أسباب الخوف من طبيب الأسنان
أسباب الخوفيُرجع الدكتور فاروقيوسف الديري، دكتوراه طب وعلاج الأسنان، واستشاري طب الأسنان في الجامعة الأمريكيةبالشارقة، السبب الرئيس للخوف إلى مرحلة الطفولة المرتبطة بأول تجربة للإنسان فيعيادة طب الأسنان، فعندما يعاني المريض من الألم في أسنانه ويذهب للطبيب، يُفاجأبتواضع الإمكانيات في الفترة الماضية، فيعتقد أن الألم سيزداد، وبالتالي يتولد لديهانطباع من خلال أول تجربة بتواصل شعور الخوف طيلة حياته. كما أن تهديد أو تخويفالطفل بالإبرة أو بالطبيب كنوع من العقاب، يساهم أيضاً في زيادة درجة الخوف عنده،كذلك كان بعض الأطباء يلجؤون إلى استخدام الأربطة في تقييد بعض الأطفال أثناءمعالجة أسنانهم، كل هذه الأمور مجتمعة تولد الخوف وتعزّزه.
وبحكم تخصصها فيمعالجة أسنان الأطفال، ترى الدكتورة "سها الفرحان" أن الأم هي السبب الرئيس لخوفالطفل من طبيب الأسنان؛ لأنها تخوفه من الطبيب، ومن الإبرة أيضاً كعقاب له، وكذلكفإن الأجهزة والأصوات التي تصدر عنها وإبرة البنج وألم المريض في الزيارة الأولى،تولّد خوفاً عند الصغار والكبار. ولكن أي الفئات هي الأكثر خوفاً من طبيبالأسنان؟ من وجهة نظر الدكتور سمير علي مراد-جرّاح الفم والأسنان-هم الأطفال،وخصوصاً المدلّلين ووحيدي الأب والأم؛ لأن الدلال الكثير يجعل الطفل حساساًومتخوفاً من كل شيء. أما الدكتورة معزز الحاج سري، أخصائية علاج وتجميل الأسنانفترى أن الرجال والشباب تحديداً هم الفئة الأكثر خوفاً، بل وتؤكد - بناء علىتجربتها الشخصية - أن طبيب الأسنان يخاف من معالجة أسنانه عند طبيب آخر! ولكنالدكتور وسيم قباني، أخصائي طب وزراعة الأسنان، يعتقد أن الخوف يصيب الصغاروالكبار، الرجال والنساء حسب شخصية كل منهم. ويضيف د. وسيم: هناك درجات منالخوف، تتراوح بين الشديد والعادي، وبعض الأشخاص لا يخافون نهائياً، ونسبة 50% تقريباً من الخوف تكون حالة نفسية. وتقول د. معزز الحاج سري: إنها لمست وجودمرضى يخافون من كل الأدوات التي يستخدمها طبيب الأسنان، وبعضهم يخاف من مجرد زيارةالطبيب، أو من الإبرة أو آلة الحفر أو أدوات الخلع. وبما أن الخوف من طبيب الأسنانهو حقيقة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، فقد أصبحت صورة الطبيب في عيون المرضى والناسالعاديين "مشوّهة"، قوامها الخوف والشدة. ويعترف د. فاروق الديري أن مهنة طبيبالأسنان غير محبوبة من قبل الناس؛ لأنها ترتبط بالألم. وترى د. معزز الحاج سري أنمهنتها كطبيبة أسنان ليست سهلة؛ لأنها بحاجة إلى اتصال جيد وعلاقة قوية مبنية علىالثقة المتبادلة بين الطبيب والمريض، فالطبيب هدفه الأول والأخير هو المعالجةوإزالة الألم، وتضيف زميلتها د. سها الفرحان، أن المهنة تحتاج إلى الصبر على المرضىوحسن معاملتهم. التغلب على شعور الخوفيلمس أطباء الأسنان -على اختلاف خبراتهم- خوفاً بدرجات معينة لدى معظم المرضى الذين يراجعونهم، ولذلكفهم يلجؤون إلى العديد من الطرق والوسائل للتخفيف من حدة الخوف، وإزالة الألمالمرتبط به والمسبب