أشارت الدراسة الطبية التي نشرت يوم الأربعاء قبل الماضي إلى أن احتمالية حصول المرضى في الولايات المتحدة على مزيلات رجفان القلب القادرة على العمل من دون الأسلاك الكهربائية المتصلة بقلوبهم باتت أقرب إلى الحقيقة.
تطوير النوع الجديد من مزيلات الرجفان كان هدفا للدكتور غاست باردي، من معهد سياتل لأبحاث القلب في سياتل.
وألمح باردي في الدراسة التي نُشرت في مجلة «ذا نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسين» أن التجارب الأولية للجهاز على المرضى كانت ناجحة.
تقوم فكرة مزيلات الرجفان على إطلاق الجهاز شحنة كهربائية لتجنب اضطرابات ضربات القلب التي قد تودي بحياة المريض وعودتها إلى حالتها الطبيعية.
كي يعمل الجهاز يلزم الطبيب أن يدفع سلك استشعار كهربائيا عبر الأوعية الدموية إلى قلب المريض، وهو ما يشكل خطورة على المريض؛ إذ قد يؤدي في بعض الحالات النادرة إلى ثقب القلب خلال عملية الزرع أو حدوث تمزق في عضلة القلب عند تثبيت السلك.
النسخة المطورة من الجهاز ستبدو أشبه بمزيلات الرجفان الخارجية، لكنها ستقدم الشحنة الكهربائية عبر جهاز استشعار مزروع تحت الجلد بالقرب من عظمة الصدر، فيما توضع وحدة الطاقة تحت الجلد في جانب الصدر.
تم طرح الجهاز الجديد للبيع حاليا في الدول الأوروبية، لكن الدكتور باردي والآخرين حذروا من أن التجارب واسعة النطاق وطويلة المدى لا تزال بحاجة إلى إثبات جدارة الجهاز لإدارة الغذاء والدواء الأميركية.
حتى إن ثبت نجاح الجهاز فلا يمكن استخدام الجهاز لكل المرضى الذين يحتاجون إلى مزيل للرجفان، لكن كثيرا من الباحثين قالوا إنهم سعداء بالدراسة الجديدة بالرغم من المحاذير.
نيوييقول الدكتور دوغلاس زيبس، الأستاذ في كلية الطب في جامعة إنديانا في إنديانابوليس، إن الجهاز الجديد يمكن أن يحل في يوم من الأيام محل النماذج الحالية المستخدمة مع كثير من المرضى. فهناك نحو 10 آلاف مريض في الولايات المتحدة بحاجة إلى مزيل الرجفان، إما مرة، أو كبديل للأجهزة التي انتهت بطارياتها.
وكانت سلامة الأسلاك مزيلة الرجفان موضع تركيز خاص، خلال السنوات الأخيرة الماضية؛ لأن النموذج الذي صنعته شركة «ميدترونيك» كان عرضة للكسر.
وكان على المئات من المرضى الذين اشتروا هذا النموذج الخضوع لعمليات جديدة لاستبداله، وكانت هناك أيضا الندب حول الأسلاك، وهي العملية التي يمكن أن تجعل إزالته أو استبداله عملية صعبة وخطرة.
أوضح الدكتور باردي في مقابلة عبر الهاتف أن وفاة كثير من المرضى قبل عدة سنوات بسبب الإصابات المتعلقة بالأسلاك كانت عاملا في اهتمامه بتطوير جهاز جديد.
وقال: «أنت ترى الآن علاجا يمكن أن يقضي، كما نأمل، على التعقيدات ويكون فاعلا».
وخلال الدراسة التي نشرت يوم الأربعاء أوضح برادي ومعاونوه أن الجهاز الجديد اجتاز بنجاح كثيرا من التجارب الأولية؛ من بينها التجربة التي استخدم فيها لمدة عام على 60 مريضا، قامت بها شركة «كاميرون هيلث»، وهي شركة صغيرة في سان كليمنتي، بولاية كاليفورنيا شارك الدكتور برادي في تأسيسها.
ومنذ أن بدأ طبيب القلب في العمل على الجهاز الجديد قبل عقد من الزمن، مر الجهاز الذي شارك في تصميمه بكثير من المحاولات.
لن يكون الجهاز مناسبا لأنواع معينة من مرضى القلب؛ خاصة أولئك الذين يتطلبون وحدات، مثل: منظم ضربات القلب الذي ينظم ضربات القلب سواء كانت السريعة جدا أم البطيئة جدا.
لكن الدكتور باردي يرى أن الجهاز قابل للعمل في ما يقرب من 25 في المائة من المرضى الذين يحصلون في الوقت الحالي على مزيل للرجفان.
هؤلاء المرضى عرضة للخطر بسبب العامل الجيني أو أنواع معينة من أمراض القلب، بالنسبة لنوع من عدم انتظام ضربات القلب الذي قد يؤدي إلى الموت المفاجئ.
وقال برادي: إن تكلفة الجهاز الجديد ستكون تكلفة جهاز مزيل الرجفان القياسي نفسها. بيد أنه قال إنه قادر على خفض تكلفة الرعاية الصحية؛ لأن زراعته أكثر سهولة.
قبل أن يباع الجهاز هنا، ستضطر شركة كاميرون هيلث إلى تقديم المزيد من معلومات التجارب على البشر إلى إدارة الأغذية والزراعة الأميركية.
وقال باردي: إن دراسة أوسع على الجهاز بدأت في هذا البلد وفي الخارج، وعلى الأرجح ستستغرق عاما أو أكثر لجمع البيانات منها لمراجعة الوكالة.