وصلت الأعمال في مدرج جبلة الاثري إلى إظهار أكثر من 90% من هذا المدرج وبقي أن تتم أعمال التأهيل والاستثمار الثقافي للموقع.

وقال مدير آثار جبلة إبراهيم خير بك في حديث لـسيريانيوز إن "تم حفر وتنقيب الأروقة الشعاعية على عمق أربعة أمتار حتى الوصول إلى الأرضية الأساسية للمدرج، وجرى ترميم بعض الأقبية الشعاعية التي تحمل المدرجات و تتألف من 17 قبواً تم إظهارها وتنقيبها بالكامل، إضافة للقبو المحيطي الدائري".
وأضاف أن دائرة الآثار "أظهرت القواعد المزخرفة لأساسات المدرج, ورممت المحاريب في واجهة المنصة, وأعادت تركيب الأحجار المفقودة منها والتي لها وظيفة جمالية وتساهم في امتصاص ارتدادات الصوت من الجمهور".
واعتبر أن هذه الأحجار التي تمت إعادتها "تبين مدى التطور الذي وصلوا إليه في ذلك الوقت في مسألة هندسة الصوت", مشيرا إلى اكتشاف "وراء واجهة المنصة غرف للملقنين وهي عبارة عن سبعة أبواب يتم الدخول إليها من جانب المنصة عبر مدخل صغير، وكان يتواجد فوق المنصة أرضية خشبية تساعد في وظيفة تلقين الممثلين".
وأضاف خير بك أن دائرة آثار جبلة "رممت القوس الحامل للمدرج والدرابزين الحجرية على جانبي الأدراج وأعادتها إلى سابق عهدها، بالإضافة لإعادة الأحجار المفقودة من المدرج إلى وضعها الطبيعي بأعداد تزيد عن 50 درجة وهي التي يجلس عليها الجمهور".
وتم العثور خلال أعمال التنقيب في الأروقة الشعاعية بالمدرج على رأس لقائد روماني من الرخام، وقالب لصب الذهب يعود للعصر المملوكي من مادة الهيماتيت ، وجرار مكسورة بارتفاع مترين تعود للعصر البيزنطي لحفظ الخمور والزيوت، كما عثر على بئر معمر من الحجر الرملي دخيل على بيئة الموقع.
وقال خير بك إن أعمال الحفر والتنقيب في الجهة الخارجية من المدرج أظهرت بعض الأرضيات المبلطة في الأروقة الشعاعية ومن المقترح تبليط بقية الأروقة بنفس مواصفات الأحجار المبلطة سابقا.
وحول التحضيرات لمهرجان جبلة الثقافي الثاني قال خير بك " نقوم حالياً بالتحضيرات لإقامة المنصة بشكل سريع ومؤقت استعدادا للمهرجان في العاشر من تموز، وكافة الأنشطة والمهرجانات التي قد تقام خلال فترة الصيف".
يذكر أن السعة الأساسية للمدرج كانت حوالي 10 آلاف متفرج, إلا أن سعته الحالية تبلغ 3 آلاف متفرج فقط نتيجة فقدان المدرج لأجزاء كبيرة منه.