يصاب اثنان من كل ثلاثة رجال بنمط أو آخر من أنماط الصلع في الغالب، إلا أن نسبة أكبر من الرجال والنساء يعانون من نوع أو آخر من أنواع تساقط الشعر خلال فترات حياتهم.
ويلجأ العديد من الرجال والنساء، دون أن يعرفوا بالضبط أسباب تساقط الشعر، إلى استخدام العقاقير وأنواع كثيرة من الشامبو ، والعلاج الكهربائي ، والمراهم وحتى الجراحة على أمل تشجيع نمو شعرهم من جديد.
ويخصص الناس جزءا كبيرا من الوقت الذي يقضونه في الاهتمام بمظهرهم الشخصي لتصفيف شعرهم وترتيبه.
وهم يعلقون أهمية فائقة على وجود الشعر متكاملا في الرأس . أما الصلع أو تساقط الشعر المفاجئ فهو يسبب لهم في الغالب انزعاجا شديدا.
ويقرن بعض الرجال وجود الشعر متكاملا في رؤوسهم بالقوة أو الشباب.
نمو وتساقط الشعر الطبيعي
تظل نسبة 90% من شعر فروة الرأس في حالة نمو مستمر خلال فترة تتراوح بين سنتين وست سنوات.
أما نسبة الـ 10% الباقية من شعر فروة الرأس فتظل في حالة سكون حتى تستمر لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر.
ولدى اكتمال مرحلة السكون هذه، يبدأ هذا الشعر بالتساقط.
ويعتبر تساقط ما يتراوح بين 50 و 100 شعرة في اليوم ضمن الحدود الطبيعية، ولدى تساقط شعرة واحدة تحل محلها شعرة أخرى جديدة من نفس بويصلة الشعر الواقعة مباشرة تحت سطح الجلد، علما بأنه لا تتشكل بويصلات شعرية جديدة خلال فترة حياة الإنسان.
ينمو شعر الرأس بمعدل سنتمتر واحد أو نصف بوصة تقريبا في الشهر الواحد في طول كل شعرة.
وكمية الشعر أكبر عادة لدى الشقر(140000) شعرة في المتوسط.
أما السمر فيبلغ معدل عدد الشعر لديهم (105000) شعرة في المتوسط، ويليهم أصحاب الشعر الأحمر (90000) شعرة.
ومع مرور الوقت تتضاءل نسبة نمو الشعر الجديد عند الإنسان وتتضاءل تدريجيا كمية الشعر في الرأس.
يتشكل الشعر بصفة أساسية من بروتين""الكريتين"" وهي نفس المادة الموجودة في أظافر اليدين والقدمين .
ومن الضروري لجميع الناس وفي مختلف الأعمار أن يتناولوا كمية كافية من البروتين للمحافظة على نمو الشعر الطبيعي .
ويتوفر البروتين في اللحوم والدجاج والسمك والبيض والحليب والجبن وفول الصويا والحبوب والمكسرات.
ووفق ما يشير إليه الباحثون في اضطرابات نمو الشعر وتساقطه في «مايوكلينك» في الولايات المتحدة، فإن غالب الناس الطبيعيين يفقدون ما بين 50 إلى 100 شعرة في كل يوم، وهذا التساقط الطبيعي لا يؤثر على المنظر العام لفروة الرأس (scalp) لدى غالب الناس الذين يتجاوز معدل عدد شعرات رؤوسهم أكثر من 100 ألف شعرة، وهناك من لديهم عدد أكبر من شعرات الرأس.
ومقابل هذا التساقط الطبيعي هناك نمو طبيعي للعدد نفسه من الشعرات خلال اليوم، والحقيقة أن الشعرة الواحدة في فروة الرأس تمر بـ3 مراحل في عمرها، هي مرحلة النمو، ومرحلة الرقاد، ومرحلة السقوط، فالشعرة تبدأ في الظهور لأول مرة خلال مرحلة «طور النمو» (growth phase)، أو ما تعرف علميا بـ«أناجين» (anagen) وتعيش الشعرة الواحدة في هذه المرحلة ما بين سنتين أو ثلاث أو أربع سنوات، باختلاف الأشخاص، وفي هذه المرحلة يزداد طول الشعرة في كل شهر نحو 1 إلى 1.5 سنتيمتر.
