كيف أحكم على ابتسامتي ؟
الإبتسامة الجميلة هي عنوان الثقة بالنفس و رمز من رموز الشخصية المتميزة، ولا شك بأن البحث عن ابتسامة أجمل و أكثر جاذبية هو الدافع الرئيس وراء معظم الزيارات لمراكز التجميل والعناية بالأسنان وهو الهدف النهائي الذي يسعى إليه كل من المراجع والطبيب في نهاية المطاف. ولعل السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: هل هناك مقياس علمي محدد للإبتسامة الجميلة أم أن الأمر خاضع للذائقة الحسية لدى كل فرد؟
للإجابة على هذا التساؤل لابد من طرح بعض التصورات المختلفة حول هذا الموضوع والتي لاتخلو من إختلاف في وجهات النظر وتعدد في الآراء، فقد بدأ اهتمام الإنسان بملامح الوجه وأبعادها المختلفة منذ زمن ليس بالقريب، وقد انعكس ذلك بوضوح في بقايا ورموز الحضارات القديمة المتعاقبة على مر التاريخ وذلك بدءاً من رسومات ونقوش الحضارة الفرعونية القديمة ومروراً بتماثيل ورموز الحضارة الرومانية المشهوره فانتهاءاً بعصر النهضة الأوروبية الحديثة والتي انشغل أعلام الفن والتصوير فيها من أمثال ليوناردو دا فنشي (Leonardo da Vinci) و ألبرت دورر (Albrecht Durer) وغيرهم بإبراز ملامح الوجه المختلفة في لوحاتهم بالنسب والمقاييس التي يرون أنها نمثل الأبعاد المثالية والمتناسقة لجعل الوجه أكثر جاذبية. ولكن وبالرغم من كل ذلك الإهتمام وتطوره حتى عصرنا الحاضر فقد برزت وجهة النظر المقابلة التي تؤيد وبشدة أن الجمال بعمومه هو ظاهرة نسبية لاتخضع لمعايير وقياسات محددة وإنما تعتمد على رؤية ذوقية مرنة للشخص المتلقي قد تختلف باختلاف الزمن والظروف المحيطة، مخلدةً تلك النظرية بذلك مقولة مارجريت وولف (Margaret Wolfe) الشهيرة بأن "الجمال هو في عين الناظر" (Beauty is in the eye of the beholder).
وبشكل عام فإن النظرة المتوازنة لجوانب الموضوع تدل على أن هناك حداً أدنى يفصل بين جمال أو قبح شيء ما، وكلما زاد أحد المعيارين يزيد الإتفاق بين شريحة واسعة من الناس على مدى جمال أو قبح ذلك الشيء، أما الإختلاف فيزيد بالإقتراب من الحد الفاصل بين الظاهرتين، والحال في ذلك مثل سائر الظواهر الطبيعية الأخرى، فلو استعرضنا على سبيل المثال ظاهرة السمنة و ضدها النحافة لوجدنا اتفاقاً واضحاً بين الناس عند الحكم على شخص نحيل جداً بأنه نحيف بينما نجد الإختلاف أكثر اتساعاً عند الحكم على شخص متوسط الوزن بأنه نحيف أو سمين بناءً على معطيات شخصية معقدة تختلف من فرد إلى آخر.
وكذلك الإبتسامة، فإن الإجماع على جمال وجاذبية ابتسامة بعض المشاهير مثلاً يدل على وجود معايير مشتركة بين الناس للحكم على الإبتسامة ووصفها بالجمال وهذا لاينفي بالضرورة وجود بعض الفوارق الشخصية في التفضيل أو الحكم على مقدار الجمال و الجاذبية ولكنه يؤيد النظرة التي تقول بوجود حد أدنى أو مجموعة من المعايير والمواصفات للإجماع على تلك الإبتسامه ووصفها بالجمال وإن لم يستشعر المتلقي وجودها بشكل تفصيلي. وبالتالي فالهدف من هذا المقال هو التعرف على بعض المعايير المستخدمة للحكم على مدى جمال الإبتسامة والتي تعطى على أساسها التوصيات اللازمة للوصول إلى أفضل ابتسامة ممكنة.
