يحتوي مشروب المحضّر من القهوة أو الشاي الأسود أو الأخضر على مادة منبهة تسمى "كافئين". كما أن هناك مستحضرات اصطناعية عديدة تحتوي على مادة الكافئين المضافة. وقد اعتادت الشعوب في جميع أصقاع الأرض تناول هذه المشروبات التي تحتوي على مادة الكافئين يومياً وعلى مدار العام.
بعض الناس يعتقد أنها تسبب مشاكل صحية، مثل الإدمان، أو تضر بالحامل أو المرضع، أو أنها تسبب أوراماً سرطانية في الثدي! أو أنها تسبب التشتت وعدم الانتباه في الأطفال، أو أن ضررها مثل ضرر التدخين. والصحيح ان مادة الكافئين لا تسبب أياًَ مما ذكر أعلاه إذا تم تناولها بشكل عادي دون مبالغة.
ولكن عندما يتناول الشخص كمية عالية من الكافئين، سواء كانت في مشروب واحد أو عدة مشروبات تحتوي على الكافئين، كالذي يتناول القهوة ثم الشاي ثم مشروباً غازياً يحتوي على الكافئين (اقرئي دائماً مكونات المشروبات أو المستحضرات الاصطناعية). والكثير من الناس يتخيل أن الضرر يكمن في عدد الأكواب التي يتناولها، ولكن الصحيح أن الضرر يزداد كلما زادت الكمية أو التركيز في الشاي أو القهوة المضافة للماء، ثم كمية المشروب التي يتناولها. فمثلاً إن وضعت كيساً من الشاي في كوب أو كوبين أو ثلاثة أكواب من الماء المغلي وتناولت الكوب أو الكوبين أو الثلاثة فتأثيرها على الجسم واحد؛ لأن الأثر يرجع لكيس الشاي وليس لكمية الماء المضافة.
هل يمكن أن تكون الكافئين مفيدة للصحة؟
نعم، إذا تم تناول كمية محددة من مشروب القهوة أو الشاي الذي يحتوي على كمية مناسبة من الكافئين. ومن المعلوم أن لكل شخص كمية معينة من الكافئين تناسبه. فان تناول ما تعوده من مشروب القهوة أو الشاي فسوف يبعد عنه الكسل وينشط قليلاً جهازه العصبي. أما إن تناول كمية من القهوة أو الشاي أعلى قليلاً من تلك التي تعوّد تناولها يومياً، فسوف يتحسن أداؤه العقلي والبدني؛ لان الكافئين تنبه قشرة الدماغ، وتزيد قدرة القلب على العمل، وتوسع الأوعية الدموية، وتهبط ضغط الدم. ولكن إن شرب الإنسان كمية عالية من القهوة أو الشاي فإن ذلك يؤدي إلى تهيج عصبي، وسرعة دقات القلب وضيق في الأوعية الدموية،وهو ما قد يرفع ضغط الدم لدى الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم أو الذين هم من الأصحاء وعلى عتبة ارتفاع ضغط الدم الانبساطي.
اذن لا بأس من تناول القليل من القهوة أو الشاي يومياً إن أراد الشخص ذلك. أما إذا احتاج إلى القيام بمجهود ذهني كالدراسة، أو بمجهود بدني كالقيام بالتمارين الرياضية؛ فلا بأس من أن تضاعف الكمية التي اعتاد الشخص تناولها في كل مرة، عندها يجد في نفسه رغبة وقدرة وتحمّلاً أكثر من قبل على أداء ما يود القيام به.