7 نصائح للعلاج بأمان عند طبيب الأسنان
مازالت عيادة الأسنان من أخطر أماكن وطرق انتقال الأمراض الخطيرة
حرفة "الأسنانجي" موجودة من قديم الزمان، وكان الذي يقوم بها هم الحلاقون ومن ثم قام بها مركبو الأسنان الذين كانوا يعتبرونها مهنة ميكانيكية بحتة لا تعتبر الأسنان جزءا من الفم وانما هي كالأظافر أو كالنظارات في ذلك الوقت.
اليوم اختلفت هذه المهنة لتصبح تخصصا من تخصصات الطب المرموقة وذلك بعد معرفة أهمية الأسنان والفم وعلاقتهما بصحة الجسد بصفة عامة، وأن الفم هو مدخل الجهاز المعوي وأن كثيرا من الأمراض الخطيرة قد تنتقل عن طريق عيادات الأسنان.
قد أدرك المجتمع الطبي منذ زمن طويل خطورة ممارسة الحلاق أومعملجي الأسنان لهذه المهنة فأوقفوهم ووضعوا البرامج الدراسية المماثله لفروع الطب الأخرى لتأهيل طبيب الأسنان واعطاء الخبز إلى خبازه لمنع انتشار الأمراض ولأسنان أكثر صحة وجمالا.
لكن للأسف مازالت عيادة الأسنان من أخطر أماكن وطرق انتقال الأمراض الخطيرة مثل التهاب الكبد الوبائي ومرض الايدز ومرض الهربيز الفمي من والى المرضى ومن وإلى طبيب الأسنان.
ففي عام 1988 أشار مركز التحكم بالأمراض (CDC) الأميركي إلى اكتشاف 8 حالات اصابة بمرض الكبد الوبائي عن طريق زيارة عيادات الأسنان.
وفي حادثة أخرى أصيب 20 مريضا من أصل 46 بمرض الهربيز الفمي بعد زيارتهم عيادة منظف أسنان مصاب بهذا المرض.
وفي جده توفيت احدى طبيبات الأسنان بسبب اصابتها بمرض التهاب الكبد الوبائي.
وما خفي كان أعظم في عالمنا العربي . فكل هذه دلائل على خطورة هذه العيادة وأهمية معرفة الطرق السليمة لمنع انتقال الأمراض في المجتمع ولادخال الطمأنينة إلى النفس عند زيارتها إلى طبيب الأسنان.
ويسأل كثير من الناس عن المؤشرات التي يجب على المرء أن يبحث عنها عند زيارة عيادة طبيب الأسنان للتأكد من سلامة العيادة ومدى اتباعها الطرق الصحيحة لمكافحة العدوى.
إن طبيب الأسنان يتعامل مع الفم وأنسجته المغطاة بأغشية رقيقة وسهلة الاختراق والنزف، وفي هذا الصدد فإن الدم و اللعاب والغشاء الفمي تعد من أهم مايتعامل معه طبيب الأسنان.
كما أن الهواء الناقل لبعض الأمراض مثل مرض السل يكون محيطا بالطبيب والمريض.
ومعظم أدوات الأسنان حادة وقد تسبب نزيفا ما يجعلها سببا في نقل الأمراض اذا لم يتم تعقيمها بالطرق المثالية.
ويجهل الطبيب في معظم الأحيان وجود مثل تلك الأمراض اذا لم يذكرها المريض من تلقاء نفسه.
ولهذه الأسباب يجب أخذ جميع الأحتياطات اللازمة عند علاج أي مريض يزور عيادة الأسنان من دون استثناء والاستعداد لجميع الظروف.
كيف تعرف انك في أيد أمينة ؟
هناك أمور عامة قد تساعد المريض على التأكد من كفاءة العيادة في مجال مكافحة العدوى من عدمها:
أولا: من الأفضل البحث عن طبيب الأسنان المناسب ذي الكفاءة العلمية والشهادات المعترف بها وذلك بسؤال من هم في مجال طب الأسنان فطبيب الأسنان الكفؤ غالبا ما يحرص على اتباع طرق مكافحة العدوى السليمة.
وكذلك مساعدو طبيب الأسنان فلابد ان يكونوا متخصصين في طب الأسنان وليس في مجال التمريض العام.
ثانيا: قم بتقييم العيادة وتجهيزاتها فالعيادة السليمة يجب ان تكون ذات جدران وأرضيات ملساء معالجة أو مقاومة لانتقال العدوى.
وينطبق ذلك على الديكور أيضا، فمثلا لا يحبذ وضع ورق خشن على الجدران أو وضع ستائر قماش أو مفارش أرضية داخل العيادات.
كما أن وضع النباتات الطبيعية داخل العيادات أمرغيرمرغوب فيه بتاتا. كما لا يجب أن نغفل عن وجود تهوية جيدة في العيادة.
وحسب متطلبات مكافحة العدوى فإنه سلة المهملات لها مواصفات خاصة فيجب أن تكون في العيادة ثلاثة أنواع من سلال المهملات، واحدة للأوساخ العادية، وأخرى للأوساخ الملوثة بدم أو لعاب وثالثة يتم استخدامها للأدوات الحادة ذات الأستخدام الواحد عند التخلص منها.
