مفاصل صناعية جديدة لليد والرسغ ماثلة لمفصلي الركبة وعظم الحوض
الاحتمال في انك تعرف واحدا من الاشخاص الذين اجروا عمليات لاستبدال مفصل الركبة او عظم الحوض موجود.
كما يحتمل ان يكون لديك واحد منهما. الا انك، في الغالب، لا تعرف اياً من الاشخاص الذين وضعت لهم مفاصل مطورة تقنيا لمعصم (رسغ) اليد او للاصابع.
واستبدال مفاصل اليد هي اقل شيوعا من جراحات استبدال مفصلي الركبة وعظم الحوض. وذلك يعود جزئيا الى ان البنية المعقدة لعظام اليد وصغر حجمها، يضعان التحديات امام تنفيذ هذه المهمة.
ومع ذلك، فإن الجراحين كانوا ينفذون عمليات استبدال مفاصل اليد منذ سبعينات القرن الماضي، لعدد مختار من المصابين.
اما المسبب الرئيسي فهو التهاب المفاصل، وهو اكثر الاسباب شيوعا في التسبب بالألم والإعاقة لدى كبار السن.
التهابات المفاصل يصاب اكثر من 20 مليون اميركي، اكثرهم من النساء، بالالتهاب المفصلي العظمي Osteoarthritis، وهو مرض تنكّس المفاصل الذي يؤثر بالدرجة الرئيسية في الاشخاص الذين يزيد عمرهم عن 40 سنة.
وفي الالتهاب المفصلي العظمي تتدهور حالة الغضروف الذي يحمي نهايات العظام. كما انه يؤدي الى التهاب الغشاء المفصلي Synovium، وهو غشاء يغطي المفصل ويؤمن لأنسجته عمليات التزييت والتغذية.
وأهم اعراضه، الألم الذي يزداد سوءا مع النشاط، والذي تقل حدته عند الراحة. ويشمل العلاج عادة جملة من عمليات الراحة، العلاج بالحرارة والبرد، الأدوية المخففة للآلام، والتمارين، الا ان الجراحة تكون واجبة في بعض الاحيان.
اما التهاب المفاصل الرثياني Rheumatoid Arthritis، فهو يؤثر في نحو مليوني اميركي، 70 في المائة منهم من النساء.
ويعتبر المرض، وعلى نطاق واسع، بأنه من امراض المناعة الذاتية، وهو يحفز عمليات مهاجمة الغشاء المفصلي ويدمر الغضروف، الامر الذي يؤدي الى الاحساس بالألم، التورم، الشعور بالدفء، والتيبس، وخصوصا في الصباح او بعد فترة من الراحة.
وفي النهاية فان المفاصل تغدو كبيرة، وتضعف الأوتار والأربطة، الأمر الذي يؤدي الى حالة انعدام اصطفاف العظام. ويبدأ التهاب المفاصل الرثياني عادة في مفاصل اليد.
والألم والتشوه الناجمان عنه يجعلان من الصعوبة او الاستحالة تنفيذ بعض الاعمال اليسيرة مثل إقفال أزرار القميص او الامساك بالكوب.
وتستخدم الادوية المسكنة وفي بعض الاحيان الاسترويدات القشرية Corticosteroids للمساعدة في ادارة الألم والتورمات الناتجة عن التهاب المفاصل الرثياني.
وبعض الاشخاص يكونون اقل عرضة لخطر الاعاقة طويلة الأمد، ان خضعوا للعلاج مبكرا بالعقاقير التي تعرف بـ«الادوية المضادة للروماتيزم المعدّلة للمرض» disease-modifying antirheumatic drugs.
اما الادوية التي تحقن في الجسم، ومنها تلك التي تحقن في الوريد، المسماة «معدلات الاستجابة البيولوجية» Biological Response Modifiers فانها قد تساعد على كبح الالتهاب.
الا انه وعندما لا تقدم الادوية المساعدة، وتضحى الأعراض مؤذية جدا، فان الجراحة قد تكون ضرورية.
وهذا كان يعني سابقا في العادة ازالة الانسجة المتضررة من المفاصل، واعادة «موضعة» الأوتار، أي وضعها من جديد، الا ان الجراحين اليوم يختارون وبكثرة، عمليات تغيير المفصل.
