القرحَة الهضمية
يُصاب واحد من كل عشرة أشخاص بالقَرحَة الهضميَّة في وقت ما من حياتهم. وتعدّ الإصابةُ بالقَرحَة الهضميَّة شائعة جداً في جميع أنحاء العالم. ومن الممكن أن تسبِّب القَرحَةُ الهضميَّة مشاكل صحيَّةً خطيرة إذا لم تُعالج. يُساعد هذا المقال على فهم القَرحَة الهضميَّة بصورة أفضل، بما في ذلك أسبابُها وأعراضها وأهم الإجراءات الوقائية والعلاجية الممكنة.
القرحة الهضمية هي تقرُّحٌ أو تآكلٌ في البطانة الداخلية للمريء أوالمعدة أوالجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة بسبب الحمض، مما يُحدث قرحةً مؤلمةً قد يُصاحبها نزيف.
تحدث معظم القَرحات في الطبقة الأولى من البطانة الداخلية (للجهاز الهضمي). ولكن عندما يحدث انثقاب في مكان القرحة فهذه حالة خطيرة تستدعي التدخل العاجل.
أنواع القرحات:
1-القرحة المَعِديّة، وهي التي تحدث في المعدة.
2- القَرْحَةٌ المَريئِيَّة وهي التي تحدث في المريء.
3-القَرْحَةٌ الاِثْناعَشَرِيَّة وهي التي تحدث في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (في الأعلى).
الأسباب:
هناك أسطورة تدَّعي أن الأطعمة الغنية بالتوابل أو التعرض للضغوطات والإرهاق يمكن أن يسبب القرحة الهضمية. ويعرف الأطباء اليوم أن العدوى البكتيرية أو بعض الأدوية هي المسؤولة عن حدوث معظم حالات القرحة الهضمية. وتتلخص الأسباب وعوامل الخطورة فيما يلي:
• الإصابة بـجرثومة المَلْوِيّة البوّابِية أو الهليكوباكتر (Helicobacter pylori) التي تنتقل من شخص لآخر عن طريق الطعام أو الماء الملوثين.
• الاستخدام المزمن لبعض العقاقير ومسكِّنات الألم مثل الأسبرين أو الأيبوبروفين أو النابروكسين، أو غيرها من أدوية مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs) ومضادات الروماتيزم.
• بعض الأدوية المستخدمة لعلاج هشاشة العظام ومكمِّلات البوتاسيوم قد تسبّب حدوث القرحة الهضمية.
• تدخين السجائر أو مضغ التبغ وشرب الكحول.
• الحالات المرضية التي تستدعي المريض أن يكون موصولًا بجهازٍ للتنفس قد تسبب حدوث القرحة.
• العلاج الإشعاعي.
الأعراض:
تختلف الأعراض من شخص لآخر، وبعض المرضى لا يشعرون بأية أعراض، ولكن الإحساس بالألم والحرقان هو العرض الأكثر شيوعًا، ومن مميزاته أن تشعر به في أيّ مكان من الجذع ابتداءً من منطقة السرَّة ووصولًا إلى عظام الصدر، ويتفاقم عندما تكون المعدة خاويةً، أو بعد تناول الوجبات ب3 ساعات، ويزيد أثناء الليل. في كثير من الأحيان يمكن تهدئته مؤقتًا عن طريق تناول بعض الأطعمة التي تقوم بوظيفة واقية أو عازلة لحمض المعدة، أو عن طريق أخذ العقاقير المضادة للحموضة. عادةً تختفي الأعراض لفترة ثم ما تلبث أن تعود مجددًا لأيامٍ أو أسابيعَ قليلة.