الرئيس له. يعتقد د. فاروق الديري أن أهم وسيلة لإزالة الخوفوالتغلب عليه هي التركيز على الجانب النفسي للمريض، من خلال تهدئته وإشعاره بأنكطبيب متعاطف مع ألمه، وترغب في تخليصه منه بأفضل وأسرع شكل ممكن. أما الأطفال فيجبتعريفهم بالأدوات وتبسيط الأمور لهم وتقريب صور الأدوات "المخيفة" إليهم بأدواتأخرى محبّبة، وهكذا فإن التواصل النفسي مع المريض هو أهم ما في الموضوع. وتنصحد. معزز الحاج سري الطبيب بالصبر على المريض وتفهّم معاناته، وعدم التقليل من ألمه،فإن قال المريض إنه يتألم، فيجب ألاّ تقللْ من شعوره، أو تتضجر منه وتقول له: "لايوجد ألم"، وإنما قل له: "قد يؤلمك بعض الشيء"، و"لكن ذلك ضروري"، واعمل على تخفيفالألم الذي قد يعاني منه حسبما يمكنك، وقدر استطاعتك، إضافة إلى المعاملة الحسنة،ومحاولة منع حدوث آلام أثناء العلاج، ووضع البنج. ويقدم د. سمير مراد اقتراحات "تكنولوجية" لتخفيف الألم ومنها استعمال جهاز الحفر بالليزر لإزالة التسوس، أو مادة (Call serve) لإزالة التسوس من دون حفر، ولكن هذه المادة لا تنجح في كل الحالات،ويمكن كذلك استعمال جهاز (Nitrous Oxide) لعمل استرخاء، وبالتالي وضع البنج دونألم. وبالنسبة للأطفال، ترى د. سها الفرحان أنه يجب على الأم اصطحاب طفلها لفحصأسنانه قبل أن يبدأ التسوس عنده؛ لأن العلاج سيكون أسهل. وفي حالات قليلة يمكناللجوء إلى استعمال الغاز الضاحك (أكسيد النيتروجين) أو التخدير العام لعلاج جميعالأسنان بجلسة واحدة فقط. ويلفت د. وسيم قباني إلى وجود تقدم كبير في العلاجلتخفيف قلق المريض وإزالة الخوف، وذلك باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة،والتركيز على الجانب النفسي في توفير الراحة للمريض، وهذا ما يبشر كل الذين يعانونمن الخوف بأن الألم في طريقه للنهاية، إن عاجلاً أم آجلاً، على الرغم من أن ألمدقائق العلاج يبقى أخف وأسهل من ألم الليالي الطوال التي يمكن أن يقضيها المريضشاكياً؛ إذ إن ألم الأسنان لا يُطاق. |
الملك سعود) الفئات الرئيسية للموضوع
الفم والأسنان يعتبر الخوف من علاج الأسنان من أكبر المشكلات التي تؤرق كلاً من طبيب الأسنان والمريض في الوقت نفسه. ولا شك في أن هذا الخوف ناتج عن عوامل عدة ومكتسبة تزداد معها الحالة سوءاً إذا لم تتدارك في وقت مبكر، وتؤدي بالتالي إلى إهمال الأسنان ومن ثم فقدانها. ولكن ما هي أسباب هذا الخوف؟ أرجع كثير من الناس الخوف من طبيب الأسنان إلى الألم الذي يحسون به خلال جلسات العلاج. وفي استطلاع شمل عدداً من المرضى في أحد المستشفيات بالرياض، أشارت نسبة من أفراد العينة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 56 سنة إلى أن سبب خوفهم هو الألم الذي يحسون به قبل العلاج وأثناءه. في حين حدد جزء منهم وبنسبة 23% أن الخوف الأساسي هو من إبرة الأسنان، في حين أنه بمجرد أخذهم لها يزول عنهم الألم، في الوقت الذي أشارت فيه الدراسة إلى أن 35% من المرضى يخشون زيارة طبيب الأسنان من قبل أن يلتقوا به أصلاً، أي أن خوفهم منه