تغيير المفاصل
ان تغيير المفاصل او عملية تقويم المفاصل Arthroplasty، تشمل ازالة المفصل المتضرر، ووضع مفصل صناعي محله. وتصنع المفاصل الصناعية من السليكون، البولي أثيلين، التيتان، او البيروكربون (وهي مادة تتكون من الغرافيت المغطى بغلاف متين من مادة مشابهة للسيراميك).
وتصاميم المفاصل الصناعية الجديدة، هي في الاغلب، اقل تحللا، كما يقل احتمال تفككها، هي توفر نطاقا محسنا من الحركة، واستقرارا أعظم.
ومفصل اليد الذي يخضع على الأكثر للاستبدال، هو المفصل القاعدي او المفصل الرسغي المشطي الاول Basal Or First Carpometacarpal (CMC) joint، وهو اكثر المناظر التي تشاهد لدى المصابات بالالتهاب المفصلي العظمي من النساء بعد سن اليأس.
ويقع هذا المفصل في قاعدة الإبهام، في الموقع الذي يتصل فيه عظم مشط اليد Metacarpal bone مع العظم المعين المنحرف Trapezium Bone في الرسغ، وهو يسمح لك بتحريك الابهام عبر راحة اليد.
وهناك عدد من الطرق الفعالة المستخدمة لاستبدال المفصل. وأحد التوجهات الشائعة هو ازالة العظم المعين المنحرف واستبداله بقطعة صغيرة من الوتر الذي يؤخذ من ذراع المريض.
ورغم ان الاستبدال السليكوني للمفصل الرسغي المشطي CMC مسألة متوفرة، الا ان مشاكل ظهرت اثناء تنفيذ العملية ومنها الاخفاق في عملية زرعه.
وقد ادت النجاحات في انتاج المواد والتطويرات الميكانيكية، الى امكانية استبدال مفاصل أخرى- ومنها كل مفصل الرسغ، ومفاصل البراجم knuckle joints، ومفاصل الاصابع.
مفصل الرسغ
يعاني نحو 60 في المائة من المصابين بالتهاب المفاصل الرثياني، وبعد مرور عامين على تشخيص حالتهم، من اعراضه في الرسغ، فيما تصل نسبة ظهور تلك الاعراض الى اكثر من 90 في المائة خلال 10 اعوام من ذلك.
وهؤلاء هم المرشحون المعرضون اكثر من غيرهم لعمليات استبدال الرسغ كاملا. والمصابون بالالتهاب المفصلي العظمي او التهاب المفاصل من النوع المؤذي Traumatic Arthritis (التهاب المفاصل الناجم عن كسر او تضرر الاربطة)، قد يستفيدون ايضا من العملية.
ويمكن اجراء عملية تقويم المفاصل تحت التخدير العام او الموضعي الكبير، سواء داخل المستشفى او العيادة الخارجية.
ويقوم الجراح بإزالة الصف الاول من العظام الرسغية ثم يقوم بتشكيل نهاية عظم الكعبرة Radius (العظم الرئيسي في الساعد)، كي يضع البديل الصناعي.
ويتم ادخال العنصر الكعبري من المفصل نحو عظم الكعبرة في ساعد اليد، بينما يتم ادخال العنصر الرسغي منه، في عظم اليد. ويوضع حيز من البولي أثيلين (وهو نوع عالي الجودة من البلاستيك) بين هذين العنصرين.
وبعد الجراحة، يرتدي المريض قالبا على طول الذراع لمدة 10 الى 14 يوما، ثم جبيرة لمدة تصل الى 8 اسابيع.
وخلال فترة الشفاء، فان من المهم التعامل مع شخص ذي شهادة في علاج اليد، يمكنه المساعدة في التحكم في الألم والتورم، والتوصية بالتمارين اللازمة لاستعادة القدرة على الحركة وزيادة القوة فيها، وتعليم طرق الامساك بالأشياء ومسكها من دون إجهاد الرسغ.
ووفقا للجمعية الاميركية لجراحة اليد، فان الرسغ الصناعي يمكنه، ولدى استخدامه بعناية، الاستمرار في مهمته لمدة 10 الى 15 سنة.