ثم بعد انقضاء هذه المرحلة النشطة في نمو الشعرة، تدخل الشعرة مرحلة من النوم والرقاد في جانب نشاط عملية النمو، أي مرحلة «طور الرقاد» (resting phase)، أو ما تسمى علميا بـ«تيلوجين» (telogen) وخلال هذه المرحلة يبقى طول الشعرة على ما هو عليه، وتستمر المرحلة هذه ما بين 3 أو 4 أو 5 أشهر.
وفي نهاية هذا الطور، تسقط الشعرة تلقائيا أو بفعل عوامل الشدّ خلال تدليك الشعر في أثناء الغسيل أو تمشيط الشعر، ولذا ما نراه عالقا بالمشط أو الفرشاة أو في أرضية بلاط مكان الاستحمام هو تلك الشعرات التي انتهى عمرها الافتراضي الطبيعي.
ثم في نفس مكان الشعرة، تبدأ شعرة جديدة في النمو، لتمر بالمراحل الثلاث المتقدمة الذكر، بمعنى أنه ما أن تسقط شعرة، حتى تبدأ أخرى في النمو مكانها، وبالتالي تحافظ فروة الرأس على شكلها الطبيعي في عدد الشعرات.
ومع هذا فإن من الطبيعي أيضا أن يحصل نوع من التساقط الطبيعي ضمن عمليات التقدم في العمر وبلوغ مراحل الشيخوخة، لكن التساقط بالشكل الواضح وغير الطبيعي، والذي يؤدي إما إلى خفة الغطاء الشعري لفروة الرأس بشكل عام، وإما إلى ظهور أماكن واضحة يزول منها الغطاء الشعري، يعني أن وتيرة عمليات التساقط (rate of shedding) تكون أكثر من وتيرة عمليات عودة النمو الطبيعي للشعر الجديد (rate of regrowth)، وهذا مؤشر غير صحي.
وفي النهاية تعود معظم أسباب تساقط الشعر إلى دورة الشعر الطبيعية، وبالتالي فان تساقط ما يتراوح بين 50 إلى 100 شعرة في اليوم يجب ألا يبعث على الانزعاج، أما إذا شعرت بكثرة تساقط الشعر أو بحدوث صلع واضح فينبغي استشارة طبيب الأمراض الجلدية.
وهناك أنماط من تساقط الشعر تلقائيا بحيث ينمو الشعر مجددا من تلقاء نفسه، وهناك أنواع أخرى يمكن علاجها بنجاح بواسطة أخصائي الأمراض الجلدية .
أما بالنسبة للأنماط المختلفة من تساقط الشعر والتي لم يتضح لها علاج حتى الآن فهناك بحوث شتى تجري بشأنها ، وتشير الدلائل إلى أن النتائج المستقبلية ستكون مشجعة وتدعو للتفاؤل بإذن الله .
كانت المشكلة لدى إحداهن، هي ملاحظة زيادة في كمية الشعرات العالقة بالمشط بعد تمشيط شعرها، أو زيادة في الشعرات المتناثرة على أرضية مكان الاستحمام، ثم بعد فترة لم تظل الأمور كذلك، بل بدأت تلك المرأة تلاحظ أن هناك مناطق من الرأس خالية أو مغطاة بغطاء خفيف من الشعر، ويزداد الشعور بالحسرة عند رؤية صور قديمة أخذت قبل سنوات، ثم مقارنتها بصور حديثة تظهر تساقطا واضحا لشعر الرأس.
إن تساقط شعر الرأس مشكلة شائعة جدا، وهي لا تختص بالرجال، بل النساء والأطفال عرضة كذلك للإصابة بتساقط الشعر.
وصحيح أن البعض يتقبلها كحقيقة قاسية لا بد من الإصابة بها كنتيجة طبيعية لتأثير الجينات الوراثية، ولكن الصحيح أيضا أن هناك عدة أمور صحية طارئة لا علاقة لها بالوراثة، تتسبب عند الكثيرات في تساقط غير طبيعي في شعر الرأس، مما يجعل تساقط الشعر لديهن ليس «حتما مقضيا».
ومن أفضل العبارات الطبية في شأن تساقط الشعر، هي عنوان ذاك المقال الطبي للباحثين في الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية حول تساقط شعر النساء، والذي ورد هكذا: «أفضل الأدوية لعلاج تساقط الشعر .. أن تبحث عن السبب أولا».
