الجمع بين الوجبات الصحية، والتمارين الرياضية، والنوم الجيد، استنادا إلى زميلي في جامعة «سنغيولارتي» دانيال كرافت، هي المفاتيح إلى صحة جيدة، ويعتقد كرافت الطبيب - العالم الذي يرأس العمليات الطبية، ويدير برنامج «فيوتشر ميد (طب المستقبل)» في الجامعة المذكورة، أن بمقدورنا إنهاء داء البدانة، وتخفيض حدوث الأمراض غير المعدية والمتنقلة، كأمراض القلب مثلا، عن طريق التقنية. وقد ساعدني كرافت في تقييم التقنيات المتوفرة حاليا التي قد تساعد في تحقيق تمنيات العام الجديد، للوصول إلى صحة جيدة.

1. مرآة الوزن الرقمية» The Digital Mirror:
الالتزام الكتابي أداة قوية فيما يخص تشجيع الحوافز والدوافع. ويجري تعزيز هذه الأداة عندما يجري التشارك في نجاحات تحقيقها وإخفاقاتها مع الآخرين، واليوم يمكننا إذاعة الوزن الذي وصلنا إليه، ومكان وجودنا، وخياراتنا الحالية من الأغاني، وآخر وجبة طعام تناولناها، عبر الوسائط الاجتماعية. إلا أنك تكون أكثر ميلا للحفاظ على حافز يشير إلى تناقص وزنك، عندما تدرك أن بإمكان أصدقائك رؤية المكاسب والخسارات إلى حققتها على خط بياني سهل القراءة.

وهنالك أكثر من 17000 تطبيق للصحة واللياقة البدنية في أسواق «أندرويد» و«آي تيونز»، وتطبيقات التمارين مثل «رن كيبر» تمكن من تسجيل مثل هذه التمارين ونتائجها وتعقبها من دون انقطاع. وأفضلها بالنسبة إلى لدى ممارسة رياضة الهرولة «موشن إكس جي بي إس»، فهي إضافة إلى تعقب المسافة التي قطعتها، وسرعتها، تتذكر أمكنة وجودك.

وغيرها مثل «سكمبل» تؤمن تدريبات ومتابعة، وأخرى افتراضية مستمدة من مكتبة كبيرة خاصة بالتمارين، وهنالك تطبيقات خاصة بالشراهة الغذائية، وكذلك التفاخر بتناول الخضار، ومثال على ذلك، يمكن «ذي إيتري» تجميع المصادر الصحية لوجباتك الغذائية. وللمساعدة في إحصاء السعرات الحرارية، هنالك «لوز إت»، الذي يزعم أن مستخدمه العادي قد يخسر 12 رطلا (الرطل 453 غم) من وزنه.

2. أجهزة تعقب ومراقبة:
قم بالدخول والتسجيل عليها للحصول على نقاط طالما كانت حاجزا أمام تعقب ومراقبة نفسك. وتتواصل موازين موصولة بالإنترنت، مثل «وثينغس»، وقيود لتسجيل ضغط الدم مثل «آي هيلث» مع الهواتف الذكية ومتصفحات الشبكة، لتسجيل البيانات الخاصة بك مع كل استعمال. كما يمكن ترتيبها للتشارك بحالتك الحيوية عبر البريد الإلكتروني، أو «تويتر».

أما أولئك الراغبون في مراقبة سكر الدم، فقد أقرت وكالة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه) بنظام «آي بي جي ستار» الذي هو مقياس لسكر الدم متكامل مع هاتف «آي فون».

3. الحركة أفضل علاج:
لعل أفضل علاج فعال للكآبة، والنوم المضطرب، والتهاب مفاصل الركبة، وأمراض القلب، ومنع داء ألزهايمر، والكثير من الاضطرابات الأخرى، هو التمارين الرياضية التي لا تتعدى 30 دقيقة من المشي النشيط في اليوم. وهذا ما يحقق الفرق الكبير فيما يخص صحتك وإطالة حياتك.

