أنسداد الوعاء الدموي الرئوي .. أسبابه وأعراضه
في ظرف ثلاثة شهور، أدخلت أختي ثم زوجها إلى المستشفى (وكلاهما في الأربعينات من أعمارهما) بسبب الانسداد الوعائي الدموي الرئوي.
ما هي أسباب هذه الحالة، وهل هناك «أمر ما في الجو»؟
ج: الانسداد الوعائي الدموي الرئوي pulmonary embolisms، حالة تتكون فيها خثرة دموية (أو جزء منها) في موقع ما في الجسم، وفي العادة في أوردة الساق، ثم تتحرك من ذلك الموقع لتنتقل مع مجرى الدم وتستقر في شريان يغذي الرئتين.
وتتغير عواقب هذا الأمر بشكل كبير، إذ أنها تتراوح من حالة لا توجد فيها أي أعراض البتة عندما تعيق خثرة صغيرة تدفق الدم في شريان صغير، إلى حالة الموت المفاجئ عندما تعيق خثرة كبيرة تدفقه في شريان أكبر.
وفي ما بين هاتين الحالتين المتناقضتين، قد تظهر أعراض الحالة على شكل انقطاع التنفس المفاجئ، وآلام في الصدر عند أخذ شهيق عميق، وكذلك ظهور ألم أو تورم حديثين في بطة الساق أو الفخذ، ناجمين عن وجود خثرات الدم في الرجل، التي تنطلق منها عادة لتتسبب في حدوث الانسداد الوعائي الدموي الرئوي.
إن قدرة الدم على التخثر مسألة مهمة. فمن دون التخثر، فإن الإنسان سيموت بسبب النزف عندما تتعرض جدران أحد الأوعية الدموية إلى الجروح. إلا أنه لا يوجد أي مغزى مفيد لعملية تخثر الدم داخل الوريد، الذي لا ينزف.
مشاكل السفر
والآن، لماذا يحدث الانسداد الوعائي الدموي الرئوي؟ إنه يحدث لعدة أسباب، منها مثلا أن تؤدي عملية جراحية إلى إلحاق الضرر بالأوردة في الرجل أو البطن.
أو بسبب حمل الجنين في الرحم الذي قد يقود على سبيل المثال إلى حدوث تضيق في الأوعية الدموية الأمر الذي يؤدي إلى حركة أبطأ للدم فيها، ويزيد من احتمال تكون الخثرات.
وكل الظروف التي تكون فيها الرجل محصورة وغير قادرة على الحركة ـ كما هو الحال خلال السفر الطويل بالطائرات أو الجلوس الطويل خلف المكتب ـ تؤدي كذلك إلى إبطاء حركة الدم، وتزيد من احتمال تكون الخثرات.
كما أن بعض أنواع الأدوية، ومنها حبوب منع الحمل التي يتم تناولها عبر الفم، وأدوية العلاج الهرموني، يمكنها أن تجعل الدم أكثر لزوجة.
ثم إن بعض الأمراض ـ أنواع السرطان المختلفة مثلا ـ والكدمات المتخلفة عن العمليات الجراحية قد تقود إلى تكون الخثرات. وكل ما ذكرناه يندرج ضمن المعلومات المعروفة.
ولكن، ومنذ التسعينات من القرن الماضي اكتشف الباحثون مجموعة من الحالات المتوارثة التي تسبب «زيادة التجلط» thrombophilia وهي الحالة التي يميل فيها الدم نحو التخثر.
ومثال على ذلك: العامل «في ليدين» V Leiden والنقص في فيتامين «سي». ويؤثر واحد أو أكثر من هذه الحالات المتوارثة على ما بين 25 في المائة و40 في المائة من الأشخاص الذين تظهر لديهم الخثرات الدموية في الرجل أو منطقة البطن.
وكما يمكنك أن تتوقع فإن وجود أكثر من حالة متوارثة يزيد الخطر. وكذلك أيضا فإن وجود حالة واحدة مع وجود عامل خطر آخر ـ مثل الحمل، تناول حبوب منع الحمل المتناولة عن طريق الفم، إجراء عملية جراحية لاستبدال عظم الحوض ـ تزيد الخطر أيضا.
في سؤالك تحدثت عن «أمر ما في الجو» ربما قد يكون السبب في حدوث الانسداد الوعائي الدموي الرئوي لدى أختك وزوجها سوية. لكنني لا أعرف أي شيء يشير إلى أن الحالة معدية أو أن هناك أي مادة كيميائية متطايرة (اللهم إلا إذا كانا سوية من المدخنين الشرهين).
وإني أتساءل إن كانا من الأشخاص الذين يسافرون كثيرا، أو إذا كانا قد سافرا سوية في رحلة طويلة على متن الطائرة.
ولأنهما في أعمار الأربعينات، وهي أعمار أقل من أعمار غالبية الناس الذين تحدث لهم حالات الانسداد الوعائي الدموي الرئوي، فإني أوصيهما باستشارة أخصائي في الدم، متخصص بمسائل التخثر.