أسباب التساقط غير الطبيعي للشعر
قد يحدث التساقط غيرالطبيعي للشعر لأسباب عديدة، وعلى الذين يلاحظون تضاؤلا في كثافة الشعر أو يلاحظون تساقطا شديدا في الشعر عقب تصفيفه أو تمشيطه أن يراجعوا طبيب الأمراض الجلدية لمعرفة السبب الحقيقي، وفيما إذا كانت هناك مشكله تستجيب للعلاج الطبي .
وسيقوم الأخصائيون في أمراض الجلد (وهم المختصون بعلاج مشكلات الشعر والجلد) بتقييم حالة الشعر لدى المريض حيث يتحققون من الأطعمة التي يتناولها والعقاقير التي يكون قد تعاطاها خلال الشهور الستة السابقة والتاريخ العائلي بالنسبة لتساقط الشعر ، وفيما إذا كان المريض قد أصيب بأي داء مؤخرا، ومدى اهتمامه بشعره.
كما يسأل أخصائي الجلد المريضة عن دورتها الشهرية، وعن عدد مرات الحمل والإجهاض وأنقطاع الطمث .
وبعد أن يقوم بفحص فروة الرأس والشعر، يعمد إلى فحص بعض الشعر تحت المجهر، وقد تكون هناك حاجة لإجراء بعض الفحوصات المخبرية والتي قد تشمل أحيانا اخذ عينة من جلد فروة الرأس لفحصها .
معرفة السبب .. تحدد وسيلة العلاج
وتحت عنوان جانبي «معرفة السبب.. تحدد وسيلة العلاج»، يقول باحثو الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية: «يحدث تساقط الشعر نتيجة لعدد من الأسباب، من أهمها الضغوطات والتوترات النفسية وتساقط الشعر الوراثي».
ويضيفون: «ويتسبب أيضا في هذه المشكلة وجود حالة مرضيّة صحية، مثل مرض الذئبة (lupus) أو أمراض اضطرابات الغدة الدرقية (thyroid disease) أو متلازمة نمو أكياس بالمبايض (polycystic ovary syndrome) وغيرها.
كما أن ما تفعله المرأة خلال تصفيفها شعرها بالتسريحات المختلفة، وما يستخدم خلال ذلك من مواد كيميائية للصبغ أو التجعيد أو الفرد، كلها قد تؤدي إلى نشوء مشكلة تساقط الشعر في مراحل لاحقة من العمر، ومما يجب التنبه إليه أن كل سبب من أسباب تساقط الشعر يتطلب تعاملا مختلفا بغية إعادة الشعر إلى وتيرة نموه الطبيعي».
ونقطة البحث عن السبب، هي ما تؤكده «المؤسسة القومية للصحة» بالولايات المتحدة بقولها: معالجة تساقط الشعر تعتمد على معرفة السبب، وفي بعض الحالات نجد أن معالجة السبب تزيل مشكلة تساقط الشعر.
وقد يتطلب الأمر تناول أدوية لإعادة النشاط لعمليات نمو الشعر، أو إجراء عمليات ترميم وإصلاح للشعر (hair restoration).
أسباب تساقط الشعر عموما لدى الرجال أو النساء أو الأطفال أو المراهقين
وتعرض الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة لائحة بأسباب تساقط الشعر عموما لدى الرجال أو النساء أو الأطفال أو المراهقين، وهي تشمل:
- الضغوط النفسية
من أسباب تساقط الشعر، معايشة توترات الضغط النفسي من أي مصدر، وأيا كان مبعثها، وكذلك الحال عند التعرض لحالات صحية صعبة، خصوصا الخضوع لعمليات جراحية كبيرة.
ويقول الباحثون من الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية: «يفقد النساء كمية واضحة من شعر فروة الرأس بعد المرور بحالات من التوتر والضغوطات النفسية، مثل الحمل والولادة، والإصابة بأحد الأمراض الطارئة أو الخضوع لأحد العمليات الجراحية أو وفاة شخص عزيز، وكذلك التعرض للخلافات الأسرية، والمشكلات الزوجية، وتوترات العمل الوظيفي، وغيرها من العوامل التي تتأثر بها المرأة أكثر من الرجل».
ويعللون تأثير هذا السبب بأن التوتر يجبر الكثير من شعرات فروة الرأس على الدخول في مرحلة «طور الرقاد» وتوقف نشاط نمو الشعر.
