هل يصلح «الأسبرين» لعلاج سرطان القولون؟
يتسم «الأسبرين» بمزايا قوية لتأمين صحة القلب والأوعية الدموية، إذ إنه يفيد في خفض خطر حدوث النوبة القلبية لدى الرجال الذين يقومون بتناوله باستمرار منذ أواسط الأربعينات من أعمارهم.
أما للنساء، فإن تناوله المتواصل ابتداء من منتصف الخمسينات من أعمارهن، يقلل من تعرضهن للسكتة القلبية.
فوائد ومخاطر
كما أن «الأسبرين» له دور في درء الإصابة بسرطان القولون، إلا أن هذا الدور لا يزال واضحا جدا بمثل وضوح دوره الوقائي للقلب. ولا تزال الأبحاث متفاوتة في نتائجها حول ذلك.
وتفترض إحدى الدراسات أن جرعة يومية بنفس نطاق جرعة «الأسبرين» المتناولة لصحة القلب والأوعية الدموية (81 إلى 325 ملغم) بمقدورها درء عودة ظهور أورام الأغشية المخاطية في القولون لدى الأشخاص الذين سبق أن ظهرت فيهم.
إلا أن نتائج دراستين واسعتين لتجارب عشوائية لم تعثر على أي فائدة من «الأسبرين» للأشخاص الذي لم يكن لديهم مثل هذه الأورام أو سرطان القولون.
ولم تحبذ جمعية السرطان الأميركية والمجموعات الأخرى في هذا المجال، طريقة استخدام «الأسبرين» بشكل متواصل لدرء حدوث سرطان القولون.
وتنصب التصورات الحالية حول أن الدلائل غير الجازمة لدور «الأسبرين» في الوقاية تقابلها دلائل أقوى منها على الأخطار الحقيقة من حالات النزف في الجهاز الهضمي بسبب هذا الدواء.
«الأسبرين» والأورام
إلا أن دراسة لباحثين في جامعة هارفارد عام 2009 قدمت نتائج قد تفتح فصلا جديدا في مسيرة «الأسبرين»، وأفادت الدراسة بأن الأشخاص المصابين بسرطان القولون غير المنتشر في أجزاء أخرى من الجسم، الذين تناولوا «الأسبرين» بانتظام بعد تشخيص حالات إصابتهم، كانوا على الأغلب لا يموتون بسبب المرض، مقارنة بالمرضى المماثلين لهم الذين لم يتناولوا «الأسبرين». وقد أجرى الباحثون دراسة متابعة للمرضى على مدى 12 سنة.
وكانت تأثيرات «الأسبرين» «المقاومة للوفاة» هذه، ظاهرة بقوة بين الأشخاص الذين لم يتناولوا «الأسبرين» قبل تشخيص حالات إصابتهم بالسرطان. كما دقق الباحثون في مجموعة صغيرة من المرضى الذين كانت أورامهم تمتلك فيضا من إنزيم يسمى «كوكس - 2» (COX - 2) الذي يلعب دورا حاسما في حدوث الالتهابات ونمو الخلايا.
ووجدوا أن تأثيرات «الأسبرين» الإيجابية كانت محدودة لدى الأشخاص الذين لديهم أورام غنية بإنزيم «كوكس - 2».
ويذكر أن لـ«الأسبرين» سجل جيد في وقف إنزيم «كوكس - 2».
إلا أن دراسة هارفارد هذه لم تكن من نوع تجارب المراقبة العشوائية، ولذا فإن أحدا ما لا يقترح توجيه الأطباء لوصف «الأسبرين» لمرضاهم من المصابين بسرطان القولون.
وتتطلب معرفة قدرات «الأسبرين» كلاعب في علاج القولون المزيد من الأبحاث، فلعل هذا الدواء الرخيص يحل محل الأدوية الغالية الثمن جدا لعلاج السرطان.