أدوية السكري وأمراض القلب .. تنتج الأن في السعودية
كان يوم الاثنين 28 يونيو الماضي 2010 من الأيام المهمة للمجتمع الطبي، والمجتمع ككل، على المستويين الصحي والاقتصادي بالمملكة، حيث جرى توقيع عقد لإنشاء مصنع للأدوية المضادة لمرض السكري (المتناولة عن طريق الفم) وأمراض القلب والأوعية الدموية وذلك على مساحة 35 ألف متر مربع في الوادي الصناعي في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بالمملكة العربية السعودية، وهو مشروع ضخم يجسد مدى الالتزام للعمل على توفير الأدوية والحلول العلاجية لأكثر أمراض العصر انتشارا، كما أنه سوف يدعم قطاع الأدوية في المملكة.
وفي لقاء مع النائب الأول لرئيس شركة «سانوفي أفينتيس» في المنطقة العالمية أنطوان أورتولي Antoine Ortoli، كان السؤال الأول الي أورتولي: إلى أي مدى سوف يسهم هذا المشروع الضخم في التحكم في أمراض العصر ومنها داء السكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب بصفتها من أكثر الأمراض انتشارا ليس بالمملكة فقط ولكن بالمنطقة ككل؟
فأجاب: إن السكري والسمنة وارتفاع نسبة الكولسترول بالدم كلها عوامل خطر مجتمعة تسمى بمتلازمة الأيض (التمثيل الغذائي، الاستقلاب). وبالعودة لداء السكري فكما هو معروف فليس له علاج نهائي ولكنها علاجات للسيطرة على معدله فقط، لذا فإننا نحاول تطوير حلول علاجية شاملة تمتد من الأدوية الفموية إلى الأنسولين إلى أجهزة القياس الدقيق.
ولكن المشكلة تكمن في عاملين، أولا مدى انتشار المرض والدراسات العالمية تثبت أن المنطقة من أكثر المناطق في العالم تأثرا به وهنا نحن نعمل مع على إطلاق دراسة مسحية لتحديد مدى وبائية المرض.
وثانيا: إن المرض يشخص في مراحل متأخرة وبالتالي يبدأ العلاج متأخرا، لذا تبرز أهمية التوعية الصحية والالتزام بالحمية المناسبة والرياضة إلى جانب الأدوية المختلفة. ونحن سننتج «الأماريل» في هذا المصنع الجديد مما سيجعل هذا العقار المهم للسيطرة على سكر الدم متوفرا بشكل أوسع للمرضى.
أدوية جنيسة ثم وجهنا سؤالا حول الفرق في الفاعلية بين الدواء الأصلي ذي الماركة التجارية المسجلة، والدواء الجنيس Generic؟ فقال إن الإجابة على هذا السؤال قد تحتاج يومين أو أكثر. ولكن للإيجاز نستطيع القول إن الأدوية الجنيسة هي تلك التي تكون في المرحلة الأخيرة من عمر أي منتج دوائي.
وعند ابتكار أو اختراع أي دواء جديد، يظل هذا الدواء تحت مظلة حماية حقوق الملكية الفكرية. ولكن وبعد ذلك - أي انقضاء فترة حماية الملكية - يصبح من حق أي مصنع أن ينتج نسخة بديلة أو جنيسة من هذا المنتج. ونحن في «سانوفي أفينتيس» نقوم بابتكار أدوية جديدة ونصنع أيضا نسخا بديلة أو جنيسة لبعض منتجاتنا القديمة لجعلها متوفرة بسعر تنافسي، أي أقل، للمرضى في كل أنحاء العالم.
وبما أننا المطورون والمبتكرون لهذه العقاقير فنحن أقدر المصنعين على إنتاج نسخ جنيسة من هذه الأدوية وبأعلى مستويات الجودة التي نلتزم بها في كل أنحاء العالم. وهذه العملية هي تجسيد لإحدى أهم استراتيجيات الشركة في النمو حيث إن ابتكار أو اختراع دواء جديد لا يحدث كل يوم.
لكن هناك معيارين مهمين جدا لتنظيم العمل بالنسبة للأدوية الجنيسة.
المعيار الأول هو احترام قواعد وقوانين حماية الملكية الفكرية، والمعيار الثاني الجودة وهي جحر الزاوية في إنتاج أي دواء جنيس فنحن مثلا نصنع عقار بلافيكس (كلوبيدوغريل) لعلاج الجلطات الدموية فليس كل «كلوبيدوغريل» هو «بلافيكس»، وهنا تبرز أهمية إلزام الدول لمصنعي الأدوية الجنيسة باتباع أعلى معاير الجودة كما هو الحال بالنسبة للشركة الأم، وبإجراء دراسات مقارنة الفعالية لإثبات مدى فاعلية النسخة الجنيسة مقارنة بالعقار الأصلي.
وعما إذا كانت الشركة ستقوم بإنتاج المواد الأولية اللازمة لصناعة هذه الأدوية بالمملكة، أم أنها ستقوم باستيرادها وتصنيع المنتج النهائي هنا فقط، أجاب الدكتور أورتولي أن الشركة سوف تقوم بتصنيع الأدوية (المنتج النهائي) وخاصة (الأقراص) التي تعطى عن طريق الفم، أما بالنسبة للمواد الأولية (المواد الخام) فسيتم استيرادها من الخارج فالشركة ملتزمة بأعلى معايير الجودة العالمية وتوفير الدواء لمن يحتاجه من المرضى.
وعن سؤال حول خطط للتصدير الخارجي من هذا المصنع المقــــام في مدينـة الملك عبد العزيــز، أشـــار أورتولي إلى أن الشركة سوف تبدأ في المرحلة الأولى بالإنتاج للسوق
السعودية وسوف تنتج في البداية الأدوية الخاصة بداء السكري وأمــــراض القلب التي تعـطى عن طريق الفم وبعدها ستقوم بالتوسع في نوعية الأدوية بإضافة أدوية أخرى ثم البدء بالتصدير للدول المجاورة حسب الخطط المستقبلية.
وأشاد د. أنطوان أورتولي في ختام اللقاء بالنهضة الاقتصادية التي تشهدها المملكة، وخاصة في صناعة الأدوية.