وهذا التأثير السلبي لا يؤدي فقط إلى توقف الزيادة في طول الشعر، بل يقرب من أجل تساقط الشعر، وبالتالي فإن تأثيرات المرور بالمراحل الشديدة من التوتر تظهر بعد فترة من الوقت (بضعة أشهر).
وتتطلب مزيدا من الوقت أيضا كي يعود الشعر إلى سابق نموه ووفرته في فروة الرأس، ويضيف الباحثون القول إن الجيد في الأمر أن سقوط الشعر بسبب التوتر لا يحتاج عادة إلى علاج، بل يعود الشعر إلى سابق حاله الطبيعي بزوال الأسباب.
وهناك أيضا حالات النتف اللاإرادي للشعر، وهو أحد مظاهر الاضطرابات النفسية غير المفهومة طبيا حتى اليوم بشكل واف، وفي كثير من الأحيان يقوم بعض الأشخاص بنتف مناطق معينة من فروة الرأس، بشكل متكرر، ليصل بها إلى حد زوال أو قلة غلافها الشعري، وتسمى هذه الحالة طبيا بـ«اضطراب قلع الشعر» (hair-pulling disorder) أو «ترايكوتيلومانيا» (Trichotillomania).
- اضطرابات الهرمونات
التغيرات التي تطرأ على نسب هرمونات مختلفة في الجسم، تسبب مشكلات مؤقتة في نمو الشعر وتساقطه، مثل ما يحصل خلال مراحل الحمل والولادة والرضاعة، أو بعد تناول أدوية منع الحمل الهرمونية أو حتى بعد التوقف عن تناولها لفترات طويلة، أو خلال مرحلة بلوغ سن اليأس، أو اضطرابات أمراض الغدد الأخرى بالجسم، كالتي في الدماغ أو البطن أو الحوض، خصوصا الاضطرابات التي تزداد فيها نسبة هرمون تستوستيرون الذكوري (testosterone).
ويقول الباحثون في «مايوكلينك»، من الطبيعي خلال فترة الحمل أن يزداد سمك الشعر وغزارته بالجسم، وأيضا من الشائع أن يزداد تساقط الشعر خلال الأشهر الثلاثة التي تلي مرحلة الولادة.
كما قد يحصل تساقط الشعر نتيجة لأمراض اضطرابات الغدة الدرقية، خصوصا كسل الغدة الدرقية، وهنا يتأخر تساقط الشعر نحو 3 أشهر، من بعد بدء حصول كسل الغدة الدرقية، وبمعالجة هذا الكسل تتأخر عودة نمو الشعر بشكل طبيعي إلى فترة مشابهة.
وبشكل عام فإن معالجة الاضطرابات الهرمونية وتعديل نسبة الهرمونات بالجسم، يعيد في معظم الأحوال الحيوية والنشاط إلى عمليات نمو شعر فروة الرأس.
- الولادة
عندما تحمل المرأة، يتوقف سقوط الشعر نسبيا في العادة ولكن نسبة كبيرة من الشعر تدخل مرحلة السكون بعد الولادة .
وفي خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر عقب الولادة تلاحظ بعض النساء أن كميات كبيرة من الشعر تتساقط لدى تصفيفه وتمشيطه، وتتلاشى هذه الحالة تلقائيا في معظم الأحيان .
ولا تشكو جميع الوالدات من هذه الحالة كما أنها قد لا تتكرر لدى كل حمل لديها .
- الحمى الشديدة والالتهابات الجرثومية الحادة وحالات الأنفلونزا
يفاجأ المريض بعد مرور فترة 6 أسابيع إلى ثلاثة أشهر من إصابته بحمى شديدة أو بمرض الانفلونزا بتساقط كمية كبيرة من الشعر، وتزول هذه الحالة تلقائيا أيضا، إلا أن بعض حالات الالتهاب الجرثومي قد تحتاج للعلاج
- أمراض الغدة الدرقية
يعرف الإفراز المتزايد من الغدة الدرقية بفرط النشاط الدرقي، بينما تعرف حالة تدني الإفراز الدرقي بنقص النشاط الدرقي. وكل من هاتين الحالتين يمكن أن تسبب تساقطا في الشعر.
ويمكن تشخيص أمراض الغدة الدرقية بالعلامات السريرية والأعراض الأخرى علاوة للفحوصات المخبرية، علما بأن تساقط الشعر الناتج عن الأمراض الدرقية يمكن مكافحته بنجاح بتلقي المعالجة المناسبة.
