مخاطر التدخين على صحة الفم والأسنان
مخاطر التدخين كثيرة منها تشقق الأغشيه الفمية والشفتين والتهابات اللثةاذا تمعنا في علاقة الفم بالتدخين نجد ان الفم للسيجارة كأنه المدخنة التي نراها في أسقف البيوت. فتخيلوا كيف تكون المدخنة بعد اشعال الحطب، محروقة وشديدة السواد ومع الأيام لا تتحمل الحرارة الساخنة خاصة في فصول الشتاء الطويله وربما تنهار.
هذا حال الجماد فما بالك بحال الفم ذلك العضو الرقيق الحساس والمحاط بغشاء ولثة رقيقة وله وظائف مهمة جدا مثل الأكل والمضغ والتحدث. بل تعدى ذلك في الأهمية ليكون منبع الجمال والابتسامة لوجود الأسنان والشفتين. فكيف نعرض هذه الأنسجة الرقيقة الى حطب نحرقه بأنفسنا ونتباهى به لكي نحرق به أجسامنا وأموالنا.
ينظر البعض إلى التدخين على أنه متعة في الخيال ولكنه بالتأكيد مضرة للأبدان. هذا ما توصل له العلم الحديث وأكدته الأبحاث في جميع أنحاء المعمورة. بل انه أصبح من العيوب الاجتماعية التي ينتقدها العقلاء من الناس وتعدى ذلك ليجد من يحرمه بناء على أضراره الخطيرة والقاتلة أحيانا.
أضرار التدخين على الفم
ان للتدخين مضار قاتلة تتعدى الفم وتشمل أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والتي يعرفها الجميع . ولكن تأثير التدخين على الفم لم يلق التوعية اللازمة والكافية ولذلك نسلط الضوء هنا على تأثير التدخين على صحة الفم والأسنان مع نصيحة طبية بأهمية الامتناع عن التدخين قبل فوات الأوان.
ما هي أضرار التدخين على الفم والأسنان؟
ان الفم هو أول الأعضاء تأثرا بالتدخين خاصة انه معرض مباشرة للمواد الكيميائيه المكونه للسيجاره والمكونه لما يسمى بالتبغ. فالأنسجه المتأثره هي تلك الأنسجة الرقيقه والمغلفه للسان وسقف الفم وأرضيته والخدين واللثة والشفتين وكذلك صف اللالئ الذي نتباهى بجمالها بين الناس. وعواقب التدخين وخيمه ومزعجه ويمكن تلخيصها في التالي:
- سرطان الفم والأنسجة المحيطة والتقرحات المزمنة والاصابة بالفطريات مثل الكانديدا.
- أمراض اللثة المزمنة والتي تعتبر سببا رئيسيا في تساقط الأسنان > تناقص حدة حاستي التذوق والشم ونقص معدل افراز اللعاب > تلون وتغير لون الأسنان واللسان > انبعاث روائح كريهه من الفم > نقص نسبة نجاح بعض علاجات الأسنان مثل زراعة الأسنان والتقويم وامكانية حصول مضاعفات مثل التهاب العظم عند خلع الأسنان.
سرطان الفم
سرطان الفم من أخطر عواقب التدخبن ويحدث عادة مع التدخين المزمن المكثف ومصيبته انه لا يظهر بمظهره الحقيقي الا في مراحله المتأخرة وفي البداية عادة مايكون غير مؤلم أو لا يجذب اهتمام المريض ومن أهم أعراضه:
- ظهور تشققات مزعجه في الفم وحرقان في بعض أجزاء الفم
- ظهور تقرحات مزمنه وعديده في اللسان أو في أسفل الغشاء المبطن للخدين أو الشفتين وتختلف في حجمها من قرح صغيرة الى أخرى قد تمتد على مساحات كبيرة من الغشاء المبطن لأنسجة الفم.
- ظهور تضخمات أو وبقع بيضاء مؤلمة في اللسان أو بطانة الخدين أو الشفتين وعادة ما يميل لونها الى البياض وقد يتغير عند البعض الى اللون الأحمر أو الأصفر أو البني أو الرمادي وذلك حسب الأطعمة والمشروبات المتناولة وطول فترة الاصابة بالقرحة. وهذا مايسمى بمرض الليوكوبليكيا والذي عادة ما يعتبر بداية التحول السرطاني.
- صعوبة في المضغ والبلع والكلام وحركة الفك
- حركة الأسنان بطريقة غريبة تؤدي الى عدم الإطباق
- تنميل في الشفتين أو اللسان أو مناطق أخرى في الفم فوجود مثل هذه الأعراض عند المدخنين انذار بالخطر يتطلب زيارة الطبيب المختص.
التهاب غشاء الفم
ومن أهم أعراض التدخين أيضا التهاب الغشاء المخاطي الفمي في كثير من الأماكن مثل سقف الفم واللسان والشفتين وذلك ناتج عن احتقان واحمرار غشاء الفم نتيجة أمتصاص الدخان والذي يخلخل الضغط داخل الفم، وكذلك الحرارة المنبعثه من احتراق التبغ ناهيك عن تأثير المواد الكيميائية المكونة للتبغ والتي تؤثر تأثيرا مباشرا على الغشاء الفمي. وينتج عن ذلك أيضا تشقق الأغشيه الفميه وجفافها وكذلك الشفتين والتي تتأثر كثيرا بذلك.
