التعرض لأشعة الشمس يسبب الحروق في الجلد، في حين يعاني بعض الناس من ما يسمى «أكزيما التماس» إذا تعرضوا ولو لدقيقة واحدة لأشعة الشمس العالية، خاصة إذا وجدت على الجلد آثار لعطور أو ماكياج أو منظفات. ومن المشاكل الجلدية الصيفية الأخرى ظهور الطفح الجلدي والإصابة بالأمراض الفطرية، التي تنتقل أنواع منها في المسابح العامة، بينما تحدث أنواع أخرى بسبب التعرق الشديد.
يأتي فصل الصيف وتأتي معه أمراض مختلفة، منها ما يصيب الجهاز الهضمي، وأخرى الجهاز العصبي ومراكز التحكم في الحرارة، وثالثة تصيب جهاز الجلد فتتسبب في مشكلات جلدية مزعجة.
وتعتبر الأمراض الجلدية المرتبطة بأشعة الشمس والحرارة والعرق من أكثر الأمراض، في هذا الفصل، إحراجا وإزعاجا بالنسبة للأطفال الصغار وكبار السن، وكذلك الطبقة الكادحة من الشباب. كما أن مشكلات البشرة عند النساء تشكل نسبة كبيرة من بين المترددين على عيادات الأمراض الجلدية صيفا.
عوامل صيفية
هناك بعض العوامل في الصيف تؤدي إلى ظهور الأمراض الجلدية الصيفية، أو تزيد من حدة تلك الأمراض في الصيف.
ومن هذه العوامل: زيادة حرارة الجو، زيادة الرطوبة، كثرة التعرض المباشر لأشعة الشمس الضارة، خاصة في الفترة من العاشرة صباحا حتى الرابعة عصرا.
وأهم المشاكل الجلدية التي تحدث في فصل الصيف هي:
حروق الشمس
تبدأ حروق الشمس (Sun Burn) بظهور احمرار في الجلد، وبعد ذلك تورم بسيط مصحوب بحرقة، ثم تحدث فقاعات مائية صغيرة أو كبيرة حسب مدة التعرض للشمس، وحسب درجة الحرق الذي يحدده لون البشرة، فالبشرة البيضاء تكون أكثر عرضة لحروق الشمس - فكلما كان الجلد أكثر دكنا (نتيجة زيادة تركيز الميلانين - وهو الخط الدفاعي الطبيعي ضد مشكلات الشمس) قلَّت فرصة تعرض الجلد لمشكلات الشمس.
وبعد التعرض المباشر لأشعة الشمس، تزداد الحالة حدة وألما في اليومين التاليين، الثاني والثالث، وبعد ذلك يبدأ الجلد في التقشير ليعود إلى طبيعته بعد حوالي أسبوع.
وقد يحتاج المريض إلى استخدام دهان مرطب ودهان كورتيزون، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج المريض إلى استخدام حبوب مسكنة أو حبوب كورتيزون التي يجب أن تتم تحت إشراف طبي.
أهمية الميلانين
من الجدير بالذكر أن صبغة الميلانين التي تحمي الجلد من حروق الشمس في الصيف، يزداد تركيزها لتقوم بعملها لحماية الجلد بالتدريج على مدار أسبوع بالتعرض التدريجي للشمس، وتجنب التعرض لفترات طويلة، خاصة في وقت الظهيرة (وهذا ما يفسر حدوث حروق الشمس في اليوم الأول للشخص المستجم نتيجة الاندفاع للشاطئ وقضاء اليوم بالكامل تحت الأشعة الحارقة فرحا بالمصيف - وفي كثير من الحالات من دون استخدام واقيات من الشمس).
ويجب أن نذكر أيضا أن أشعة الشمس تنفذ إلى عمق أكثر من نصف متر تحت سطح الماء - لأن الكثير من الناس يظنون أنهم ما داموا في الماء فلن يتأثروا بالشمس - وهذا غير صحيح بالطبع.
إكزيما الشمس
- «إكزيما التماس»: هناك بعض الأشخاص يعانون من «إكزيما التماس» إذا تعرضوا ولو لدقيقة واحدة لأشعة الشمس العالية، خاصة إذا كان الجلد المعرض للشمس عليه آثار عطور أو ماكياج أو منظفات، وتبدأ الحالة بحكة شديدة ورشح مائي.
وتظهر أرتيكاريا الشمس على صورة تدرنات، مع حكة في الأماكن المعرضة للشمس.
ومن صور إكزيما الشمس الأخرى الطفح الضوئي، ويكون غالبا على شكل بثور مائية ودرنات جلدية مصحوبة بحكة.
- الكلف (Melasma): تظهر الكلف (Melasma) عادة عند النساء المتزوجات؛ نتيجة للتغيرات الهرمونية والفسيولوجية والتعرض للشمس، ولكنه قد يظهر أيضا في الآنسات، وفي الرجال نتيجة تعرض الوجه للشمس مع استخدام بعض الزيوت الطيارة أو الروائح العطرية.
