الخطر يختبئ في فنجان القهوة
إنه دواء وأكثر المنشطات شعبية في العالم ويتناوله الأطفال والمراهقون من خلال علب المرطبات بينما يتناوله البالغون وكبار السن من خلال أكواب القهوة.
المتهم هذا هو الكافيين، وسواء تناولته عن طريق القهوة، الشاي، الصودا، الشكولاته، الكاكاو أو الحبوب فإنه يؤثر على صحتك بعشرات الطرق.
لا يستطيع كثير من الناس بدء يومهم دون فنجان من القهوة بينما يأخذه آخرون في العاشرة صباحا أما الأطفال والمراهقون فيتناولن الكافيين من الكولا والمشروبات الأخرى.
كذلك فأن الموظفين في مكاتبهم، عمال البناء، الطيارين والمدرسين يستخدمون المشروبات التي تحتوي على الكافيين كي يظلوا يقظين ساعات إضافية أثناء عملهم.
ونظرا لان الولايات المتحدة تستهلك 70 بالمائة من إنتاج القهوة في العالم ، فإن معدل استهلاك الفرد الأميركي يصل إلى 227 ملغم منه يوميا.
ويتناول 4 أمريكيين من بين كل 5 القهوة يوميا ويتناول 20 بالمائة من هؤلاء أكثر من 350 ملغم يوميا مما يكفي للوصول إلى الإدمان. وتساهم القهوة والشاي في اكبر كمية من الكافيين التي تدخل أجسامنا. وتعتمد كمية الكافيين في القهوة والشاي على طريقة التحضير وقوة التخمير. ويمكن أن يتراوح ذلك بين 30 إلى 140 ملغم/فنجان.
ينتمي الكافيين إلى عائلة من المواد الكيماوية تسمى methylxanthines . ولهذا الدواء آثار كبيرة على أجسامنا يمكن الشعور بها من الرأس حتى أخمص القدمين. لذا ففي الوقت الذي يخمر فيه محبو القهوة قهوتهم ويشرب محبو الصودا شرابهم ويتناول محبو الأقراص حبوبهم التي تحتوي على الكافيين فإن المادة الكيماوية methylxanthines تختمر في أجسامنا محدثة مشاكل صحية داخلها.
هذا وحذر الأطباء في كلية هارفارد للصحة العامة، من أن الإكثار من استهلاك القهوة فهو يضعف فعالية العلاج الهرموني البديل في حماية السيدات من الإصابة بمرض الشلل الرعاشي أو ما يعرف بداء باركنسون.
فقد أظهرت الدراسات أن خطر الإصابة بالباركنسون يزداد عند السيدات اللاتي يشربن الكثير من القهوة ويتعاطين العلاج الهرموني.
وكانت الدراسات السابقة أظهرت، أن العلاج الهرموني يقلل خطر إصابة السيدات بالشلل الرعاشي بحوالي 65 في المائة ، فيما كشفت دراسات أخرى عن أن عشاق القهوة أقل عرضة للمرض ، ولكن حسب ما بينت الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة العلوم العصبية، فإن شرب القهوة يضعف فعالية العلاج الهرموني بشكل كبير.
ومن الأضرار التي تسببها المبالغة في شرب القهوة، حذر الباحثون في المركز ااطبي بجامعة دوك الأميركية من أضرار تناول القهوة حتى في الصباح، حيث أشاروا إلى أن فنجانا من القهوة قد يضخم الإحساس بالتوتر ويزيد من الضغط النفسي طوال النهار، وحتى وقت النوم،
فقد وجد الباحثون، بعد دراسة أجريت على سبعة وأربعين شخصا من الأصحاء الذين يواظبون على شرب القهوة، حيث تناول نصفهم فنجانا من القهوة وتناولت المجموعة الأخرى مشروبا آخر لا يحتوي على الكافيين، وقد تبين أن المجموعة التي تناولت الكافيين في الصباح تأثروا بصورة كبيرة طوال اليوم فقد زاد إحساسهم بالتوتر، أثناء النهار.. نتيجة لتناول مادة الكافيين الموجودة في القهوة التي ترتفع من مستويات هرمون التوتر.
ونشرت جمعية أطباء القلب الأوروبية نتائج دراسة لعلماء يونانيين أشارت إلى أن فنجان القهوة الأول يشكل عامل توتر شديد بالنسبة للجسم، حيث يؤدي إلى رفع مستويات الكافائين في الدم المنخفض خلال الليل، مما يتسبب في تصلب الشرايين، وكنتيجة لذلك يحدث ارتفاع في ضغط الدم وزيادة في الجهد المطلوب من القلب، بعد ذلك يتفاعل الجسم بهدوء مع الفنجانين الثاني والثالث.