منطلق من القصص التي يسمعونها عن تجارب الآخرين!. وأجمعت نسبة كبيرة من المرضى الذين شملتهم الدراسة على انزعاجهم من الأدوات التي يستخدمها طبيب الأسنان وخصوصاً أدوات الحفر التي تصدر عنها في الغالب أصوات مزعجة، كما أن المرضى الذين يخشون عملية خلع الأسنان ويفضلون إجراءها تحت التخدير العام أو المهدئات بلغت بنسبة 55%، و أشار عدد من المرضى إلى أن جزءاً من خوفهم من طبيب الأسنان يرجع إلى الرهبة التي تصاحب فترة انتظارهم الطويل في غرفة الانتظار. ووفقاً للدراسة فإن صعوبة الحصول على مواعيد في عيادات الأسنان بالمستشفيات الحكومية التي تعد من الأسباب تسبب المزيد من القلق النفسي والتوتر المتزايد فضلاً عن الشد العصبي لدى المريض ما يؤثر سلباً على علاقته بطبيب الأسنان. ويلخص أحد الأخصائيين النفسانيين أسباب الخوف من طبيب الأسنان في النقاط التالية: العوامل أبرزها: - ينشأ الخوف من طبيب الأسنان منذ الصغر، وذلك بسبب عدم اعتياد الطفل التردد على عيادة الأسنان في وقت مبكر، حيث يرجىء الأهل زيارة طبيب الأسنان إلى أن يحدث التسوس المصحوب دائماً بالألم، وبالتالي يصبح أول لقاء للطفل مع طبيب الأسنان في جو مفعم بالتوتر والألم..! - اعتياد الأهل، وخصوصاً الوالدين، تخويف الطفل من الطبيب أو طبيب الأسنان كوسيلة للعقاب. (إذا لم تفعل كذا أو إذا فعلت كذا سنرسلك إلى طبيب الأسنان ليعطيك إبرة). - القصص الخاطئة والمبالغ فيها التي يحكيها الأصحاب عن تجربتهم مع طبيب الأسنان. - طبيعة الآلات الطبية التي يستخدمها طبيب الأسنان. - بعض الممارسات الخاطئة التي يقع فيها طبيب الأسنان وإن كان ذلك لا يحدث إلا في أضيق الحدود. ويرى أولئك الذين تنتابهم موجات الخوف من طبيب الأسنان أن الطريق إلى بث روح الطمأنينة في المريض يتأتى من: - - ضرورة زيارة الطبيب في أوقات مبكرة من العمر وبشكل دوري. - تأكيد أهمية استخدام أدوات أخرى غير تلك التي يستخدمها حالياً طبيب الأسنان، أو تطويرها لتصبح أصغر حجماً وأقل صخباً وضجيجاً من الأدوات الحالية! وهنالك عدة طرق تساعد الطبيب في تذويب جليد الخوف المتراكم في نفس المريض منها:. - التحدث إلى المريض ومحاولة طمأنته من مخاوفه. إطلاع الطفل على أدوات الأسنان وإعطائه الفرصة إن أمكن للمسها للتأكد من أنها آمنة وغير مؤذية. استخدام الشدة والحزم خصوصاً مع الأطفال المدللين، مع ضرورة تعاون الوالدين مع طبيب الأسنان لإرغام الطفل على الخضوع للعلاج. استعمال غاز (No Nitrous oxide) أو غاز الضحك، الذي يعمل على التهدئة والمساعدة على الاسترخاء. ويستنشق بواسطة كمامة مع غاز الأكسجين. غير أن هناك بعض المحاذير في استخدام هذا الغاز بالنسبة للسيدات الحوامل منها أنه قد يؤدي إلى الإجهاض أو التشوهات الخلقية للجنين. - الأدوية والمهدئات الطبية التي تعطى للمريض قبل البدء بعلاج أسنانه. وهذه يحدد نوعها وجرعاتها حسب حالة المريض الصحية ووزنه وعمره وحاجته لها. ومن أشهرها ) (Diazepam أو(Valium) وهناك أنواع أخرى مثل (Phnergan), Atarax).) وهذه الأدوية