بحث طبي يعيد الاعتبار الى الطحال المظلوم بين اعضاء الجسم
بحث طبي يعيد الاعتبار الى الطحال المظلوم بين اعضاء الجسم
ينطوي البحث الجديد على رسالة تحذيرية ضد الاستهانة بأي عضو من اعضاء الجسم على انه من مخلفات مرحلة سابقة على سلم الارتقاء أو يمكن الاستغناء عنه أو انه عضو عاش دهرهاكتشف علماء ان الطحال الذي أُزيح منذ زمن طويل الى مرتبة ثانوية بين اعضاء الجسم والمعروف بطبيعته المتحولة بقدر قيمته الفسلجية .... يقوم بدور أكبر في مناعة الجسم مما كان يُعتقد في السابق.... واستعرض باحثون من مستشفى ماسيشوسيتس العام وكلية هارفرد الطبية .... في العدد الأخير من مجلة "ساينس".... نتائج دراسات تبين ان الطحال مستودع عدد هائل من الكريات البيض وفي حالة الاصابات الخطيرة التي يتعرض اليها الجسم مثل النوبات القلبية أو الجروح النازفة او الغزوات الجرثومية .... يطلق الطحال جيوشا جرارة من هذه الكريات البيض في الدورة الدموية لمكافحة الأزمة.
وتنقل صحيفة "نيويورك تايمز" عن الباحث ماتياس نارندورف الذي شارك في اعداد التقرير قوله ان دور الطحال بالمفردات العسكرية هو دور "الجيش النظامي الدائم.... فأنت لا تريد ان تجند قوة قتالية كاملة من القاعدة الى القيادة كلما تنشأ الحاجة الى جيش كهذا".
وحقيقة ان الباحثين لم يكتشفوا إلا الآن مثل هذه الخاصية المهمة في عضو كبير نوعاما يُدرس منذ الفي عام على الأقل فان هذا يؤكد مرة اخرى ان اقرب الأشياء الينا ما زالت غريبة علينا .... كما تقول ناتالي انجيير في "نيويورك تايمز".
ويلاحظ الدكتور نارندورف ان المرء كلما يتوصل الى اكتشاف كبير عن الجسم يفكر "لماذا لم يلتفت أحد اليه من قبل؟".
ويضيف اننا كلما نعرف أكثر عن الحياة نزداد ادراكا بأننا ما زلنا في بداية الطريقة.... "فنحن لا نعرف كل القصة عن اي شيء".
اجرى الدكتور نارمدورف وفريقه من الباحثين دراساتهم الاولى مستخدمين فئران اختبار ولكن علماء يعتقدون ان النتائج ستصح على البشر ايضا.
كما ينطوي البحث الجديد على رسالة تحذيرية ضد الاستهانة بأي عضو من اعضاء الجسم على انه من مخلفات مرحلة سابقة على سلم الارتقاء أو يمكن الاستغناء عنه أو انه عضو عاش دهره.... ويعترف علماء بأن الطحال يفتقر الى الثقل والأهمية اللذين تتمتع بهما اعضاء اخرى مثل الكبد أو المعدة "لأننا نستطيع العيش من دون طحال".
فالطحال يمكن ان يتعرض الى التمزق خلال بعض الالعاب الرياضية او في حادث طريق وعندها لا يكون امام الجراحين من خيار سوى استئصال الطحال المعطوب.
ولكن دراسة نُشرت في مجلة "لانست" الطبية المعروفة عام 1977 مثلا عقدت مقارنة بين 740 اميركيا قاتلوا في الحرب العالمية الثانية وأُخضعوا لجراحة اقتضت استئصال الطحال بسبب اصاباتهم في الحرب .... ومجموعة بحجم مماثل من الجنود الذين تعرضوا الى اصابات أخرى في المعارك لكنهم احتفظوا بالطحال.
واكتشف الباحثون ان احتمالات الوفاة بأمراض القلب والدورة الدموية تزيد مرتين بين المحاربين القدماء الذين أُزيل الطحال من اجسامهم على احتمالاتها بين الذين احتفظوا بالطحال.
ويعني هذا كله ضرورة الاحتراس من استئصال الطحال وخاصة بين الرياضيين الذين ينصح العلماء بأن يستخدموا الوسائل المناسبة لحماية الطحال وتأمين سلامته قدر الامكان.
ويستشهد العلماء بحالات أخرى جرى فيها استئصال اعضاء افتُرض ان بالامكان الاستغناء عنها ولكن النتيجة كانت مأساوية في احيان كثيرة.