- قلة البروتين في الطعام
إن النباتيين الذين يتناولون أغذية خاليا تماما من البروتين، ومرضى القهم العصابي الذين يتناولون كمية ضئيلة من الطعام، قد يصابون بسوء التغذية، ولدى حدوث هذه الحالة، يحاول الجسم الإبقاء على البروتين بتحويل الشعر النامي إلى مرحلة السكون.
لذا فقد يعاني من يتبعون نظاما غذائيا قاسيا، والنباتيون أو مرضى القهم العصابي من تساقط كثيف في الشعر بعد شهرين إلى ثلاثة شهور من بدء التغيير في نظامهم الغذائي بحيث يصبح الشعر قابلا للانتزاع من جذوره بسهولة نسبيا.
ويمكن منع حدوث هذه الحالة أو علاجها بتناول كمية كافية من المواد البروتينية.
كما أن موضات حميات إنقاص الوزن، أو عمليات تحزيم وتقليص المعدة تؤثر على الشعر، ونمو الشعر بشكل طبيعي يحتاج إلى تناول كميات كافية من البروتينات، ذات نوعية تحتوي على أنواع الأحماض الأمينية الأساسية كافة.
كما يحتاج الشعر إلى عنصر الحديد، ومجموعات أخرى من المعادن والفيتامينات، أسوة بأي أنسجة بالجسم ذات طبيعة «النمو المستمر والمتواصل».
ولذا فإن سوء التغذية، لأسباب تتعلق بعدم توافر أنواع المنتجات الغذائية الصحية، أو نتيجة لسوء انتقاء المنتجات الغذائية التي يتناولها الشخص، أو لوجود اضطرابات مرضية تحول دون تناول الطعام الكافي، أو عدم إتمام هضم الطعام بطريقة صحيحة أو بطريقة تمنع امتصاص الأمعاء للعناصر الغذائية التي يتناولها المرء.
ويشير الباحثون من «مايوكلينك» إلى أن «موضات الحمية الغذائية» غير الصحية، التي لا تعطي الإنسان فرصة لتناول تشكيلة واسعة من أنواع الأطعمة، تتسبب في نشوء مشكلة تساقط الشعر.
- الأدوية العلاجية لفروة الرأس
تناول مجموعات مختلفة من الأدوية، والتي من آثارها الجانبية تساقط الشعر، خصوصا شعر الرأس مثل الأدوية المسيلة للدم (blood thinners)، أو الأدوية المضادة للاكتئاب (antidepressants)، أو بعض أنواع الأدوية المنومة، أو أدوية منع الحمل الهرمونية، أو بعض أنواع أدوية معالجة أمراض القلب والشرايين أو ارتفاع ضغط الدم، أو أدوية معالجة داء النقرس (gout) أو بعض الفيتامينات الدوائية مثل فيتامين (A)، أو أدوية معالجة السرطان الكيميائية (chemotherapy)، أو علاج السرطان بالأشعة (radiation therapy)، وغيرها مما يسأل الأطباء عنه مباشرة.
وكذلك وجود أمراض مزمنة تؤثر على الجلد، مثل مرض السكري أو مرض الذئبة الحمراء أو غيرها.
ولأسباب مختلفة، قد تحدث الإصابة بالالتهابات الفطرية في فروة الرأس (fungal infection)، ما يؤدي إلى تساقط الشعر في مناطق من فروة الرأس.
وتستوجب هذه الحالات معاينة الطبيب وفحصه، وربما أخذ عينات من الشعر إلى المختبر لتحليلها ومعرفة ما إذا كانت ثمة فطريات تتطلب المعالجة.
- العناية الخشنة بالشعر
ومن أهم مظاهر ذلك هو المعالجات التجميلية للشعر، وهي تلعب دورا مهما ومؤثرا في تساقط الشعر، فتلك المواد الكيميائية أو التأثيرات الفيزيائية للوسائل المستخدمة في تصفيف الشعر وتجميله وصناعة التسريحات المختلفة.
بخلاف العناية الرفيقة بالشعر واستخدام الأشياء الطبيعية لذلك، مثل اللجوء إلى أنواع الصبغات الكيميائية، بدلا من الحناء أو غيرها من المواد المستخدمة للصباغة الطبيعية للشعر، ومثل المواد الكيميائية أو الوسائل الفيزيائية المستخدمة لإزالة تجاعيد الشعر وجعله ناعما مستقيما، بدلا من استخدام الزيوت النباتية الطبيعية.