ولبعض الاشخاص الذين يعانون من رسغ متضرر ومؤلم، فان إدماج (إيثاق) المفصل Joint Fusion Arthrodesis هي البديل الأفضل من عملية تقويمه.
وتشمل عملية إيثاق المفصل التي اجريت اول مرة قبل نحو قرن مضى، العمل على جعل العظام مصطفة في مواقع اقرب ما تكون الى الطبيعية، ثم السماح لها بالنمو معا، او الاندماج، نحو عظم واحد. وهذا ما يقود الى تصلب دائم في المفصل المتضرر، الامر الذي يخفف الألم، ويصحح التشوهات التي تتداخل مع الوظيفة والشكل الطبيعيين.
ولكن، ولأن العظام قد اندمجت، فان المفصل يفقد حركيّته الاعتيادية. ووجدت دراسة عام 2003 قيّمت مدى رضا المرضى الذين خضعوا لعمليات إيثاق المفصل، او تقويمه، اختلافات قليلة بين العمليتين، رغم ان المرضى الذين استبدل رسغهم اعلنوا عموما سهولة تعاملهم مع عمليات النظافة واقفال ازرار الثياب.
اما الاشخاص الذين يعانون من مشاكل خطيرة في كلا الرسغين، فغالبا ما يوصي الخبراء بان يخضع رسغ واحد لديهم لعملية دمج العظام، فيما يستبدل الآخر برسغ صناعي، الأمر الذي يسمح بنطاق اوسع لوظائفهما.
مفاصل يد صناعية أخرى
المفصل الكبير في قاعدة كل اصبع من الاصابع، أي المفاصل المشطية السلامية Metacarpophalangeal (MCP) Joints- التي تعرف بالبراجم، هي المفاصل التي غالبا ما تتأثر بالتهاب المفاصل الرثياني.
وقد تتسبب هذه الحالة في ان تبتعد الاصابع عن الابهام، متجهة نحو الاصبع الصغير، وهي عملية تشويه تعرف باسم الحركة الزندية Ulnar Drift.
وهذه المفاصل هي من نوع اللقمة Condylar (وهي نتوءات مفصلية في طرف العظم)، أي ما يعني ان العظام تكون مدورة عندما تتقابل، لتشكيل المفصل. وبالنتيجة فانها تكون اقل استقرارا مقارنة بمفاصل الاصابع الاخرى، ولذلك فان عملية استبدالها تواجه التحديات.
وقد استخدم الجراحون حيّزا من السليكون والسيلاستيك (خليط من السليكون والبلاستيك) بهدف استبدال مفاصل (MCP) المذكورة، الا ان فوائده اضمحلت مع الزمن.
وقد وجدت احدى الدراسات انه وفي المتوسط وعلى مدى 14 سنة فان اقل من 40 في المائة من المرضى قالوا بان وظائفها كانت مقبولة، فيما لم يقل سوى 27 في المائة منهم بان الألم زال منهم نهائيا.
اما مفاصل (MCP) على شكل كرة-وكوب المصنوعة من البيروكربون التي اجازتها وكالة الدواء والغذاء الاميركية عام 2001، فانها تبدو واعدة لمرضى الالتهاب المفصلي العظمي، ولبعض حالات المصابين بالتهاب المفاصل الرثياني، الا انه ووفقا لتقرير عام 2007، فانه يتوجب اجراء دراسات اكثر لتحديد دوامها وفاعليتها على مدى الزمن.
وقد استخدم الجراحون السليكون والبيروكربون في حالات مفاصل (MCP)، بهدف استبدال مفصل ما بين البرجمين الأدنى Proximal Interphalangeal Joint، المفصل الثاني او الاوسط للاصبع.
وهذه المفاصل هي المرشح الجيد للاستبدال لان إيثاق المفصل، خصوصا في الخنصر والبنصر، تجعل من الصعب عليهما الامساك بالأشياء.
ووجدت دراسة 2007 نشرت في مجلة جراحة اليد ان هذين النوعين من الزراعة الجراحية أديا مهماتهما بشكل جيد في تخفيف الألم وتحسين نطاق من الحركة. واستغرقت مدة الشفاء من هاتين الجراحتين نفس المدة تقريبا التي استغرقها الشفاء من عملية استبدال الرسغ.