في حالات القرحة الشديدة قد تحدث بعض الأعراض منها:
• التعب
• آلام في الصدر
• الغثيان والتقيؤ وقد يكون مصحوبًا بدم في بعض الأحيان
• البراز الغامق والمصحوب بدم
• فقدان الوزن وتغيرات في الشهية
• فقر الدم بسبب حدوث النزف المستمر من القرحة
التشخيص:
1- يتم التشخيص عن طريق التنظير العلوي لفحص بطانة القناة الهضمية(EGD= upper endoscopy)، ويُطلب عادة للمرضى عند الاشتباه بالقرحة عندما يكون المريض في عمر 45 وما فوق، ويعاني من فقر دمٍ وصعوبةٍ في البلع وتقيؤ وبرازٍ مصحوبٍ بدم وفقدانٍ غير مبرر للوزن.
2- فحص البكتيريا المعوية الحلزونية (H. pylori) في البراز أو الدم أو النَفَس اعتمادًا على حالة المريض.
3- فحص الهيموغلوبين للتحقق من فقر الدم (وجود فقر الدم يزيد احتمال تشخيص القرحة إلى جانب الاختبارات التشخيصية الأخرى).
4- اختبار الدم الخفي في البراز (Stool occult blood) لتأكيد وجود النزف في مكان القرحة.
في بعض الأحيان، قد تحتاج إلى إجراء فحص يسمى (اختبارالجهاز الهضمي العلوي) حيث تؤخذ سلسلة من الصور بالأشعة السينية بعد شرب مادة كثيفة تسمى الباريوم.
العلاج:
1- تناول الصادّات الحيوية للقضاء على البكتيريا الحلزونية (إن وجدت).
2- تناول الأدوية التي تمنع إنتاج الحمض في المعدة-مؤقتاً- وتساعد في التئام الجروح (كمثبطات مضخة البروتون)، مع العلم أن الاستخدام طويل الأمد لمثبطات الحمض وخاصة بجرعات عالية قد تزيد من خطر الإصابة بكسور في الورك والرسغ والعمود الفقري؛ لذا قد تحتاج إلى أخذ مكملات الكالسيوم بعد استشارة الطبيب المعالِج.
3- للتخفيف من الأعراض يمكن استخدام مضادات الحموضة التي تقوم بمعادلة حمض المعدة (الآثار الجانبية لها تشمل الإمساك أوالإسهال).
4- استخدام الأدوية التي تحمي بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة.
5- في حالات وجود نزف من القرحة، يُستخدم التنظير المريئي المعدي الإثناعشري EGD لوقف النزيف عن طريق حقن دواءٍ مباشرةً في مكان القرحة.
6- الإجراء الجراحي قد يُلجأ إليه في حال عدم القدرة على إيقاف النزيف أو عند حدوث تمزق في الجزء المصاب.
قد تحدث مضاعفات في حال عدم التشخيص أو اهمال العلاج. كما أنّ القرحة الهضمية تميل إلى العودة إذا لم تعالج. فإذا التزم المريض بتناول أدويته بالطريقة الصحيحة واتّبع نصائح طبيبه المعالِج، فإنه يقلل من تعرّضه للإصابة بالقرحة مرة أخرى.
متى عليك التفكير بزيارة الطبيب؟
ينبغي لك استشارة طبيبك في حال كنت تعاني من علامات وأعراض تثير قلقك. إذ أنّ اللجوء لاستخدام مضادات الحموضة ومانعات إفراز الحمض المعدي التي تباع بدون وصفة طبية من شأنه تخفيف الألم الحاد، ولكن أثرها لا يدوم طويلاً، إذ يعود الألم مجدداً عند الإصابة بحالة تستدعي العلاج الطبي (كالقرحة أو التهاب المعدة).
فإذا ما دامت الأعراض سابقة الذكر ولم تُجدِ معها هذه الحلول، وجب عليك الذهاب إلى الطبيب للتشخيص والعلاج الملائم.
لمعلومات أكثر وضوح أضغط على البنر وشاهد أفلام كثيرة في اليوتيوب لدكتور أنس عبد الرحمن حول الكثير من مواضيع
طب الأسنان