتى الآن يستعمل في معالجة داء الشريطيات .

    وذكر أيضا مجموعة من الأدوية الأخرى مثل شعر حيوان الأحر يمون . والإسفيداج ( وهو الرصاص ) وجميعها ليس لها استعمالاً حالياً .

    ثم وضع فصلاً بعنوان :

    فصل في الأدوية الباردة والقليلة الحرارة :

        مثل بزر الكزبرة وبزر الكرفس وورق الخوخ والعليق وسلاقة قشور شجرة الرمان الحامض أو المر حيث يطبخ جميعاً في الماء ثم يصفى ويشرب فإنه يقتل وكذلك الماء الذي طبخ فيه أصل الرمان . حالياً لا يستعمل من كل هذه العقاقير سوى الرمان حيث تبين أن جذور الرمان تحوى أشباه قلويدات لها مفعول مضاد للديدان ومن أهمها (Pelletierin  ) وهو ما عبر عنه ابن سينا ( الماء الذي طبخ فيه أصل الرمان )

    ثم وضع فصلاً بعنوان :

    فصل في تدبير الديدان الصغار :

        حيث ذكر احتمال الملح مع الماء الحار والأقوى من ذلك احتمال القطران ، علمياً لا تزال هذه الطرق تستخدم بشكل تقليدي في الأرياف خصوصاً لديدان الحرقص التي تتوضع في المستقيم وتسبب حكة شرجية شديدة خصوصاً عند الأطفال فتعطى حقن شرجية تحتوي على الماء والملح وهي مفيدة كونها تغير الوسط الفيزيولوجي الطبيعي التي تعيش فيه الديدان وتجعله عالي التركيز من ناحية الملوحة وتؤدي بالتالي إلى شل حركتها وخروجها بفعل التأثير المسهل أيضاً للملح .

    أما القطران فهو يعتمد على مبدأ التخريش والإيذاء للديدان وقد يخرش أيضاً الأمعاء ومخاطية المستقيم وقد ذكر ذلك ابن سينا فحذر من أن يصاب الإنسان بالزحير .

    كما ذكر طريقة طريفة لعلاج الديدان الصغار : وهو أن يدس المصاب في مقعده لحم سمين مملوح وقد شد عليه مجذب من خيط فإن الديدان تتجمع عليه ثم يجذب الخيط بعد ساعة فتخرج قطعة اللحم وقد تجمعت عليها الديدان ثم تعاود الكرة .

    ثم وضع فصلاً بعنوان :

    فصل في تغذية المرضى أصحاب الديدان :

        فذكر أن الغذاء يجب أن يكون حاراً يابساً لا لزوجة فيه ويدخل في أغذيتهم ماء الحمص وورق الكرنب ولحوم الحمام ، وشرب الماء المالح ينفعهم جميعاً ، وشرب الحساء الحاوي على السماق نافع أيضاً وماء الرمان الحامض مفيداً أيضاً ، ويجب على المريض ألا يجوع وإلا هاجت الديدان ولذعت المعدة والأمعاء ، ولذا يجب أن يتغذى قبل حركتها ، وأن يأكل المريض كل فترة . أما أصحاب الديدان الصغار فيجب أن يكون غذاؤهم من جنس الحسن الكيموس السريع الإنهضام حيث كلما كان الطعام حسن الكيموس قل الكيموس الفاسد فيه الذي هو مادة للديدان .

    الكلام السابق فيه شتى من الصحة خصوصاً حديثه عن نصيحته للمريض بألا يجوع حتى لا تهيج الديدان ، ونصيحته بالطعام حسن الكيموس قصد به الطعام من مصادر غير ملوثة التي منها تصدر الديدان .

    وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية بحثنا في مجال الديدان عند ابن سينا .

    الخاتمة :

        أرجو أن نكون قد وفقنا في شرحنا وتعليقنا لما ذكره ابن سينا في هذا المجال ، ولقد حاولنا ما بوسعنا لتقريب وجهة نظر ابن سينا من وجهة نظر العلم الحديث وإن كان هناك بعض الاختلاف أو سوء الفهم من قبلنا لبعض الأمور التي قصدها ابن سينا ، على العموم فإن ما تحدث عنه ابن سينا ينم عن تجربة كبيرة وسعة أفق جديدة بالاحترام في ذلك الوقت بالمقارنة مع عصرنا الراهن .

    المراجع والمصادر :

    ـ كتاب الطفيليات ، د. خالد بصمجي ، كلية الطب ، جامعة حلب ، 1994م .

    ـ علم الطفيليات ، د. أميل شاهين ، كلية الصيدلة ، جامعة دمشق ، 1998 م.