علاج الكلف سهل، ولكنه يأخذ وقتا قد يمتد لعدة شهور، أما الوقاية منه فتكون باستخدام واقي الشمس له عامل حماية (SPF) أكثر من (15).
الأمراض الفطرية
- «التينيا المبرقشة الملونة» (Tinea Versicolor): أكثر الأمراض الفطرية (Tinea) شيوعاوهي تصيب الشباب من الجنسين نتيجة العرق الغزير، وارتداء الملابس الصناعية غير القطنية، وتكثر العدوى في المسابح واستخدام مناشف الغير، وتكون على هيئة بقع صغيرة داكنة أو فاتحة عن لون الجلد مغطاة بقشور دقيقة تشبه النخالة، وقد تلتحم هذه البقع لتكون مساحات كبيرة، ويجب الوقاية من التينيا الملونة بعدم استخدام أدوات الآخرين.
- التينيا الأربية الفخذية (Tinea Cruris): وهي نوع من الفطريات ينتشر في الصيف بين الفخذين وأعلى الفخذين, وأسفل البطن في صورة التهاب جلدي ذي بقع محددة ومستديرة ومتعرجة ومرتفعة قليلا عن سطح الجلد، وخاصة عند الحافة، مع وجود حكة شديدة.
- تينيا القدمين (Tinea Pedis): وتكثر هذه الفطريات بين الرياضيين، ولدى مرضى السكري, ومن أهم مسبباتها التعرق الشديد بالقدمين، مع عدم ارتداء جوارب قطنية لتمتص هذا العرق, وتتميز تنيا القدمين بظهور طفح بين أصابع القدمين، خاصة الأصبع الصغير والأصابع المجاورة له، مع حكة شديدة وتسلخات ورائحة كريهة.
ويعتمد علاج جميع أنواع الفطريات في الأساس على الوقاية أولا ثم استخدام دهان مضاد للفطريات مع حبوب مضادة للفطريات في بعض الحالات، التي توفرت منها أنواع الآن تؤخذ مرة واحدة كل أسبوع.
الطفح الجلدي
الطفح الجلدي (Sweat Rash) يحدث عندما يتعرض الجسم لدرجة حرارة ودرجة رطوبة عالية، يحدث انسداد في فتحات الغدد العرقية يمنع خروج العرق إلى سطح الجلد، فيتجمع في قناة الغدد العرقية وتنفجر هذه القنوات ويحدث التهاب للأنسجة المحيطة مع ظهور حبيبات صغيرة، وحكة شديدة ناتجة عن هذا الالتهاب.
وهذا النوع من الطفح كان شائعا في مصر مثلا في شهر أغسطس (آب) مع بداية فيضان النيل وارتفاع الرطوبة ودرجة الحرارة، لذلك أصبح الاسم الشائع له (حمو النيل). ويعالج الطفح الجلدي باستخدام مرطبات الجلد، ومضادات الحساسية، والجلوس والنوم في الأماكن الأكثر تهوية.
حالات أخرى
- الحصف (Impetigo): وهي حالة تحدث نتيجة الإصابة بالبكتيريا السبحية، وانتقالها للبشرة من الجروح الصغيرة.
- الدمامل الصيفية (Boils): تكثر لدي الكبار ومرضى السكري والأطفال, وتظهر في شكل تجمعات صديدية بالوجه والرأس.
الشعر والصيف
يتعرض الشعر للإرهاق الشديد والتلف والتقصف والتساقط في فصل الصيف, وذلك نتيجة المبالغة بالاعتناء به وكثرة استعمال الصبغات والكيميائيات والدهانات الخاصة بالشعر، مع كثرة التردد على مصففي الشعر التي تؤدي إلى عكس المطلوب، وذلك لأن وجود الأصباغ مع الكريمات والكيميائيات في الشعر، ثم التعرض لحرارة الشمس العالية والرطوبة العالية يؤدي إلى إكزيما شديدة تحدث في الشعر، ينتج عنها تلف شديد، وجفاف، وتقصف، ثم تساقط للشعر.
لذلك يجب أن نستخدم المواد الكيميائية بحذر على الشعر، خاصة في الصيف. ويجب استخدام الفيتامينات لعلاج تلف وتساقط الشعر الناتج عن إكزيما الصيف.
النمش
النمش ( Freckles) هو تغيير في الجلد يحدث نتيجة عوامل وراثية, وتتميز به بعض العائلات ذوات البشرة البيضاء، ويظهر على شكل بقع صغيرة بنية اللون في الوجه وفي الرقبة واليدين وأعلى الصدر والأكتاف.
وتزداد حدة النمش صيفا، وتتحسن قليلا في الشتاء. والتعرض للشمس من أهم عوامل انتشاره؛ لأن النمش يتكون نتيجة تجمع مجموعات صغيرة من الخلايا الصبغية تحت الجلد, ولذلك فإن أحدث علاج له حاليا هو استخدام الليزر للقضاء على هذه التجمعات الصبغية دون تعرض الجلد الخارجي لأي أذى.