انتفاخ اللثة
عادةً ما ينتجُ التهابُ اللثةِ عن عدوى بكتيريةٍِ تصيبُ الفم، في حال أنها تُركت دون علاجٍ يمكن أن تصبح عدوى أكثر خطورة تعرف باسم التهاب الأنسجة الداعمة، فيعدُ التهاب اللثة من الأسباب الرئيسية لفقدان الأسنان لدى البالغين وفقًا للجمعية الأمريكية لطب الأسنان، ويتسبب هذا التهاب في حدوث انتفاخ اللثة، تغير لون اللثة من الوردي إلى الأحمر، حساسية الأسنان، حدوث نزيف في اللثة وفقدان الأسنان، لكن من المهم معرفةُ أن انتفاخ اللّثة أكثر عَرَض مُميِّز لالتهاب اللثة وأكثر هذه الأعراض حدوثًا، ومن الجدير بالذكر أن انتفاخ اللثة العلوية لا يختلف عن انتفاخ اللّثة السفلية فكلاهما يحصل بسبب نفس العوامل ويتم علاجهما بنفس الطريقة، وفي هذا المقال سيتم التعرف على أسباب وأنواع وأعراض انتفاخ اللثة. 1)
أسباب انتفاخ اللثة
هناك الكثير من العوامل التي تتسبب في حدوث انتفاخ الّلثة، وهذه العوامل قد تسبب أمراضًا ومضاعفاتٍ أخرى في الجسم، أي أنها لا تقتصر على إحداث انتفاخ اللثة فحسب، ولهذا السبب من الجيد تجنُبُ أسبابِ حدوث انتفاخ اللثة والتهابها، ومن أسباب انتفاخ اللثة الآتي: 2)
- التدخين أو مضغ التبغ، حيث أنَّ كلاهما يمنعان أنسجة اللثة من القدرةِ على الشفاء.
- تزاحم الأسنان وتداخلها، وبالتالي يُوجد المزيد من المساحات لتراكم الجير والميكروبات، ممَّا يعني صعوبة تنظيفها.
- التغيرات الهرمونية في سن البلوغ والحمل وأيضًا عند انقطاع الطمث، حيث أنها ترتبط عادةً بارتفاع في التهاب اللثة، حيث أن الزيادة في الهرمونات يؤدي إلى أن تكون الأوعية الدموية في اللثة أكثر عرضةً للهجوم البكتيريّ والكيميائيّ، ومن الأمثلة على ذلك أنه في سن البلوغ لدى الأطفال، يتراوح معدل انتشار انتفاخ اللثة بين 70٪ -90٪.
- مرض السرطان وعلاجه، حيث أنه يجعل الشخص أكثر عرضًة للإصابة بالعدوى ويزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة.
- الكحول، تؤثر الكحول على آليات الحماية الموجودة في الفم.
- الضغط النفسي، يضعف الاستجابة المناعية للجسم للغزو البكتيري.
- قد يكون التنفس الفموي قاسيًا على اللثة عندما لا تكون محمية بالشفاه، مما يسبب تهيج مزمن وحدوث انتفاخ اللثة.
- سوء التغذية كاتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من السكر والكربوهيدرات وانخفاض استهلاك الماء، والذي سوف يزيد من تكوين الجير، كما أنه عند حدوث نقص في العناصر الغذائية الهامة مثل فيتامين (ج) من شأنه أن يُضعف فرصة الشفاء.
- مرض السكري، حيث أنهُ يقلل وصول الدم إلى اللثة، وأيضًا يُصعب القدرة على الشفاء.
- بعض الأدوية والعقاقير، من الممكن أن تعزز حدوث أمراض اللثة مثل: antiseizure.
- عدم تنظيف الأسنان وإهمال المحافظة عليهم.
- ضعف إنتاج اللعاب بسبب وجود مرض.