١. الشكل العام للإبتسامة
لاشك بأن تناسق شكل وحجم الفم مع تقاسيم الوجه بشكل عام يلعب الدور الأساس في رسم الإبتسامة و تحديد مدى تلائمها مع تفاصيل الوجه المختلفة، فالعرض المثالي للفم على سبيل المثال مساوي للمسافة الداخلية بين قزحية العينين (الشكل ١)، و طول الشفة العلوية المثالي نصف طول الشفة السفلية (الشكل ٢).
أما في حالة التبسم فمن الأفضل ظهور الأسنان العلوية الأمامية بكاملها طولاً إلى بداية الخط اللثوي وحتى بداية الأضراس عرضاً دون ظهور أي من الأسنان السفلية (الشكل ٣). كذلك لايحبذ وجود مناطق سوداء مظلمة في جانبي الفم عند الإبتسامة لأن ذلك ربما يدل على ضيق في الفك العلوي وبالتالي تشوه في عرض الإبتسامة المثالي. أيضاً من المفترض في الإبتسامة الجميلة أن يكون قوس الإبتسامة، وهو الخط المتقوس الذي يصل بين أطراف الأسنان العلوية الأمامية، موازياً للشفة السفلية أثناء الإبتسامة (الشكل ٤).
٢. خط المنتصف السني
يعتبر خط المنتصف السني وهو المنطقة الجانبية لإلتقاء الأسنان القواطع الأمامية اليمنى واليسرى من أهم العناصر لجعل الإبتسامة جميلة ومتماثلة، حيث من الطبيعي أن يتطابق هذا الخط مع خط المنتصف لأجزاء الوجه المختلفة كالأنف والجبهة وعندها تكون الإبتسامة متماثلة على الطرفين عند ظهور الأسنان (الشكل ٥). أما في حالة ميلان هذا الخط عن منتصف الوجه إما بسبب تزاحم في الأسنان أو عدم تماثل في الفك العلوي بكامله فإن الإبتسامة تبدو منحرفة وغير جذابة. أيضاً فإن تطابق خط المنتصف السني العلوي والسفلي مع منتصف الوجه هو المطلوب ولكن يبقى خط المنتصف للأسنان العلوية هو الأهم لجمال الإبتسامة وذلك لعدم وضوح الأسنان السفلية عادةً في الإبتسامة المثالية.
٣. شكل وحجم الأسنان
بصفة عامة فإن شكل وحجم الأسنان من المفترض أن يتناسب مع حجم وشكل الوجه، فكلما كان الوجه صغيراً كلما كانت الأسنان الصغيرة أفضل لجعل الإبتسامة أكثر تناسباً مع حجم الوجه، ولذلك فمن الطبيعي مثلاً أن تكون أسنان الذكور بشكل عام أكبر حجماً من أسنان الإناث لتناسب حجم وتقاسيم الوجه. كذلك يفترض وجود التناسق فيما بين شكل الوجه العام وأبعاد الأسنان وخصوصاً الأمامية منها، فعلى سبيل المثال كلما زاد طول الوجه كلما كانت الأسنان المائلة للطول أكثر ملائمة لخلق ابتسامة مثالية وكلما كان الوجه قصيراً ويميل إلى الشكل الدائري كلما كانت الأسنان القصيرة ذات الزوايا الدائرية وليست الحادة أنسب لملائمة الوجه. كذلك يفترض بالطبع تواجد الأسنان الأمامية العلوية بكاملها والتي تظهر عند التبسم ووجود التماثل والتطابق بين اليمنى منها واليسرى في الحجم والشكل وأن تكون الأسنان في حجمها الطبيعي المتناسق فيما بينها، فعلى سبيل المثال من الأمور المنتشرة أن يكون أحد القواطع العلوية الأمامية أصغر من حجمه الطبيعي مما يستوجب إعادة بنائه إلى شكله الطبيعي عند التخطيط لإعادة رسم وتشكيل الإبتسامة. أيضاً من مقومات الإبتسامة الطبيعية أن يكون هناك تدرج في طول الأسنان الأمامية وأن لاتكون على خط مستقيم واحد، فمن الطبيعي أن تكون القواطع العلوية الجانبية على سبيل المثال أقصر بقليل من القواطع الرئيسية والأنياب المجاورة (الشكل ٦).