    ا
    الرجوع إلى القائمة

     

     

     
     
     

    لمشاهدة المزيد من حالات تجميل الأسنان بتركيبات الزيركون وأبتسامة هوليود المعالجة في مركزنا مع الشرح أضغط هنا

    أفلام مراجعين زرعوا أسنان في مركز أسنانك الدولي شاهد تجاربهم بنفسك

     
     
    علاج الأسنان بالتخدير الكامل بدون ألم

    قسم طب الأسنان

    *- الإسعافات الأولية للأسنان
    *-
    إسعافات اللثة
    *-
    إسعافات الوجه والفكين

    *- العناية بالأم الحامل والرضيع
    *- بزوغ الأسنان
    *- تسوس أسنان الأطفال
    *- وقاية أسنان الأطفال
    *- التهابات لثة الأطفال
    *- إصابات الأسنان الطارئة
    *-
    العادات الفموية الضارة
    *- سوء إطباق أسنان الأطفال
    *- تقويم أسنان الأطفال
    *-
    الأسنان الحساسة على السكر والحرارة

    *- تجميل الأسنان
    *- تبييض الأسنان
    *- تركيب التيجان
    *- تركيب الجسور
    *- تركيب الطقم - البدلة
    *- زراعة الأسنان
    *- تقويم الأسنان
    *- تسوس الأسنان
    *- سحب وعلاج العصب
    *- أمراض اللثة
    *- أسباب وعلاج رائحة الفم
    *- قلع الأسنان - ضرس العقل
    *- الأسنان الحساسة على الحلو والحامض والحرارة
    *- مشاكل المفصل الفكي

    *- أمراض الشفاه
    *- التهاب الفم واللسان
    *- القلاع
    *- العقبول البسيط أو الهربس
    *- تصبغ الفم
    *- جفاف الفم
    *- البقع البيضاء في مخاطيةالفم
    *- إحمرار مخاطية الفم
    *- فقدان الإحساس بالتذوق
    *- تشقق اللسان
    *- التصاق اللسان

    *- متى تؤثر أمراض الفم والأسنان على الجسم
    *- فوائد الأشعة البانورامية في التشخيص
    *- السكري وصحة الفم والأسنان

    *- نصائح هامة للعناية بالأسنان
    *- اطبع منشورك _ طرق العناية بالأسنان
    *- خواص الفلور الوقائية
    *- الغذاء المضر بصحة الفم
    *- كيفية تنظيف الأسنان
    *- طريقة استخدام المسواك الصحيحة
    *- كيف تكون ابتسامتك مشرقة
    *- العناية بالفم بعد الجراحة
    *- أطقم ( وجبات ) الأسنان والعناية بها
    *- واقيات أسنان الرياضي

    *- نصائح قبل البدء بالعلاج
    *- التحذير من خرافات شائعة حول رعاية الأسنان
    *- أسباب الأغلاط التي تحدث في علاج الأسنان

    *- أجوبة الأسئلة من 15 - 1
    *- أجوبة الأسئلة من 30 - 16
    *- أجوبة الأسئلة من 40 -30
    *- أجوبة الأسئلة من 50 - 41

    *- أخر حالات تركيب إبتسامة هوليود في مركزنا 
    *- أخر حالات زراعة الأسنان في مركزنا
    *- لقاء مع الفنانة حسن بعد تجميل أسنانها في مركزنا
    *- زراعة الأسنان بدون شق جراحي في مركز
    *- كيف يتم تصنيع زرعات الأسنان
    *- هل الأفضل تلبيس الأسنان أم طقم الأسنان أم زراعة الأسنان
    *- حالات لعلاج تقدم الفك العلوي وبروز الأسنان بدون جراحة
    *- حالات العضة المعكوسة معالجة في المركز
    *- جسور الأسنان أنواعها وطرق صناعتها
    *- قناة مركز أسنانك الدولي على اليوتيوب
    *- مشاكل البدلة أو طقم الأسنان وماهي البدائل
    *- أنواع زراعة الأسنان وكيفية تركيبها وكيفية صناعة تعويضاتها في المختبر
    *- زراعة العظم وتطعيم عظم الفكين بواسطة العظم الطبيعي والصناعي
    *- أعراض التهاب اللثة كيف يمكنك معرفة أن كانت لثتك ملتهبة
    *- خراجات الأسنان ما هي وكيف تتشكل
    *- تراجع اللثة و العظم الداعم للأسنان وطرق علاجها
    *- الفرق بين طقم الأسنان والزرعات وأي الزرعات أفضل
    *- رفع الجيب الفكي الخارجي في مركز أسنان الدولي
    *- فيلم يوضح تقويم الأسنان
    *- حشوات الأسنان الوقائية
    *- شفاء الجرح بعد القلع
    *- الوجه أو القشرة الخزفية
    *- كيف تفحص الأسنان والفم
    *- فيلم يوضح مشاكل المفصل الفكي