ثالثا: أنظر إلى مظهر طبيب الأسنان ومساعديه، فالمفروض ان يتسم مظهرهم بالنظافة والترتيب وارتداء زي خاص بالعيادة وقفازين وكمامة الفم على أقل تقدير.
وفيما يتعلق بالقفازات فان الطبيب يجب أن يستخدم قفازات جديدة لكل مريض وعدم لمس أي شئ آخر مثل التلفون والباب وغير ذلك من الأشياء المحيطة به أثناء علاج المريض وتغير القفازات من قبله ومن قبل مساعديه عند الحاجه للمس أي شئ خارج عن دائرة علاج المريض.
رابعاً: ان من قواعد مكافحة العدوى أن يتم تنظيف كرسي الأسنان وكل مايتعلق به في بداية اليوم ونهايته بمواد كيميائية معقمة قاتلة لجرثومة السل ( المقياس الدال على قوة المحلول) مثل مادة الجلوتيرهايد وليس بالكحول العادي مثل المسحة الطبية والتي يستخدمها البعض.
فالمسحة الطبيه لا تقتل البكتيريا تماما ومن ثم يجب تغطية الأجزاء التي يستخدمها الطبيب مثل قبضة الضوء العلوي ولوحة التحكم الكهربائية بعازل بلاستيكي مخصص ومن ثم استبداله بين المرضى.
كذلك الحال بالنسبة للملحقات الأخرى ككوب المضمضة وماص اللعاب والمنشفة الورقية فكلها يجب استبدالها لكل مريض وهي بطبيعة الحال ذات استخدام لمرة واحده فقط (Disposable items).
أما فيما يتعلق بالأجزاء التي يمكن تعقيمها مثل أدوات الحفر ومنظف الجير فانه يجب استخدامها بعد تعقيمها لكل مريض.
خامسا : في ما يتعلق بالأدوات فان معظم الأدوات يجب تعقيمها تعقيما كاملا بالحرارة لكل مريض ومن هذه الأدوات أدوات الفحص المبدئي وأدوات الخلع والحشو وغيرها من الأدوات الحادة.
وتختلف طرق التعقيم الحراري فالأكثر استخداما هو جهاز التعقيم المسمى الأوتوكلف (Autoclave) وهناك كذلك جهاز الفرن الجاف (Dry Oven).
والبعض يستخدم أحيانا وللضروره المواد الكيميائية المعقمة والخطأ الشائع انه يتم رشها على الأداة المراد تعقيمها ولمرة واحدة فقط.
والصحيح انه يجب رشها لضمان وصول المعقم الى جميع أجزاء الأداة ومن ثم تركها لمدة لا تقل عن عشر دقائق أو وضعها في المحلول لمدة عشر دقائق.
والتعقيم الكيميائي مناسب في المقام الأول للأدوات البلاستيكية والتي قد تتأثر من التعقيم الحراري.
حتى القطن المستخدم يجب تعقيمه ووضعه في أكياس تعقيم وعدم تركه في العيادة معرضا للهواء.
ولا ننسى المبارد الخاصة بحشو العصب فهي الأخطر على الاطلاق ويجب التأكد من تعقيمها ووضعها في أكياس التعقيم قبل البدء في علاج العصب لأي مريض.
فالطريقة القديمة المتمثل في وضع كل مبارد الأسنان في صندوق واحد يحتوي على محلول معقم ومن ثم استخدام نفس الصندوق لجميع المرض من أخطر الطرق الشائعة الخاطئة ويجب التنبه لهذاالخطأ القاتل.
سادسا: اذا كان لديك علاج يستغرق الكثير من الزيارات إلى طبيب الأسنان فيمكن لك قبل بداية العلاج ان تأخذ التطعيم الخاص بمرض التهاب الكبد الوبائي كونه خطيرا وقاتلا مثله مثل فيروس الحمى الشوكية في مواسم الحج.
أما فيما يتعلق بفيروس الأيدز فهو أقل خطورة من حيث انتقاله عن طريق عيادة الأسنان وضعيف جدا مقارنة بفيروس التهاب الكبد الوبائي عند وجوده خارج الجسم.
سابعا: اذا كنت أحد أفراد عائلة فيها طبيب أسنان فيجب أخذ الحيطة والحذر والتأكد من عدم نقل العدوى من العيادة إلى البيت.
وهذا ممكن عندما يعود الطبيب إلى البيت مرتديا نفس الملابس التي قام باستخدامها في العيادة ويأتي ويقبل ويحضن أفراد عائلته من دون أي اكتراث.
هذه النصائح هي للتحوط فهناك كثير من الأطبا ء الاكفاء الحريصين على اتباع طرق مكافحة العدوى الصحيحة، ورغم ذلك لا تخجل من سؤال طبيبك عن طرق التعقيم والوقاية من العدوى والتأكد منها قبل البدء في العلاج واذا رأيت شيئا مريبا خلال العلاج حاول ان توقف العلاج والـتأكد من انه ليس ضارا لك لأن المسأله في نهاية المطاف تتعلق بصحتك أنت وليس أحد سواك.