وكذلك الإفراط في تكرار تمشيط الشعر بأنواع من الأمشاط والفرشاة المصنوعة من مواد صناعية غير طبيعية، أو تعريضه لمجففات الشعر ذات الهواء الحار.
وكثير من النساء يلاحظن فرقا في استخدام الأمشاط المصنوعة من الأخشاب الطبيعية أو من الأجزاء الحيوانية الطبيعية، كالعاج أو غطاء جسم السلحفاة أو غيرها.
- بعض العقاقير الطبية
قد يؤدي تعاطي العقاقير إلى الإصابة بتساقط الشعر، إلا أن هذه الحالة قابلة للشفاء ومن تلك العقاقير بعض مضادات التجلط ( وهي الأدوية التي تمنع حدوث التجلط بتخفيف كثافة الدم ) وبعض العقاقير المضادة للنقرس والتهاب المفاصل، أو مضادات الاكتئاب (التي تخفف أعراض الاكتئاب ).
وبعض العقاقير (للسيطرة على مشكلات القلب و ارتفاع ضغط الدم ) والجرعات المرتفعة من فيتامين أ .
ونسبة قليلة نوعا ما من المرضى الذين يتناولون تلك العقاقير يصابون بتساقط الشعر، إلا أن حالاتهم قابلة للعلاج ولله الحمد .
- عقاقير علاج السرطان
تؤدي بعض أنواع العقاقير المستخدمة في العلاج الكيميائي لمرض السرطان إلى منع تكاثر خلايا الشعر بحيث تصبح الشعرة هشة، وقابلة للسقوط بمجرد بروزها من فروة الرأس.
وهذه الظاهرة قد تحدث بعد أسبوع واحد إلى ثلاثة أسابيع من بدء علاج السرطان وقد يفقد المريض حوالي 90% من شعر فروة الرأس.
وعند اكتمال العلاج ينمو الشعر من جديد لدى غالبية المرضى.
ويتم تشجيع مثل هؤلاء المرضى وخاصة النساء على الاستعداد للأمر بشراء شعـر مستعـار ( باروكة ) قبل بدء العلاج.
- أقراص منع الحمل
تحتوي أقراص منع الحمل على مادتين هما الاستروجين والبروجستين الاصطناعيين ، والنساء اللاتي يصبن بتساقط الشعر وهن يتلقين أقراص منع الحمل هن في الغالب النساء المعرضات للإصابة بتساقط الشعر لأسباب وراثية، وقد تحدث هذه الحالة في وقت مبكر نتيجة لتأثيرات الهرمونات شبه الذكورية لمركبات البروجستين التي تحتوي عليها هذه الأقراص.
وفي حالة حدوث هذه الحالة ينبغي على المرأة استشارة طبيبها لكي يضعها على نوع آخر من أقراص منع الحمل لدى توقف المرأة عن استخدام أقراص منع الحمل عن طريق الفم، قد تلاحظ أن شعرها يبدأ في التساقط بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من ذلك، وهذا التساقط قد يستمر لمدة ستة أشهر ثم يتوقف، وتعود الأمور إلى طبيعتها. وهذا الأمر مشابه لموضوع تساقط الشعر بعد الولادة
- انخفاض الحديد
إن النساء اللاتي يعانين من الطمث الشديد يفقدن كمية كبيرة من الحديد مما يؤدي أحيانا إلى تساقط الشعر.
ويمكن الكشف على نقص الحديد باجراء فحوصات مخبرية، كما يمكن تصحيح الوضع بتناول أقراص الحديد
- الخضوع لجراحات كبيرة أو الإصابات بأمراض شديدة مزمنة
يصاب بتساقط الشعر في كثير من الأحيان المرضى الذين تجرى لهم عمليات جراحية رئيسية، لان مثل هذه الجراحة قد تعرض الأجهزة الحيوية للجسم لصدمة لا يستهان بها.
وقد يحدث تساقط الشعر خلال شهرين أو ثلاثة أشهر من تاريخ العملية ، إلا أن الحالة تعود إلى وضعها الطبيعي خلال بضعة أشهر.
كما يصاب من يعانون من الأمراض المزمنة الشديدة بتساقط الشعر ماداموا يعانون من تلك الأمراض.