وتقوم أجهزة يمكن ارتداؤها، مثل «فيت بت» التي أستخدمها، بالتحفيز دائما للسير مسافة أطول. أما «أب» من شركة «جو بون»، و«بايسيس» لإحصاء دقات القلب ورصد الحركة، فتقوم بتعقب عدد الخطوات التي خطوتها، والسعرات الحرارية التي أحرقتها، والأميال التي قطعتها. ومثل هذه الأجهزة، تقدم لوحات تسجيل موصولة إلى الشبكات الاجتماعية، وتتيح لك وضع أهداف نصب عينيك، وبمقدور فروع الشركات، أو مجموعات العمل بذلك تعزيز العامل الاجتماعي والمنافسة الحميمة بين الأصدقاء.

4. تحسين قدرة النوم:
غالبا لا يجري الاهتمام أو تقدير نوعية النوم الجيد. فالأمر متعلق كله بالنوعية وفترة النوم. وتطبيقات مثل الاستراحة تحت الوسادة يمكنها رصد حركاتك بالليل، ومساعدتك على تطوير عادات أفضل.

وعن طريق استخدام «زيو سليب مانيجر» تمكنت من تحقيق فرق كبير في النوعية في الأيام التي كنت فيها أتفقد بريدي الإلكتروني بعد الساعة 9 مساء، ولدى إقفال جهاز الكومبيوتر باكرا. وأجهزة مثل «زيو» و«لارك» تجلب الكثير من طاقة مختبرات النوم الغالية الكلفة إلى منزلك، وتساعدك على التعرف على علامات الأمراض كانقطاع النفس.

5. التركيبة الجينية:
لقد شاهدنا كلفة معرفة السلسة الوراثية أو التركيبة الجينية ترتفع وترتفع. لكن الأمر ليس بحاجة إلى معرفة التسلسل الكامل للحمض النووي للحصول على الفائدة المرجوة، إذ إن شركات مثل «23 أند مي»، و«نافيجينيكس»، و«باتواي جينوميكس»، باتت تقدم حاليا تحليلا وراثيا جزئيا وليس كاملا، لكنه يفي بالغرض، مقابل 200 دولار.

وعلى الرغم من أن الجانب الخاص المتعلق بالعائلة والأسلاف قد تسلط بعض الضوء، فإن ثمة جوانب من الاستعداد الوراثي قد تكون فعالة وقادرة على العمل. فمعرفة مثلا أن قريبا لك له استعداد للإصابة بمرض السل، أو أمراض القلب، قد تشجعك على ممارسة حياة صحية، وتعديل وجباتك الغذائية، والقيام بالفحوصات الطبية الباكرة لأغراض الوقاية.

6. الحالات الطارئة:
أدوات الإحالة السريعة مثل «آي ترييج» تمكن من القيام بالاستجابة السريعة، سواء فيما يخص الحصول على التوجيه اللازم، أو معالجة الحروق البسيطة، أو الإحالة إلى أقرب مستشفى، وقد تكون هذه الفاصل بين الحياة والموت.

كما أن تطبيقات «في حال الطوارئ» هي في تحسن دائم على صعيد وضعها في السوار الطبي التقليدي. وتخزن مثل هذه التطبيقات المعلومات الضرورية الخاصة بك، مع أرقام الاتصال عند الطوارئ.

7. الألعاب:
كل الذين يمارسون ألعاب الفيديو يقدرون مثل هذه الهواية والانغماس فيها، ويقوم مطورو هذه الألعاب بدمج النشاطات الطبية والاجتماعية معا موفرين للاعبين الفرصة لممارسة التمارين الرياضية والنشاطات الاجتماعية في الوقت ذاته أثناء اللعب، لذا تنخرط تطبيقات أساسها الشبكة مثل «هيلث مونث» في هذه الألعاب أيضا.

8. اليقظة وشحذ الذهن:
يقظة الذهن وحدته لا تواكب التطورات التقنية في كونها قصيرة عادة، بينما تتسارع خطى الأخيرة. وفوائد أي شكل من أشكال يقظة الذهن، أو ممارسة التأمل هي أمر معروف وموثق.

وكما هو الحال مع أي أمر آخر، فهنالك أكثر من تطبيق واحد يساعدك في ذلك، ومع القليل من التقنيات المساعدة، يمكنك الحفاظ على تمنيات العام الجديد بشكل أفضل من الأعوام السابقة، والخبر السعيد هنا أن ذلك ما هو إلا البداية، فخلال الأعوام المقبلة سترى آلاف الأجهزة الجديدة والتقنيات التي قد تساعدك على مراقبة صحتك وتحسينها.