وفي الحالات المزمنه تكون هذه الالتهابات بداية لظهور سرطان الفم وخاصة في فوجود الالتهابات في سقف الفم لفترات طويله يؤدي الى تأثر الغدد اللعابيه السطحيه الموجوده هناك وتظهر على شكل بثور حمراء تكبر وتنتفخ نتيجة انسداد قنوات هذه الغدد ومع الزمن قد تتحول الى نوع من السرطان الذي يصيب الغدد وهو ما يسمى الميكوابيديرمويد.
أمراض اللثة
يعتبر التدخين سببا رئيسيا لما نسبته 75% من أمراض اللثه عند البالغين. وتعتبر أمراض اللثة المزمنة سببا رئيسيا في تساقط الأسنان. وما يحصل هو التهاب لثوي في بداية الأمر يمتد الى أنسجة اللثة المحيطة بالأسنان ويؤدي الى انفصال اللثة وتآكل العظم حول الأسنان مما يؤدي الى انحسار اللثة والذي بدوره يؤدي الى تكشف جذور الأسنان مما يسبب حساسية الأسنان المفرطة عند تناول المواد الحارة والباردة ويعرض الجذور الى التسوس والذي أحيانا يمتد الى مناطق ما تحت العظم. وفي النهاية تكون النتيجة تخلخل الأسنان ومن ثم سقوطها أو خلعها.
ومن آثار التدخين أيضا تناقص جحدة حاستي التذوق والشم ونقص معدل افراز اللعاب مما يؤدي الى تأثر وظائف الفم بصفة عامه وهذا ما يعطي المدخنين شعور بالتقزز وعدم الراحه في أفواههم.
لون الأسنان واللسان
هذا التأثير الجمالي والذي يهتم به المدخنون مع انه منظر فقط ويتجاهلون ما هو أهم وأخطر مما ذكرت سابقا. لماذا؟ لأنه جمالي ولا يريد المدخن أن يظهر بأسنان ملونة ورائحة كريهة امام المجتمع. فأسنان المدخنين عادة ما تتلون بلون قاتم ناتج عن تراكم مكونات الدخان على الأسنان وخاصة في ظل تواجد الكلس والجير. ويزداد اللون سوادا حتي يصبح المنظر بشعا وخاصة عند أولئك الذين لا يعتنون بنظافة الفم والأسنان ولا يزورون طبيب الأسنان باستمرار.
وما يزيد الحال سوءا هو استخدام المساحيق المبيضة التي تؤدي الى ازدياد خشونة سطوح الأسنان وتأكلها مما يسبب ازدياد معدل تراكم الجير والكلس والبقع السوداء وكذلك يصاب المدخن بمعاناة من نوع آخر الا وهي حساسية الأسنان المفرطة.
روائح الفم الكريهة
أما يالنسبة لرائحة الفم فحدث ولا حرج فيتسابق المدخنون الى شراء أنواع العلك المختلفة والمحاليل ذات الروائح الزكية والمعاجيين التجارية والمكتوب عليها انها مناسبة للمدخنين وليست سوى انها للدعاية فقط . كما ان تأثيرها مؤقت فقط. فلماذا ئ تلتفت اليهم وانت لديك العلاج الصحيح الا وهو الامتناع عن التدخين.
مضاعفات واخفاقات التدخين يؤدي الى نقص نسبة نجاح بعض علاجات الأسنان مثل زراعة الأسنان والتقويم وامكانية حصول مضاعفات مثل التهاب العظم عند خلع الأسنان.
وبعض المدخنين حريص كل الحرص على أسنانه ولكن يفاجأ بانه لا يمكن أجراء جميع العلاجات السنية مثله مثل غير المدخن. فقد أثبتت الدراسات ان نسبة نجاح زراعة الأسنان أقل في المدخنين ومعرضة للفشل. وكذلك تأخر الشفاء والتئام جراح الفم بعد اجراء أي عملية جراحية في الفم مثل خلع الأسنان أو عمليات اللثة.
وأحيانا قد يؤدي ذلك الى التهابات في العظم والتي تسبب كثيرا من الآلام.
هل استخدام الشيشة أو الغليون أو السيجار أقل ضررا من تدخين السيجارة؟
هذا الكلام غير صحيح، فالضرر واحد وبل يكون أشد أحيانا عند استخدام طرق التدخين الأخرى. فاستخدام الغليون يركز التبغ على بعض المناطق بصورة مكثفة مما يزيد من فرص التقرحات والسرطان.
كما ان استخدام الشيشة قد يسرع من انتقال بعض الأمراض الأخرى مثل السل والتهابات الكبد الوبائي. نظرا الى استخدامها من قبل أكثر من شخص وفي ظل وجود جهاز تنفسي متهالك وفم مليء بالتقرحات والفجوات.
وماذا عن تاثير التبغ الممضوغ مثل الشمة والقات وغيره ؟
ان تأثيرهما أشد وأنكا . فقد اكتشف العلماء ما لا يقل عن ثمانية وعشرين مادة مسرطنه في هذا النوع من التبغ كما ان التركيز المباشر للتبغ على مناطق معينه مثل غشاء ما تحت اللسان يزيد من أخطاره. ويتعدى الأثر الى بعض الأعضاء البعيده عن الفم مثل المريء والقولون والبنكرياس والمثانة .والسبب يعود الى بلع المدخن الى عصير التبغ المتكون من المضغ.
وأخيرا فاننا لا أذكر هذه المعلومات لكي نخيف المدخنين بقدر ما نسرد لهم حقائق قد تقنعهم بالاقلاع عن التدخين، فالانسان لا يعيش الا مرة واحده وفي الختام نقول رفقا بأفواهكم فهي أرق من ان تكون مداخن لكم.