د.عرسان: شاهدنا حالات مأساوية وكنا معرضين للخطر طيلة رحلتنا
عاد يوم أمس الأحد وفد من الأطباء السوريين بعد أن شاركوا في أعمال الإغاثة والطبابة في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع وبعد وقف إطلاق النار.

وضم الوفد عشرة أطباء يرأسهم الدكتور غسان قناطري وعملوا على مساعدة الأطباء الموجودين في مشفى الشفاء, أكبر مشافي قطاع غزة وذلك بالتنسيق مع اتحاد الأطباء العرب.
وروى الدكتور حسن عرسان ,أحد أعضاء الوفد, لـسيريانيوز مسيرة الوفد منذ مغادرته سورية وحتى عودته إليها بعد أن قضوا عشرة أيام داخل القطاع.
وقال عرسان إن "الأطباء استجابوا لنداء نقابة الأطباء والذي جاء متفقا مع نداء ضميرنا بعد أن رأيناه من مشاهد مأساوية على شاشات التلفزة, حيث توجهنا إلى مصر للدخول من معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة".
وأضاف عرسان لـسيريانيوز أن "عمليات التفتيش على معبر رفح استغرقت أكثر من ست ساعات قبل أن يسمح لنا بالدخول, حيث حاول البعض إثناءنا عن الذهاب إلى غزة, لكننا أصررنا على متابعة طريقنا وأبلغناهم أننا جئنا لكي نستشهد".
وكانت السلطات المصرين منعت عشرات الأطباء من دخول قطاع غزة في بداية العدوان الإسرائيلي, ثم سمحت بدخولهم بعد أكثر من عشرة أيام بشرط أن يحصل الأطباء على وثيقة من سفارة بلادهم في القاهرة عن رغبتهم في الدخول إلى القطاع.

وتابع د.عرسان "بعد أن سمح لنا بالدخول إلى قطاع غزة حوالي الساعة العاشرة ليلا, تابعنا بواسطة سيارات الإسعاف وبمساعدة الهلال الأحمر الفلسطيني باتجاه مشفى خان يونس تحت القصف الإسرائيلي, حيث بقينا يوما كاملا لأن الطريق بين خان يونس ومدينة غزة كان مقطوعا, ثم تابعنا إلى مدينة غزة ليلا أيضا وتحت القصف حيث وصلنا إلى مشفى الشفاء هناك".
وأوضح أن "وفد الأطباء السوري عمل في مشفى الشفاء على إسعاف ومعالجة الجرحى جراء القصف الذي تركز في آخر يومين من العدوان على مدينة غزة, وبقينا في المشفى ليل نهار حتى عودتنا إلى سورية بعد وقف إطلاق النار".
واستمر العدوان الإسرائيلي على القطاع 22 يوما, وانتهى بإعلان إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد, تلاه إعلان الفصائل الفلسطينية وقفا لإطلاق النار من جهتها مع مهلة مدتها أسبوع لتنسحب القوات الإسرائيلية خارج قطاع غزة.

وحول المخاطر التي تعرض لها الأطباء السوريين هناك, قال د. عرسان في حديثه لـسيريانيوز إن القصف الإسرائيلي "كان قريبا من أماكن تواجدنا منذ دخلنا إلى قطاع غزة عند معبر رفح, ثم سقط صاروخ قريبا منا في مشفى خان يونس, وفي رحلتنا من خان يونس إلى مدينة غزة مررنا على بعد أمتار قليلة فقط من الدبابات الإسرائيلية التي كانت تحتل الطريق, وفي غزة كان القصف والقتال يدور كثيرا في محيط مشفى الشفاء".

وعن الحالات الإنسانية التي صادفها هناك, قال د.عرسان إن "أول حالة قابلتها في مشفى الشفاء بغزة هي أم استشهد اثنان من أبنائها وجرح الاثنين الآخرين, وهي مصابة بجرح كبير في بطنها, ولم يتمكن الأطباء حتى من خياطة الجرح, وكلما حاولوا إغلاقه يفتح من جديد لأن الأسلحة التي استخدمها الإسرائيليون أدت إلى تهتك الأنسجة, أما بناؤها فأصيب الأول بجرح في رأسه أدى إلى شلل رجليه, وبترت رجلا الثاني".
وأضاف "شاهدنا أيضا أطفالا فقدوا البصر وأطفال فقدوا شقا من وجوههم, معظم الحالات هي بتر في الأطراف, كما شاهدنا كثيرا من حالات الإصابة بطلقات صغيرة الحجم تتسبب بنزف شديد من البطن وخاصة الكبد, وإحدى الحالات دخلت إلى غرفة العمليات ثلاث مرات بسبب عودة النزف جراء هذه الطلقات, إضافة إلى كثير من حالات الحروق بالفوسفور الأبيض".
وقررت مئات المنظمات والهيئات الحقوقية رفع دعاوى على قادة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة, وخاصة لاستخدام القوات الإسرائيلية أسلحة الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا في الأماكن المكتظة بالسكان.
وحول الوضع في قطاع غزة الآن بعد وقف إطلاق النار, قال د. عرسان "إن الوضع حاليا أصبح أفضل والحالات التي بقيت الآن تحتاج إلى اختصاصات طبية نوعية, وخاصة الجراحة العصبية وجراحة الأوعية الدموية".
وأدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى استشهاد 1328 شخصا بينهم مئات الأطفال والنساء, وجرح 5450 شخصا آخرين بينهم أكثر من 500 جريح بحالة خطرة.