اعتمادا على هذه المعلومات ينصح القائمون على هذه الدراسة الأشخاص سريعي التوتر والإثارة الامتناع عن تناول القهوة أو التحول إلى القهوة بدون الكافايين.
هذا فيما يتعلق بقهوة الصباح، أما قهوة الظهيرة وحسب ما أشارت دراستان حديثتان إلى أن القهوة يمكن أن تسبب اضطرابا في النوم حتى بعد ساعات من شربها، ونصحت بعدم شرب القهوة التي تحتوي على الكافيين عند منتصف النهار لمن يرغبون في نوم هادئ. ويقول موريس أوهايون من مركز بحوث اضطرابات النوم في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا إن الجسم قد يستغرق ساعات ليتخلص من الكافيين.
وتوصلت دراسة أجراها باحثون متخصصون إلى أن الكافيين يعطل تدفق هرمون الميلاتونين في المخ والذي يؤثر على أنظمة النوم والاستيقاظ، وأن مستويات هرمون الميلاتونين عند متناولي القهوة في المساء تكون نصف مستوياته لدى هؤلاء الذين يتناولون مشروبات منزوعة الكافيين.
ولن تساعد هذه النتائج كثيرا الأشخاص الذين لا ينامون نتيجة للصداع الناجم عن التوتر، فقد ذكرت دراسة أجرتها مجلة نيو ساينتست في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن الكافيين يزيد من فاعلية علاج الإيبوبروفين المستخدم لعلاج الصداع.
عشر طرق للتغلب على الكافيين
- المساج: حين تشعر بالدوار ، حاول أن تأخذ مساجا لجسمك قبل الحمام وقم بتلييف جلدك بفرشاة قصيرة أو طويلة . ويعتبر تنظيف الجلد بالفرشاة نوعا من أشكال تحفيز الجسم.
- خذ حمام ساخنا أو باردا: حين تشعر بالخمول، قد تكون بحاجة إلى منشط. ولذا عليك بأخذ حمام ساخن لمدة دقيقة واتبعه بحمام بارد . كرر العملية 7 مرات حيث أن هذا التمرين ينشط الدورة الدموية ويمنح العقل قوة.
- مارس الرياضة في الهواء الطلق: إذا لم تكن قادرا على الاستحمام، قم بالمشي لمدة 15 دقيقة أو هرول أو اركب دراجة هوائية وعندها ستحصل على منشط للعقل والدم والعضلات.
- راقب طعامك: ابتعد عن السكر والحلويات المركزة وتجنب الإفراط في الآكل.
- تناول الماء أو شاي الأعشاب
- اغسل قدميك بالماء الساخن: تنجم آلام الرأس بعد التوقف عن تناول الكافيين ويمكن تخفيفها بواسطة غسل القدمين وغمسها بالماء مدة 20 إلى 45 دقيقة . وبعد ذلك اسكب وعاءا من الماء المثلج على قدميك.
-تناول رشفة صغيرة : حين تشعر بأعراض كالصداع ، الدوار وآلام الظهر خذ ملعقة من شراب تحتوي على الكافيين وانتظر مدة 30 دقيقة . فإذا استمرت الأعراض خذ ملعقة أخرى حيث أن الأعراض ستزول خلال أيام وعندها ينبغي عليك التوقف عن ارتشاف الكافيين.
-تزييت الجسم: اشرب بين 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميا وتناول كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات الطازجة.
- اشرب الماء بدل المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
-حاول أن تشغل نفسك : لا تترك وقت الفراغ يجعلك عاطلا.
التأثيرات الفسيولوجية للكافيين
-زيادة إفراز الكالسيوم عن طريق البول
-نقص أوزان المواليد الجدد مع تشوهات وانخفاض في الخصوبة
-الأرق وتقطع النوم
-العصبية والتوتر
-آلام الرأس والقلق
-اليقظة ومن ثم الاكتئاب
-تحفيز الجهاز العصبي المركزي
-ارتفاع السكر والكولسترول في الدم
-زيادة معدل الإصابة بقرحة المعدة
-زيادة ضغط الدم
-زيادة وعدم انتظام ضربات القلب
-زيادة الإصابة بحويصلات الثدي المتليفة
-زيادة خطر الإصابة بأورام الثدي
-زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة وغيرها من أنواع السرطان.