إنقاص الوزن بهرمون الغدة الدرقية .. مفعول سريع لكنه قصير الأمد
إنقاص الوزن بهرمون الغدة الدرقية .. مفعول سريع لكنه قصير الأمد
كلما ازدادت الشهية كلما اصبحت عملية فقدان الوزن على المدى الطويل بعيدة الاحتمال بفعل تأثيرات اخرى. والتأثيرات الجانبية هي امر نرغب في تفاديه، ولكن ليس عندما يتعلق الامر بهرمون الغدة الدرقية. وتناول المزيد من هذا الهرمون، اي اكثر من الحاجة الطبيعية له هو امر مغر لانه يسبب فقدان الوزن بسرعة. وفي الواقع اعتاد الاطباء على وصف علاج الغدة الدرقية بغية تخسيس الوزن بسرعة حتى بالنسبة الى المرضى من ذوي المعدلات العادية من الهرمون.
ولكن كسائر مشاريع فقدان الوزن بسرعة، فان العلاج بهرمون الغدة الدرقية هو كالأرنب في سباقه مع السلحفاة، اذ انه على المدى الطويل تعود الكيلوغرامات المفقودة بسرعة. الى ذلك فان الكثير من هرمون الغدة الدرقية هو بمثابة البحث عن المشاكل التي لا يرغبها احد منا، فضلا عن حدوث العديد من المشاكل القلبية المتعددة، وضعف العضلات والعظام.
سيدة التمثيل الغذائي تقع الغدة الدرقية تحت الجلد مباشرة اسفل "تفاحة آدم" (الحرقدة، عقدة الحنجرة). ويبلغ قياسها نحو بوصتين في العرض، ولها فصّان (فلقتان) موصولان في الوسط اشبه بعقدة العنق (البابيون). وللغدة الدرقية شهرة تستحقها بكل تواضع على انها سيدة التمثيل الغذائي (الأيض)، لانها تنتج الكثير من الهرمون، الذي يسخن عملية التمثيل الغذائي. والاشخاص الذين يعانون من الغدد الدرقية النشيطة جدا غالبا ما يفقدون الوزن، لكن شهيتهم للطعام تزداد ايضا، مما يعني في الواقع زيادة الوزن مرة اخرى. كما ان هناك العديد من الاعراض الاخرى الجدية غير المريحة، كالتوتر والاسهال والتعب وعدم تحمل حرارة الجو وارتجاف اليدين.
وعندما تكون الغدة كسولة ينخفض نشاط التمثيل الغذائي. وتكون الاعراض عبارة عن الشعور بالكآبة، جفاف الجلد، التعب، الارهاق، الحساسية تجاه الطقس البارد، وزيادة الوزن بين 3 و10 ارطال انجليزية (نحو 453 غراما). ولكن حتى الغدة الدرقية الكسولة لا يمكن تحميلها ملامة كسب المزيد من الوزن اكثر من 10 ارطال، نظرا الى ان المستويات المنخفضة من الهرمون تضعف الشهية.
علاج الغدة الدرقية تفرز الغدة الدرقية نوعين من الهرمونات، هما بشكل رئيسي "ثايروكسين" (TSH)، وبعض الـ"تريودوثيرونين" (T3). وبالنسبة الى المرضى الذين يعانون من غدة كسولة فان الهدف الرئيسي هو مقاربة كمية الـ T4 التي تفرزها عادة الغدة الدرقية التي تعمل بشكل طبيعي. لذلك يصف الاطباء عادة الـ"ليفوثايروكسين صوديوم" levothyroxine sodium (سينثرويد Synthroid والماركات الاخرى)، وهو الشكل المركب صناعيا من الهرمون. واذا ما اظهرت فحوصات الدم ان مستويات هرمون آخر منظم، الذي ينشط الغدة الدرقية TSH هو طبيعي، فانه لن تكون هناك حاجة عندئذ لوصف او زيادة الجرعة.
