وداعا لمشاكل الشد التقليدية مع هذه الجراحة الجديدة للوجه
كما هو معروف ان التقدم في السن يؤدي، مع جملة اشياء اخرى، الى ترهل جلد الوجه، اذ تظهر التجاعيد وتذوب التكتلات الدهنية في الوجنتين، أو تهبط.
ومنذ بدايات الجراحة التجميلية، حاول الجراحون معالجة هذه الامور عبر الوسائل والطرق المتوافرة لهم.
وكلما تقدم العلم وتطورت التقنيات الطبية، تحسنت الجراحات ونتائجها، واحدث هذه الجراحات واكثرها تطورا ووعدا للمستقبل هي Macs Lift.
ولن نعالج هنا طريقة شد الوجه بالليزر التي تعنى بالترهل في بداياته، بل سنركز على حالات الترهل المتقدمة التي تستدعي اجراء عملية جراحية.
الطرق القديمة نسبياً
كانت الجراحة قبل سنوات (وللبعض حاليا) تقوم على شد عضلات الوجه والجلد نحو الخلف اي باتجاه الاذن والشعر خلف العنق.
وكانت تنتهي العملية بجرح طويل جدا يبدأ غالبا من مسافة ثمانية سنتيمترات فوق الاذن ليمر امامها ثم يدور خلفها حتى الاعلى لينعطف بزاوية قائمة ويضيع على مسافة 6 الى 7 سنتيمترات داخل الشعر وخلف العنق.
وكانت الجراحة تقضي بفصل الجلد عما تحته على كل الوجه لتحسين الشد.
ورغم هذه العمل الجراحي الكبير، لم تكن النتائج مرضية تماما. فالوجه مشدود بقوة ولكن مسطح وفاقد التضاريس الطبيعية وخال من التعابير، فيما الوجنتان فارغتان وفي غير محلهما. والجرح، وتحديدا ذاك خلف الاذن، بشع وصعب الالتحام ومؤلم.
وكان خطر فقدان الشعر نهائيا حول الجرح الخلفي كبيرا، وكان السالف وشعر الصدغ يتراجعان بصورة غير طبيعية.
وبسبب الفصل الكبير للجلد عما تحته اثناء الجراحة، يزداد الورم والإزرقاق وحتى خطر موت بقعة من الجلد خصوصا عند المدخنين.
وكان البنج المستخدم الزاميا هو البنج العام كما ان مدة الجراحة طويلة نسبيا.
ازاء هذا الواقع، تعددت محاولات الاطباء والاختصاصيين لاستنباط طرق جديدة للعلاج الجراحي لتخفيف هذه المضاعفات والمشكلات وتقليل أخطارها.
الطريقة الجديدة
توصل جرّاحان بلجيكيان الى تقنية حديثة ومبسطة لشد الوجه تناسب 95% من الاشخاص المعنيين.
وقد انطلقا من استنتاجات بسيطة لتحسين التقنية، ومنها ان الوجه يترهل ويهبط عموديا باتجاه الاسفل، وبالتالي من المنطقي اكثر، ان شد الوجه او رفعه عموديا نحو الاعلى وليس الى الخلف كما في التقنيات السابقة.
وهذا ما حقق نتيجة طبيعية اكثر من قبل.
كذلك وبعد اختبارات على اوجه موتى، تبين انه بالامكان شد الوجه والعنق، والنتيجة كانت ايضا جيدة جدا وذلك ايضا بالاتجاه العلوي ومن دون فصل واسع للجلد عما تحته كما في السابق.
وهذا ما يخفف مشكلات التورم والازرقاق وموت الجلد.
وتبيّن لهما ان طريقة الرفع هذه، تعيد مثلا الخدين الهابطين الى مكانهما فوق عظمة الخد وليس الى الوراء كما في السابق.
وطورت هذه التقنية مفهوم الشد فصار ثلاثي الابعاد 3D، فالجراحة تعيد توزيع الدهون في الوجه وتضفي احجاما اكثر على المناطق المحددة لها.
كما استعان الجراحان بعمليات حقن للدهون لإضفاء احجام جديدة غابت مع ذوبان الدهون.
واضافت الطريقة الجديدة عملية لشفط دهون العنق بالتزامن مع الشد، وذلك لما تكفله من دقة في اعادة تكوين منطقة العنق والزاوية التي تفصلها عن الذقن، وتنشيط الجلد في هذه المنطقة حتى ينكمش.
والمهم ايضا ان طول الجرح تقلص كثيرا وبات يأتي على شكل رقم 3.
يبدأ امام شعر الصدغ نزولا حتى السالفين ثم صعودا، ليمر امام فتحة الاذن ثم داخلها وينتهي عند اسفلها من دون اي التفاف وراءها.
وهذا ما ألغى المشكلات التي ترافق الجرح عادة خلف الاذن ومشكلة انكفاء السالف وشعر الصدغ نحو الخلف لان عملية الشد تتم امامها وليس خلفها.
وقللت هذه التقنية الوقت اللازم للجراحة مع القدرة على اجرائها تحت بنج موضعي وحتى في عيادة خاصة اذا استوجب الامر.
أعراض ما بعد الجراحة
- ألم خفيف لساعات عدة.
- ربطة للوجه تغطيه مع العنق لـ24 ساعة مع احتمال وضع فتيل لسحب السوائل للمدة نفسها.
- ورم وازرقاق لأيام عدة.
- شد الرقبة والوجه لاسبوع نهاراً وليلاً ثم اسبوع آخر ليلاً.
- عودة الى العمل بعد 10 ايام او 15 يوما.
النتيجة
- النتيجة النهائية بعد شهرين او ثلاثة.
- تعطي انطباعاً بأن السن قد تقلصت 10 الى 15 سنة.
- تستمر النتيجة سبع الى عشر سنوات.
- يمكن عندها اعادة الجراحة اذا لزم الامر.
المضاعفات
لقد خفت كثيراً مع هذه التقنية الحديثة الامور التالية:
- ورم او ازرقاق قد يطول لأسابيع عدة بدلا من ايام عدة.
- صعوبة في التئام الجرح ما يؤخر استعادة الحياة الطبيعية.
- ضعف في عضلات الوجه لأيام عدة ناتج عن ضغط على اعصاب الوجه.
- موت بقعة صغيرة من الجلد، وهذا ما بات نادرا جداً مع هذه التقنية.
- اخطر المشكلات هو قطع عصب من اعصاب الوجه بطريقة عرضية ونتيجة خطأ طبي، ما يؤدي الى التواء دائم في الوجه اذا لم تتم معالجته بسرعة وبطرق معقدة، وهذا الامر كان وارد الحصول اكثر مع العمليات الجراحية القديمة.
ختاماً، مع هذه الجراحة الجديدة، تدنت كثيراً نسبة حصول المشكلات، وتحسنت النتائج او بالأحرى اصبحت تعطي مظهرا طبيعيا اكثر، وخف خطر البنج العام والطويل ما قد يعطي هذه الجراحة شباباً ثانياً وانطلاقة جديدة بعدما كان قد خف الطلب على سابقاتها لصعوبتها من ناحية ولعدم ملاءمتها متطلبات المرضى من ناحية اخرى.