    قسم السياحة في تركيا

     

    *- فنادق اسطنبول
    *- الأماكن السياحية في السلطان أحمد
    *- أورتاكوي وجسر البوسفور
    *- أفضل الأماكن السياحية في الجزء الأسيوي
    *- أهم المتاحف في اسطنبول
    *- أفضل حدائق اسطنبول
    *- الأماكن الترفيهية في اسطنبول
    *- اجمل الشواطئ في اسطنبول
    *- افضل الحمامات التركية في اسطنبول
    *- اجمل مساجد إسطنبول
    *- افضل أماكن التسوق في إسطنبول
    *- افضل مطاعم مجرّبة في إسطنبول
    *- عروض رحلات سياحية في إسطنبول

    قسم الطب العام

     

    *- صحة الرجل
    *- صحة المرأة
    *- صحة الطفل
    *- صحة الرياضيين
    *- صحة المسنيين
    *- صحة المراهقين والشباب
    *- الصحة والأمراض المزمنة
    *- الصحة والإدمان
    *- الصحة والتغذية
    *- الصحة النفسية
    *- الصحة والأعراض الشائعة
    *- الصحة والأورام
    *- الصحة والرياضة
    *- الصحة وذوي الإحتياجات الخاصة
    *- صحة الجسم
    *- أخرى وتهمك
    *- الأسعافات الطبية الأولية
    *- الصحة والبيئة
    *- مصطلحات طبية

    *- مقومات الحياة السعيدة
    *- العلاقات الإنسانية
    *- الضغوط
    *- النجاح
    *- السعادة
    *- الفشل

    *- طرق التعامل العصرية
    *- الديكور
    *- المناسبات
    *- تربية الحيوانات
    *- فنون
    *- حدائق ونباتات
    *- القيام بالرحلات والإسترخاء
    *-
    هوايات
    *- ترفيه
    *- الجمال

    *- أطباق رئيسية
    *- حساء
    *- سلاطات
    *- مقبلات
    *- حلويات
    *- مشروبات
    *- مثلجات
    *- وجبات خفيفة
    *- وجبات الإفطار
    *- معجنات
    *- وجبات نباتية
    *- وجبات المناسبات
    *- وجبات الأطفال
    *- ساندويتشات
    *- صوص وصلصات
    *- وجبات خاصة
    *- وجبات الأمراض المزمنة

    *- تمارين الإطالة
    *- تمارين الإحماء
    *- تمارين تبريد العضلات
    *- تمارين المرونة
    *- تمارين القوة
    *- تمارين الأطفال
    *- تمارين إنقاص الوزن
    *- تمارين في المكتب
    *- تمارين في المنزل
    *- تمارين الضغط
    *- تمارين اليوجا
    *- تمارين الحمل
    *- تمارين الرياضات المختلفة
    *- تمارين ما بعد الولادة
    *- تمارين ما بعد الجراحات
    *- تمارين للمرضى والإصابات
    *- تمارين رفع الأثقال
    *- تمارين ترهلات البطن
    *- تمارين الآلام لظهر وارقبة
    *- تمارين لرشلقة الأرداف
    *- تمارين الاسترخاء

    *- البخر وعلاجه في الطب العربي
    *- أمراض وجراحة الفم والفكين في الطب العربي
    *- لطب الوقائي الفموي
    *- تجبير الكسور عند الأطباء العرب
    *- الإصابة بالديدان وعلاجها في الطب العربي
    *- العناية بالطفل وتربيتة عند ابن سينا
    *- العلاج بالموسيقى في الطب العربي
    *- مرض العشق وعلاجه في الطب العربي
    *- أدوية الزينة في قانون ابن سينا
    *- العلاج بالحجامة في الطب العربي
    *- أمراض اللسان في كتاب القانون
    *- دلالات فحص لون البول في الطب العربي
    *- أمراض الجهاز التناسلي في الطب العربي
    *- النظرية السببية للأورام عند القربلياني
    *- ما شاع من أخطاء العربية في تراث العلوم الطبية
    *- دور الأطباء العرب في تطور العلوم الطبية في أوروبا
    *- المسؤولية الطبية بين التراث الطبي العربي الإسلامي

    *- البحث الخاص بالسواك
    *- فتاوى خاصة بالأسنان
    *- ابتكار علمي بحاجة لتمويل

    *- عناوين مواقع طب الأسنان المهمة
    *- عناوين المواقع الطبية العامة
    *- كيف تصنع جسور البرسلان
    *- ماذا قال الشعراء في الأسنان
    *- الأمثال الشعبية المتعلقة بالطب والصحة
    *- رسائل طبية طريفة للجوال
    *- طرائق وكريكاتورات طبية
    *- قصة إبن بلدي المجاهد عز الين القسام