ما هي الغيبوبة المصطنعة؟
ما هي الغيبوبة المصطنعة؟
.............................. ......
في الأحوال العادية التي يتعرض فيها الإنسان إلى مرض شديد أو حادث خطير يؤدي إلى تلف شديد في الدماغ أو المخ فإن الجسم يد...خل في حالة فقدان وعي عميقة ينفصل فيها عن الاستجابة للمؤثرات والبيئة المحيطة، ورغم كون الشخص على قيد الحياة، إلا أن ذلك يتطلب القيام بإجراءات طبية على وجه السرعة لتجنب حدوث أضرار واسعة ودائمة، تلك هي الغيبوبة الطبيعية، أما الغيبوبة المصطنعة أو المفتعلة فتستحدث على يد الأطباء والجراحين بشكل مؤقت لوضع المصابين في حالة من السبات تسمح للمخ بالراحة بعد الجراحات الكبيرة مثل الجراحات التي تؤدي إلى حرمان المخ من الأكسجين، وتجلط الدم، أو زيادة ضغط المخ نتيجة صدمات الدماغ، والاضطراب الكيميائي في خلايا عصب المخ نتيجة الجرعات الدوائية العالية، ومثل الغيبوبة الطبيعية، فإن الغيبوبة المصطنعة وسيلة لإبقاء المخ في حالة غياب عن الوعي حيث يستهلك المخ طاقة هائلة في حالة يقظته عند الاستجابة للحواس المختلفة والأفكار الواعية ونشاط العضلات، وتكون الوسيلة إلى دخول المريض في الغيبوبة المصطنعة عن طريق التحكم في خفض درجة حرارة الجسم، فيتم تخدير المريض لتلافي حدوث رعشة أو ارتجاف محتمل خلال عملية خفض درجة حرارته، ويتم وضع المريض على جهاز التنفس الاصطناعي للحفاظ على استمرارية عملية التنفس، ثم يتم استخدام محلول ملحي عند درجة حرارة 39 درجة مئوية تقريبًا لتبريد جسم المريض من الداخل، وقد تصل كمية المحلول الملحي المستخدم خلال نصف ساعة نحو لترين تقريبا، كما يتم استخدام أغطية تبريد عند درجة حرارة 39 درجة مئوية وأكياس من الثلج لتبريد الجسم من الخارج، ويقوم الأطباء بقياس درجة حرارة المريض بانتظام سواء عبر المثانة أو المريء أو عبر شريان رئيسي، كما تتم مراقبة وملاحظة عمليات المريض الحيوية حتى الوصول إلى نمط معين لموجات دماغ المريض على شاشة مخطط كهرباء المخ يماثل تماما نمط الغيبوبة الطبيعية التي يدخل فيها مصابو الدماغ، وعندما تصل درجة الحرارة بين 91 و93 درجة فهرنهايت (أي 34 درجة تقريبا) تتم إزالة أكياس الثلج، وضبط أغطية التبريد على 91 درجة فهرنهايت (33 درجة مئوية)، وتتم استعادة الدفء عند انتهاء الغرض من التبريد في فترة تصل إلى عشر ساعات تزداد فيها درجة حرارة الأغطية ببطء، كما يتم إيقاف التخدير عند وصول درجة حرارة الجسم إلى 95 فهرنهايت (35 درجة مئوية)، وعند الوصول إلى درجة حرارة 96.8 درجة فهرنهايت (36 درجة مئوية) تتم إزالة أغطية التبريد نهائيا، وتستخدم في الغيبوبة المصطنعة أدوية التخدير من المسكنات أو المنومات التي تقلل من عملية التمثيل الغذائي الذي يجري داخل أنسجة الدماغ، كما تقلل من تدفق الدم في المخ، وهو ما يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية في الدماغ لتقليل تورم وانتفاخ المخ، فيقل الضغط على أنسجة المخ ويخف الضرر عنها.
لمعلومات أكثر وضوح أضغط على البنر وشاهد أفلام كثيرة في اليوتيوب لدكتور أنس عبد الرحمن حول الكثير من مواضيع
طب الأسنان