أنواع انتفاخ اللثة والتهابها
انتفاخ اللثة والتهابها قد يحدث بشكل طبيعي نتيجةً لتغير هرموني في الجسم كما في البلوغ، لذلك انتفاخ اللثة لدى الأطفال يحدث بنسبة كبيرة، وقد يحدث نتيجة مرضٍ أثّرَ في صحة الفم واللثة أو بسبب إهمالٍ من المريض نفسه في المحافظة على نظافة أسنانه وإهمال الزيارة الدورية لطبيب الأسنان، ومن الجدير بالذكر أن انتفاخ اللثة حول ضرس العقل من أكثر الالتهابات شيوعًا نظرًا لصعوبة وصول فرشاة الأسنان إليها، فَأيٍّ ما كان السبب فأفضل طريقة للتعامل مع التهاب اللثة هو عدم إهمالها وزيارة الطبيب إذا تطلب الأمر ذلك. فسيتم التحدث عن أنواع انتفاخ اللثة والتهابها، والتي هي كالآتي: 3)
- انتفاخ اللثة بسبب مرضي: حيث فيه يحدث انتفاخ اللثة والتهابها كمرض مصاحب لمرض آخر يصيب الجسم كما في مرض السكري، السرطان والضغط النفسي، أو يحصل بسبب سلوك سيء كما في التدخين وسوء التغذية.
- انتفاخ اللثة بسبب غير مرضي (هرموني): حيث فيه يحدث انتفاخ اللثة عند البلوغ أو الحمل وأيضًا عند انقطاع الطمث، لِما فيه من تَغيُر هرموني في الجسم، مما يؤدي إلى اضطراب في أنظمة الجسم، وفي هذه المرحلة يعتبر انتفاخ اللثة طبيعيًا، ودور المريض هنا الاهتمام بتنظيف الفم بشكل كبير وصحيح.
علاج التهاب اللثة وانتفاخها
الكثير من المصابين بالتهاب اللثة لا يطلبون العلاج ولا يحاولون إيجاد طريقة للتخفيف أو التخلص من انتفاخِ اللثة ظنًّا منهم أنه سيشفى وحده، وهذا من الأخطاء التي قد تكون كارثيَّةً للمريض نظرًا لأنها قد تسبب فقدان الأسنان أو تطور أمراض أُخرى في الجسم، من الصحيح عند الشعور أو ملاحظةِ وجود انتفاخٍ في اللثة الذهابُ لمراجعة الطبيب، فالعلاج اﻟﻔﻮري ﻋﺎدةً ﻣﺎ يُحرز ﺗﻘﺪمًا سريعًا في علاج التهاب اللثة، كما ويمنع المرض من التفاقم وصولًا إﻟﻰ ﻣﺮضٍ أكثرَ ﺧﻄﻮرة كَفُقدان اﻷﺳﻨﺎن، ويكون للمريض فرصةً أفضل للعلاجِ الناجحِ عندما يعتمدُ أيضًا على روتينٍ يوميٍّ للعناية بالفم وعندما يتوقف عن التدخين، فعلاج اللثة ليس بالعلاج الصعب أو المؤلم لكي لا يطلبه الكثير من المرضى، وطرق علاج انتفاخ اللثة والتهابها كالآتي: 4)
- تنظيم الأسنان عند الطبيب: يشمل إزالة الجير والبكتيريا الموجودة على سطح السن والتي تتسبب بشكل أكبر في التهاب اللثة وانتفاخها، ويشمل أيضًا التخطيط الجذري، والذي بدوره يزيل المنتجات البكتيرية الناتجة عن التهاب، يُنعّم الأسطح الجذرية، يثبط تراكم المزيد من الجير والبكتيريا، بالإضافة إلى أنه يسمح بالشفاء للثة المنتفخة، ويتم هذا الإجراء باستخدام أدواتٍ بسيطةٍ أو الليزر أو جهاز الموجات فوق الصوتية.
- استعادة الأسنان وترميمها -إذا لزم الأمر-: قد تؤدي الأسنان المتزاحمة أو التيجان غير المناسبة أو الجسور وغيرها من عمليات ترميم الأسنان إلى حدوث تهيج للثة، كما وتجعلُ من الصعب إزالة الترسبات أثناء العناية اليومية بالفم.
- الرعاية المستمرة: تنجح الخط العلاجية السابقة في التخلص من انتفاخ اللثة والتهابها ما دام المريض مستمرٌ في المحافظةِ على نظافة الفم والأسنان في المنزل، وأيضًا سيساعد الطبيب في التخطيط لبرنامج فعّال في المنزل وجدول زمني لفحوصات وتنظيفات منتظمة