الثعلبة
يتساقط الشعر في حالة الثعلبة على شكل بقع تصبح خالية تماما من الشعر وعلى هيئة بقع دائرية في حجم العملة المعدنية أو أكبر من ذلك.
وقد يؤدي الداء إلى تساقط تام لشعر فروة الرأس وتساقط جزئي أو كامل لشعر أجزاء الجسم.
وهذا الداء قد يصيب الرجال والنساء في أي مرحلة من مراحل العمر.
أسباب الإصابة بهذا الداء غير معروفة، علما بأن الأشخاص الذين يصابون بهذه الحالة يكونون في حالة جسدية وصحية ممتازة باستثناء معاناتهم من تساقط الشعر، ويمكن لأخصائي الأمراض الجلدية علاج بعض هذه الحالات، حيث قد ينمو الشعر مجددا تلقائيا في بعض الأحيان
تساقط الشعر الوراثي أو الصلع
إن الصلع الذي يصاب به الذكور عادة، أو الصلع الوراثي أو تناقص كمية الشعر هي الأسباب الأكثر شيوعا لحالات تساقط الشعر.
ويمكن أن تتم الوراثة من جانب الأم أو من جانب الأب.
والنساء اللاتي يصبن بهذا الداء الوراثي يشكين من تضاؤل كمية الشعر، ولا يصبن بالصلع الكامل.
وتعرف هذه الحالة طبيا بـالخاصة الذكورية وتبدأ في فترة المراهقة وفي العشرينات أو الثلاثينات من العمر.
وهناك عدة طرق لعلاج تساقط الشعر الوراثي وتعتمد الطرق العلاجية على عمر المريض ودرجة تساقط الشعر.
ويعتبر عقار المينوكسيديل الذي طرح في الأسواق العالمية منذ أوائل الثمانينات الميلادية في أوائل نتائج الأبحاث التي أعطت نتائج مشجعة في حوالي 60% ممن استخدم هذا العقار ويستخدم للرجال والنساء.
وفي السنوات الخمس الأخيرة ومع تواصل الأبحاث اكتشف علاج جديد يعطى عن طريق الفم (فنيستراد) ويجب أخذه تحت إشراف طبي ويعطى فقط للرجال.
كما أن زراعة الشعر تطورت في السنوات الأخيرة وتتم عن طريق غرس بصيلات الشعر في المناطق الخالية من الشعر.
- إصابة فروة الرأس بالقوباء الخلقية
تحدث التهابات فطرية قوبائية تبدأ على شكل لطخات صغيرة في فروة الرأس ثم تنتشر مسببة تساقطا في الشعر. وهذا الداء معد ويصيب الأطفال في غالب الأحيان ويتم علاجه بعقار يؤخذ عن طرق الفم ويؤدي إلى الشفاء عادة.
- استعمال مواد مواد ومستحضرات غير المناسبة للشعر
يستخدم الكثير من الرجال والنساء علاجات كيميائية للشعر مثل الأصباغ والمواد الملونة والمبيضة ومواد تسييل الشعر وتجعيده.
والمعالجة بالمواد الكيميائية لا تلحق الضرر بالشعر إلا في أحوال نادرة، إذا ما تم استخدامها بالطريقة الصحيحة.
إلا أن الشعر قد يصبح ضعيفا وعرضة للتساقط إذا ما تكرر استخدامها بصورة مبالغ فيها، أو إذا ما ظل المحلول على الرأس لمدة مطولة، أو إذا ما تم استعمال مبيض لشعر تم تبييضه مسبقا.
وإذا ما أصبح الشعر ضعيفا جدا وهشا بسبب كثرة تعرضه للعلاجات الكيميائية، فمن الأفضل الإحجام عن استخدام هذه المواد لبعض الوقت حتى ينمو الشعر بصورة طبيعية.
إن غسل الشعر بالشامبو، وتصفيفه وتفريشه هي أمور ضرورية للعناية بفروة الرأس، إلا أن الإفراط في ذلك أو ممارسته بطريقة خاطئة من شأنه إلحاق الضرر بالشعر، مما يجعله عرضة للتساقط أو التشقق، ويمكن شطف الشعر بالمواد المرطبة بعد غسله بالشامبو لتسهيل تمشيطه وتسريحه وينبغي تنشيف الماء الزائد بضغط المنشفة على الرأس دون أن يتم فرك الشعر بقوة.
