قصتي مع الفلاح والحليب ...أرجوا الدخول؟
حتى يتمكن أطباء الأسنان في سورية من الترخيص لفتح عيادة في المدينة يجب قبل ذلك فتح عيادة في القرى والأرياف لمدة عامين ، وأنا كنت من هؤلاء الأطباء وقد كانت خدمتي في ريف المدينة لمدة عامين متواصلين ومن الحوادث الذي أعتذ بذكرها ، جاني أحد الفلاحين ومعه أبنه جاني وكله إفتخار بهذا الأبن لأنه سيصبح محامي وسيكون يوم يوم من الأيام شخص ذا قيمة في المجتمع وقال لي ....أعرفك بإبني المحامي ( مع أنه كان في السنة الثالثة ) وكان فخور به جداً وقال أريد أن أعمل له جسر لأن أحد الأسنان الأمامية قلعت من قبل ، وحينها ذكرت له الأنواع والأسعار ، فلم يكن معه أو لم يكن يستطيع دفع مبلغ التلبيس البرصلان وأراد أن يركب لأبنه عندي نوع من أنواع الجسور الغير جيدة والتي تغير لونها بعد فترة ، وحاولت أن أنصحه أن يعدل عن هذه الفكرة أو أن يؤجل الموضع إلى وقت أخر يكون عنده مبلغ كافي لصنع نوع جيد من الجسور ( السيراميك السويسري ) الذي لا يتلون ..... ولكن بدون فائدة هو ليس عنده إلا هذا المبلغ ليعمل له الجسر ، وعندما هممت بالحفر وتصغير الأسنان فكرت في هذا الشاب الذي سيكون في يوم من الأيام محامي أو قاضي وفكرت في الأبتسامه الصفراء أو السوداء التي ستعلوا فوق الجسر ( بسبب تلون سطح الجسر) فقلت له إن هذه النوعية غير جيدة ولسوف تتلون وأن مظهره سكون أسوء من المظهره الحالي ، فقال أنا لا أملك سوى هذا المبلغ ، وقلت له يا أخي أنت ماذا تعمل .... قال فلاح عندي أرض وابقار وأعتاش منهم ... فكرت ثم فكرت وقلت له ما رايك أن تأتي لي كل يومين بعشرة ليترات من الحليب إلى أن توفيني المبلغ الذي يترتب عليك من الزيادة في السعر بين الذي سيعمله إبنك ( الجسر الرديئ ) وبين الجسر السيراميك الذي لا يلون ...فقال بعد مضض نعم لا مشكلة في ذلك
وبالفعل تم أخذ المقاس وتركيب جسر له من النوع الجيد على أمل أن يأتيني بالحليب الذي يضعه عند جاري الفقير ( صاحب دكان صغيرة ) حيث طلبت منه ان يسلمه كل يومين عشرة لترات من الحليب لأني أنا لا أحتاجهم ، وبالفعل جاء هذا الفلاح ووضع الحليب عند الجار الفقير وعندما وزن الجار الحليب وجد أن الحليبات أنقص من الكمية التي إتفقت معه عليها فقال له الجار الفقير الوزن 7 ليتر مع أنك قلت أن الوزن الذي جلبته هو 10 ليتر فقال له الفلاح في المرة القادة أتيك ب 10 لترات في المرة القادمة جاء له بالكمية وعندما أخذها إلى البيت وجد أن الحليب فيه نسبة كبيرة من الماء حتى أنه لم يصلح لصنع اللبن الزيادي ، ووجهه بالحقيقة عندما أتهاه مرة أخرى وقال له كيف أن الحليب فيه ماء ....... ومن بعدها لم اراه ولم يراه الجار الفقير
أحب في نهاية هذه القصة أن تفهموا كم أنا كنت معه صادق ومتفاني من أجل مصلحة ابنه وكم كان هذا الفلاح غشاش ؟
لمعلومات أكثر وضوح أضغط على البنر وشاهد أفلام كثيرة في اليوتيوب لدكتور أنس عبد الرحمن حول الكثير من مواضيع
طب الأسنان
التعديل الأخير تم بواسطة asnanaka ; 01-06-2009 الساعة 07:51 PM