مصادر طبية: أكثر من مليون أمريكي مصابون بالايدز
قالت مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض بالولايات المتحدة الخميس ان التقديرات الجديدة لعدد الأمريكيين المصابين بفيروس مرض الإيدز تشير الى حوالي 1.1 مليون شخص.
واستخدمت هذه المراكز الطبية وسائل مختلفة عما كان في الماضي لحساب عدد المُصابين. وكان أحدث تقدير للاصابات في أنحاء البلاد هو مليون شخص في عام 2003 وباستخدام الوسائل الجديدة توصلت المراكز الى ان 994 الف شخص فقط كانوا يعيشون وهم مصابون بفيروس (اتش آي في) في ذلك العام.
ومن ناحية أخرى، أثبت بحث حديث أن ظهور المدن الكبيرة في عصر الاستعمار في بلدان افريقيا الواقعة جنوب الصحراء في أوائل القرن العشرين أدى إلى انتشار مرض الإيدز.
وقام خبراء أمريكيون بتحليل عينة من العينات الأولى التي تحتوي على الفيروس الذي يعتقد أنه يسبب مرض الايدز. وهذه العينة اخذت في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1959.
وتشير الدراسة التي نشرت في دورية "نايتشر" العلمية إلى ان الفيروس ربما يكون قد انتقل من القردة إلى الانسان بين 1884 و1924.
وكان مرض الايدز أو نقص المناعة الذي يسببه فيروس (إتش أي في) HIV قد ظهر للمرة الأولى عام 1981 لكن الفيروس كان موجودا قبل ذلك بعشرات السنين.
وإتش أي في ليس فيروسا واحدا بل سلالات متعددة وفصائل مختلفة بعضها اشترك في الحالات الأولى للاصابة البشرية.
ويعتقد العلماء أن هذه الاصابات الأولية بالمرض قد تكون راجعة إلى أكل لحم القردة المصابة بفيروس مشابه.
العودة إلى الأصل
وقد توصلت دراسة نشرت العام الماضي إلى أنه أمكن التوصل إلى تحديد أحد الفيروسات القاتلة التي تدخل في مجموعة (إتش أي في) المسؤولة عن ظهور حالات الاصابة الحديثة بالمرض في الولايات المتحدة وأوروبا في عينة أخذت في مدينة ليوبولدفيل، العاصمة القديمة للكونغو زمن الاستعمار البلجيكي والتي أصبحت حاليا كنشاسا.
وقد وجد فريق الأبحاث نفسه في جامعة أريزونا أن عينة أخرى أخذت عام 1960 من مريض مختلف في المدينة نفسها تحتوي على فصيلة أخرى من الفيروس.
وعن طريق تحليل الفروق الدقيقة بين الفيروسين ومع الأخذ في الاعتبار المدة الزمنية التي انقضت قبل تشكل تلك الفروق، وجد العلماء أن الفيروس الأصلي الذي تولد منه الفيروسان ربما يعود إلى 50 عاما مضت.
وقال الدكتور مايكل ويربي رئيس فريق الأبحاث: "الآن للمرة الأولى أصبحنا نستطيع المقارنة بين فصيلتين قديمتين نسبيا من فيروس إتش أي في.
ويضيف ان فيروس إتش أي في "ينتشر ببطء نسبيا" ولذا فإن اساس نجاحه في الانتشار قد يكون راجعا إلى نشأة مدن مثل ليوبولدفيل في أوائل القرن العشرين.
وربما يكون وجود أعداد كبيرة من البشر تقطن في منازل متجاورة في مدن مثل هذه المدينة التي نشأت في عصر الاستعمار البلجيكي قد أدى إلى زيادة الاحتكاك وبالتالي زيادة فرصة انتشار الفيروس.
ويقول الدكتور بول كلارك من جامعة ادنبره إنه رغم ان النتائج الجديدة التي توصل إليها البحث الأخير "ذات قيمة تاريخية أساسا" إلا أنها قد تقدم مزيدا من الأدلة على تطور الفيروس عبر الزمن.
وهو يشير إلى أن من المحتمل أن تكون كل الحالات المبكرة لانتقال السلالة التي تسبب 19 من كل 20 اصابة بمرض الايدز قد حدثت في ليوبولدفيل.