فالشعر يكون أكثر هشاشة حين يكون مبتلا، وبالتالي ينبغي عدم اللجوء إلى التمشيط والتفريش العنيف .
كما ينبغي الإقلاع عن تمشيط الشعر لمرات عديدة في اليوم لان ذلك إفراطا يلحق الضرر بالشعر .
ومن الأمور التي تساعد على عدم تساقط الشعر استخدام أمشاط ذات أسنان متباعدة وفرشاة ذات أطراف ناعمة.
كما ينبغي استبدال تصفيفات الشعر التي تتطلب المبالغة في شده، مثل تصفيفه (ذيل الفرس) أو الضفائر لأن ذلك يؤدي إلى تساقط الشعر إلى حد ما، وخاصة على جانبي الرأس.
نصائح مركز «مايوكلينك» لمنع تساقط الشعر
فحوصات وتحاليل لتساقط الشعر ينصح الأطباء في «مايوكلينك» بمراجعة طبيب الجلدية للشكوى من تساقط الشعر، حينما تلاحظ المرأة حصول تساقط مفاجئ للشعر، أو حصول تساقط للشعر في أماكن دون أخرى من فروة الرأس، أو حينما تلاحظ زيادة غير معتادة في كمية الشعر العالقة بالمشط أو الفرشاة بعد تمشيط الشعر أو المتناثرة على أرضية بلاط مكان الاستحمام.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد حتى اليوم علاج دوائي يشفي من السقوط النهائي للشعر بفعل تأثيرات الجينات الوراثية، فإن من الضروري مراجعة الطبيب لمعرفة وتمييز سبب تساقط الشعر، خصوصا أن هناك عدة أسباب أخرى قابلة للمعالجة، ويمكن من خلالها إعادة النشاط لنمو الشعر، كما أن هناك عدة أدوية ذات نتائج مشجعة في إبطاء وتيرة تساقط الشعر الذي يحدث تحت تأثير الجينات الوراثية.
ويلخص الباحثون في الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية، الخطوط العامة لخطوات محاولات طبيب الجلدية معرفة أسباب تساقط الشعر، وذلك في 3 مراحل تتعلق بأخذ معلومات كافية من الشخص عن حالته الصحية، ونوعية ومكونات الأطعمة التي يتناولها، والأمراض التي يمكن أن تكون لديه، والأدوية التي يتناولها بشكل منتظم أو متقطع، إضافة إلى معلومات أخرى تتعلق بالدورة الشهرية، وحالات الحمل السابق أو الحالي، وغيرها من الجوانب.
كما يستفسر الطبيب عن أي معالجات سابقة لحالة تساقط الشعر، سواء تلك التي تتم بإشراف طبي، أو مما يمكن الحصول عليه من الصيدليات، أو أماكن بيع المستحضرات التجميلية للعناية بالشعر، كالشامبوهات أو الزيوت التي تضاف إلى الشعر أو أمشاط الليزر أو غيرها.
ويقوم الطبيب بفحص فروة الرأس بعناية، في الأماكن التي بها تساقط والأماكن الطبيعية، إضافة إلى توزيع الشعر في بقية الجسم، كما يفحص الطبيب مدى وجود أعراض وعلامات أحد الأمراض التي تتسبب في تساقط الشعر، مثل فقر الدم أو اضطرابات الهرمونات أو غيرها.
وبحسب الحاجة الطبية، تكون الفحوصات إما لعينة من الشعر أو قطعة صغيرة جدا من جلد الرأس، أو لتحاليل للدم وتحاليل للكشف عن أي مرض.
وللوقاية من تساقط الشعر بشكل عام، ينصح الأطباء في «مايوكلينك» بالحرص على التغذية الجيدة التي تقدم للجسم العناصر الغذائية المهمة لنمو الشعر، كالبروتينات والمعادن والأملاح والفيتامينات وغيرها، كما ينبهون إلى ضرورة العناية برفق بالشعر، خصوصا تركه ليجف بعد الاستحمام بطريقة طبيعية، ودونما تعريضه لحرارة هواء مجفف الشعر (الاستشوار)، وتحاشي إجراء تسريحات الشعر المنهكة لخصلات شعر فروة الرأس، وتحديدا كما يقول باحثو «مايوكلينك» مثل الجدائل (braids) الرفيعة والطويلة، أو تكوير الشعر على هيئة الكعكة (buns)، أو على هيئة ذيل الحصان (ponytails).