لها آثار جانبية منها جفاف الحلق، الشعور بالدوار، هبوط الضغط، وفي حالات نادرة طفح في الجلد، ولذلك فإنها تستخدم ضمن نطاق ضيق وتحت إشراف طبي. - التخدير العام وهو آخر الحلول وأصعبها ولا يلجأ إليه إلا في الحالات المستعصية من الخوف. وفي النهاية، فإن طبيب الأسنان ليس سوى إنسان سخر نفسه لمساعدة الآخرين وإزالة آلامهم ولن يكون أبداً سبباً لبقائها.. نمط جديد وينصح العلماء في أوروبا بشدة ضرورة اتباع أساليب من شأنها تهيئة الجو النفسي بين المريض والطبيب، وقد أشارت دراسة أجراها باحثون في جامعتي فوبرتال وفيتن- هيرديك الألمانيتان، على مرضى يعانون الخوف من طبيب الأسنان، من بينهم أشخاص لم يقوموا منذ 6 سنوات في المتوسط وأشخاص طلبوا وضعهم تحت التخدير الكامل لعلاج الأسنان، إلى أن التهيئة النفسية وتوفير كل ما يساعد على استرخاء المريض هما من الأمور الهامة التي تسهم في التغلب على الخوف من أداة الحفر التي يستعملها طبيب الأسنان بشكل أكثر فاعلية من حقن التخدير التي تعطى للمرضى. وقسم الباحثون الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة إلى فئتين: الفئة الأولى عولجت أسنانهم بعد تخديرهم موضعياً بينما نظمت للمرضى من أفراد الفئة الثانية جلسات نفسية، وتدريبات استرخاء على مدى 90 دقيقة قبل الشروع في معالجة أسنانهم، وأثبتت الطريقة الثانية أنها أكثر فعالية من الأولى، حيث بدأ المرضي في وضع نفسي طيب جعلهم يكونوا أكثر استجابة للعلاج ولم ينقطع عن العلاج منهم سوى نصف عدد نظرائهم في المجموعة الأولى، التي كان أفرادها أقل استجابة للعلاج وأكثر خوفاً من طبيب الأسنان وأدواته. الاسترخاء لمنع الخوف من طبيب الأسنان..! أشارت دراسة أجرتها جامعتان ألمانيتان إلى أن الاستشارات النفسية وتدريبات الاسترخاء يمكن أن تسهم في التغلب على الخوف من أداة الحفر التي يستعملها طبيب الأسنان بشكل أكثر فاعلية من حقن التخدير التي تعطى للمرضى. وأجرى باحثو جامعتي فوبرتال وفبتن- هيرديك الدراسة على مرضى يعانون الخوف من طبيب الأسنان، من بينهم أشخاص لم يقوموا بزيارة طبيب الأسنان منذ 6.2 سنوات في المتوسط وأشخاص طلبوا وضعهم تحت التخدير الكامل لعلاج الأسنان. وقُدم لنصف المشتركين في الدراسة مخدر موضعي قبل علاج أسنانهم بينما نُظم للنصف الآخر من المرضى جلسات نفسية وتدريبات استرخاء على مدى 90 دقيقة تسبق موعد طبيب الأسنان. وأثبتت الطريقة الثانية أنها أكثر فعالية من الأولى، حيث لم ينقطع عن العلاج من أفراد المجموعة الثانية سوى نصف عدد نظرائهم في المجموعة الأولى. كما ثبت أنه حتى بعد مرور شهرين على إجراء التجربة أظهر المرضى الذين تلقوا علاجاً نفسياً خوفاً أقل حدة إزاء طبيب الأسنان مقارنة بالذين تلقوا تخديراً موضعياً إذ لم تتراجع حدة مخاوفهم خلال المدة نفسها. نشر في مجلة (الثقافة الصحية) عدد (59) بتاريخ (جمادى الأولى 1421هـ - أغسطس 2000م) |
|
الساعة الآن 02:17 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمركز أسنانكَ الدولي - turkya