٤. الحدود اللثوية
تشكل الأطراف اللثوية للأسنان العلوية الأمامية خصوصاً دوراً بارزاً في تحديد معالم الإبتسامة الجميلة، فظهور أجزاء كبيرة من اللثة أثناء التبسم (الشكل ٧) يعتبر سبباً رئيساً في الكثير من الحالات لعدم الرضى عن الإبتسامة وطلب المساعدة حيث تتدرج الحلول في مثل هذه الحالات مابين جراحة لثوية تجميلية لإزالة الزائد من أطراف اللثة إلى تقويم الأسنان أو التقويم الجراحي في بعض الحالات المتقدمة التي يكون فيها السبب عائد إلى نمو عمودي زائد للفك العلوي.
٥. النسبة الذهبية
تعتبر النسبة الذهبية واحدة من الظواهر الطبيعية الخارقة وإحدى دلالات الخالق سبحانه وتعالى على دقة الخلق والتصنيع، فليست الأسنان فقط، لا بل ولا حتى جسم الإنسان بأكمله خاضع لهذه النسبة وإنما مكونات الطبيعة كلها تشهد على هذا المقدار الدقيق في حسن الخلق وإبداع التصوير، فمن الزخارف الجميلة على جناح الفراشة إلى تقاسيم جسم الحوت في أعماق المحيطات كلها خاضعة لنسبة حسابية دقيقة هي 1:1.618 والتي تسمى بالنسبة الذهبية. ولو استعرضنا تركيبة جسم الإنسان على سبيل المثال لوجدنا أن نسب الأجزاء إلى بعضها تطابق إلى حد كبير تلك النسبة في الحالة الطبيعية، فنسبة طول الأطراف العلوية إلى الأطراف السفلية هي 1:1.618 ونسبة طول القدم إلى طول الساق هي في الحالة المثالية 1:1.618 وهكذا. أما في أبعاد الرأس والوجه فإن نسب الأجزاء إلى بعضها هي في معظم الأحيان مطابقة للنسبة الذهبية (الشكل ٨)، وكذلك الحال في تناسب حجم الأسنان مع بعضها وأدق التفاصيل للإبتسامة المثالية الجميلة فإنها خاضعة في معظم أبعادها لتلك النسبة الذهبية (الشكل ٩). إنها النسبة التي تمنح العين الناظرة تمام الإرتياح وتوحي للمتلقي لاشعورياً بمؤشرات الإعجاب والقبول، وهذا سر اعتماد المبدعين من المصممين والمهندسين على هذه النسبة في كثير من الإبداعات البشرية والجماليات المعمارية بدءاً من بناء الأهرامات المعجزة وانتهاءاً بالمجسمات الجمالية والبنايات العصرية التي تخطف الأبصار بجمال مظهرها وإبداع صنعها.
كانت هذه لمحة عن بعض المقومات الأساسية للإبتسامة الطبيعية الجميلة ويبقى التذكير مجدداً بأن المقياس الحقيقي للجمال والحكم به هو في عين المتلقي بالدرجة الأولى ولكن تبقى هذه العناصر كأدوات في يد المختصين في هذا المجال للمساعدة على تحليل الإبتسامة جمالياً وإعطاء النصائح اللازمة لجعل الإبتسامة أكثر إشراقاً وجمالاً.
صفحة جديدة 2
بإمكانكم
الاتصال بالدكتور انس عبد
الرحمن أخصائي زراعة الأسنان وتركيب أبتسامة هوليود
عبر الواتساب
للأستفسار حول علاج الأسنان في مركز
أسنانك الدولي في اسطنبول
أنقر
هنا ليتم الاتصال المباشر مع الدكتور انس عبد الرحمن أخصائي زراعة وتركيب اسنان
أو إنسخ رقم الموبايل
00905355709310
للأتصال به عبر الموبايل أو الأيمو
كما بإمكانكم الأشتراك في قناة الدكتور أنس
عبد الرحمن ليصلكم كل شي جديد
التعديل الأخير تم بواسطة asnanaka ; 03-28-2015 الساعة 01:04 PM