ولكن هناك خلافا بين الأختصاصيين في قضايا الغدة الدرقية حول المدى الطبيعي لـ TSH مما يدفع بعض الاطباء الى علاج المرضى، في حين يحجم البعض الآخر. وهناك ايضا اختلافات في ما يتعلق بكيفية معاملة المرضى، اذ يقوم بعض الاطباء بوصف T4 و T3 او "ليوتريكس" liotrix (ثايرولار Thyrolar)، وهو عقار يجمع بين الهرمونين في قرص واحد. لكن الجمع بين T4 وT3 لم يثبت جدواه اكثر من T4 وحده.
وتوجد في ارشادات "سينثرويد" تحذير كبير ضد استخدام الهرمون لاغراض فقدان الوزن، لكن ذلك يحصل في اي حال، اذ يصفه الاطباء في بعض الحالات لإرضاء المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن والذين يضعون الملامة على معدلات هرمون الغدة الدرقية المنخفضة، حتى عندما تظهر فحوصات الدم ان هذه المستويات طبيعية. وفي حالات اخرى قد يكون المرضى يشكون من مشكلة تراوح الهرمون وتذبذبه عند الخط الفاصل بين المنخفض والعادي، مما يعني ان احتمالات فقدان ارطال قليلة من الوزن يوازي افضلية تناول العلاج.
نقص في الدراسات ومما لا شك فيه ان علاج الغدة الدرقية يؤدي الى فقدان الوزن، لكن هناك نقصا في الدراسات الطويلة الامد. غير انه من الاشياء التي استوعبها الاطباء حول كيفية عمل الغدة الدرقية والتمثيل الغذائي، فان هناك احتمالا ضئيلا من ان علاج الغدة الدرقية لفترات طويلة من شأنه المحافظة على الوزن ومنعه من الازدياد، على حد قول الدكتور جيفري غاربر رئيس قسم الغدد الصماء في مستشفى "هارفارد فانغارد ميديكال اسوسيتس" في بوسطن، والاستاذ المساعد للامراض السريرية في كلية الطب في جامعة هارفارد.
وتعاطي هذا الهرمون قد يعزز من عملية التمثيل الغذائي، لكن يقابل ذلك زيادة في الشهية، كما يلاحظ الدكتور غاربر. كذلك فان قلة النوم قد تساهم في تضاؤل آمال فقدان الوزن على حد قوله. كذلك، كما يضيف،" فان الالتزام بحمية غذائية تكون اكثر صعوبة اذا كنت تتناول علاجا للغدة الدرقية نظرا الى ان الزيادة في الهرمونات من شأنها التعارض مع النوم"، لان علاج الغدة الدرقية يجعل بعض الناس متوترين، وهي الحالة التي تؤدي الى الافراط في تناول الطعام. واذا كنت تمارس التمارين الرياضية، فان الكثير من الهرمون، قد يجعلك تشعر بالتعب بسهولة، فضلا عن تسببه في مشاكل قلبية.
الملاكم الشهير محمد علي.. وعلاج الغدة الدرقية
في عام 1980 عولج محمد علي بهرمون الغدة الدرقية اثناء تمارينه واستعداداته لخوض مباراة اللقب العالمي في الملاكمة للوزن الثقيل ضد لاري هولمز. واستنادا الى صحيفة النيويورك تايمز فانه جرى تشخيصه خطأ بنقص في هرمون الغدة الدرقية. واضافة الى ذلك زاد من الجرعة التي كان يتناولها. وفي حلبة الملاكمة بدا كما لو انه مشتت الذهن فاقد التركيز، وخسر في النهاية مباراته التي سبقت آخر المباريات التي خاضها في حياته.
وابلغ محمد علي الصحيفة في وقت لاحق "انه كان من الخطأ تناول اقراص الهرمون". واضاف "بدأت تماريني ووزني 253 رطلا انجليزيا لاصل الى 217 رطلا قبل المباراة. وكانت هذه خسارة كبيرة في الوزن. وكان الناس يتساءلون: اليس هو رشيقا؟ لكنني كنت في الواقع ضعيفا جدا، ولم اشعر انني ارغب في الرقص على الحلبة كعادتي. لقد كنت دائخا كما لو كنت في حلم .