السمنة .. وعلاقتها بتكيس المبايض
تعاني النساء البدينات كغيرهن من المرضى بالسمنة من مضاعفات عديدة تأتي في مقدمتها الاضطرابات أثناء الدورة الشهرية ومن صعوبة في الحمل، إلى جانب المضاعفات الأخرى التي تصيب معظم أجهزة الجسم الحيوية مثل القلب والأوعية الدموية (الذبحات القلبية والجلطات المختلفة)، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى، وزيادة نسبة الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.
دهون مخزنة
السمنة هي زيادة في نسبة الدهون المخزنة في الجسم، ويتم حساب السمنة عن طريق حساب مؤشر كتلة الجسم وذلك بقسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر.
فإذا كان مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 فإن ذلك يشير إلى أن هذا الشخص أو هذه المرأة لديها نحافة، وإذا كان المؤشر (18.5 ـ 24.9) فإن ذلك هو الوزن المثالي، وإذا كان (25 ـ 29.9) فإن ذلك يشير إلى الزيادة في الوزن، أما إذا كان المؤشر أعلى من 30 فتلك هي بداية السمنة.
زيادة الوزن لها تأثير سلبي كبير على النساء بشكل خاص ليس فقط من حيث الشكل الجمالي والحالة المزاجية، ولكن على الصحة بشكل عام، فإن زيادة الوزن تسبب الإصابة بكثير من الأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين.
ونشير هنا الى أن 11 في المائة من حالات سرطان الثدي تكون نتيجة للسمنة، وأن زيادة الوزن تسبب اضطرابات في الدورة الشهرية لدى الفتيات في عمر 18 سنة، ومن أهم المشكلات الصحية التي تسببها زيادة الوزن هي تكيس المبايض.
ومرض تكيسات المبايض يصاحبه العديد من الاضطرابات، منها اضطرابات الدورة الشهرية وزيادة نمو الشعر في الأماكن غير المرغوب فيها لدى النساء.
وسواء كانت السمنة سببا من أسباب تكيس المبايض أو أنها كانت نتيجة لهذا المرض، فهناك ارتباط كبير بين الاثنين.
السمنة وتكيس المبايض .. من أهم مساوئ هذا الازدواج المرضي الخطير ما يلي:
أولا: تتميز السمنة المرتبطة بتكيس المبايض بتراكم الدهون في منطقة البطن (شكل التفاحة) على عكس السمنة المرتبطة بالنساء عادة والتي تتراكم في منطقة الأرداف (شكل الكمثرى) ودهون منطقة البطن عادة هي التي تزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
ثانيا: يؤدي تكيس المبايض إلى تأخر حدوث الحمل وليس العقم، نتيجة اضطرابات الهرمونات وضعف التبويض، الأمر الذي يحتاج إلى علاج دوائي مكثف وتدخل جراحي أحيانا لحدوث الحمل.
ثالثا: يصاحب تكيس المبايض اضطراب في إفراز الأنسولين، وهو هرمون يفرز من البنكرياس، استجابة لحرق الطعام لسكريات وبروتينات ودهون.
ويساعد الأنسولين على تخزين الدهون لضمان مصدر مستمر للطاقة.
ويقوم أيضا بحرق السكريات، وبالتالي فإن اضطرابات إفراز الأنسولين تؤدي إلى زيادة في الوزن، ولذلك فإن الأدوية التي تعمل على تقليل معدلات الأنسولين في الدم أو على تقليل مقاومة الأنسولين، لها دور مهم في علاج مثل هذه الحالات.
رابعا: مشكلات البشرة: إن ظهور البثور وحب الشباب والشعر على الوجه من الأمور المزعجة جدا للمرأة المصابة بتكيس المبايض وقد لا تستجيب لعلاج البشرة المعتاد ما لم تعالج السمنة والتكيس في آن واحد.
لذا فإن نزول الوزن يساعد بشكل كبير على تحسين الوظائف الحيوية بشكل عام لمرضى تكيس المبايض.
وتكمن مشكلة مرضى السمنة في اعتمادهم على كميات كبيرة من الطعام وكذلك تناول الطعام بين الوجبات، والعشاء المتأخر مع قلة الحركة.
ومن أخطر العادات المكتسبة حديثا الجلوس أمام التلفاز أو الكومبيوتر لأوقات طويلة وعدم القيام بأي نشاط بدني.
العلاج
الحمية وممارسة الرياضة: يجب الالتزام بهما بشكل منتظم للمحافظة على نزول الوزن بمعدل منتظم أيضا.
الأدوية: وهي تلعب دورا مهما في نزول الوزن والمحافظة عليه لمدة أطول من الحمية والرياضة بمفردهما.
ومن أدوية تخفيض الوزن التي أثبتت فعاليتها مع مرضى تكيس المبايض كما جاء في بعض الأبحاث مؤخرا هي تلك التي تحتوي على مادة «سيبوترامين» والتي تعمل على تسريع عملية الشبع والمحافظة على معدلات الأيض (التمثيل الغذائي) في المستوى الطبيعي لها مما يساعد على نزول الوزن ويؤدى أيضا إلى تقليل مقاومة الأنسولين مما يلعب دورا مهما في نجاح علاج مرضى تكيس المبايض.