زراعة الأسنان متى تنجح ومتى تفشل ؟
يمتد تاريخ زراعة الأسنان إلى عهد الفراعنة حيث برعوا في زراعة الأسنان المأخوذة من الحيوان أو المنحوتة من العاج، واستمرت هذه المحاولات لدى كثير من الحضارات القديمة مثل الصينية والآشورية والبابلية. أما في عصرنا الحديث فإن «جرين فيلد» Green Field 1913م يعتبر أول من ذكر ووصف عملية زراعة الأسنان في المراجع العلمية. وفي عام 1951م بدأت الأبحاث والدراسات على يد البرفسور السويدي (Brane Mark)، حيث توصل إلى نتائجها النهائية في عام 1982م، عندما ثبتت صلاحية معدن التيتانيوم بالتفاعل مع أنسجة الجسم إيجابياً، فقد لوحظ تكون العظم حول غرسات هذا المعدن أو ما يسمى بالاندماج العظمي (Ossointe Gration )، ومنذ هذا التاريخ بدأ ظهور أنظمة عديدة لزراعة الأسنان. واليوم يمكن اعتبار زراعة الأسنان البديل الأمثل للسن أو الضرس المفقود بعد النجاحات المعملية والسريرية التي ظهرت لمثل هذه الغرسات. ـ أما مراحل العلاج فهي:
1- مرحلة الجراحة: وهي جراحة بسيطة باللثة يتم من خلالها إدخال الزرعة «الغرسة» إلى الفك السفلي أو العلوي وتوزيعها بطريقة خاصة معتمدة على منطقة الأسنان المفقودة وعددها.وتتم العملية في أغلب الأحيان تحت التخدير الموضعي، وهي غير مؤلمة على الإطلاق وهي تشبه إزالة ضرس العقل أو أقل.
2- مرحلة التركيبات: «التعويض» عن السن أو الأسنان المفقودة بوضعها فوق الزرعة بطريقة خاصة معتمدة على عدد الأسنان التي ستعوض ونوعية التعويض، ويتم هذا بعد 3 إلى 6 أشهر من المرحلة الأولى. مابين المرحلة الأولى والثانية يمكن وضع تلبيسة أو تركيبة جزئية مؤقتة. لابد أن تتبع المرحلة الأولى والثانية محافظة جيدة على الغرسة أو التركيب، وذلك بالتفريش المنتظم والعناية بالتركيبات. الفرق كبير بين استخدام الجسر الثابت بعد تصغير «حك» الذي يسبق والذي يلي المكان الفارغ «السن أو الأسنان المفقودة» لوضع الجسر ذي الثلاث أسنان أو أكثر متصلة ببعضها أو تثبيته، حيث إنه بالغرسات يتم تجنب ذلك ويركب الجسر فوق الغرسة أو الغرسات مباشرة دون المساس بالأسنان المجاورة وخصوصاً إن كانت سليمة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تناسب الزراعة كل مريض؟ ـ ليس كل مريض مناسباً لزراعة الأسنان. فهناك أسباب مناسبة وأخرى مانعة لزراعة الأسنان.
الحالات المناسبة لزراعة الأسنان:
1- فقدان سن أو ضرس واحد.
2- فقدان مجموعة من الأسنان خصوصاً في المنطقة السفلية الأمامية والمناطق الخلفية من الفك السفلي، خصوصاً إذا لم يوجد سن آخر الفك يمكن الاستفادة منه.
3- كل مريض ليس لديه مايمنع لتعويض الأسنان بالزراعة ويحتاج إلى تعويض أسنان مفقودة. وهناك أسباب موضعية مانعة للزراعة وأخرى عامة:
أولاً - الأسباب الموضعية : قرب موضع الغرسات من مناطق تشريحية مهمة مثل عصب الفك الرئيسي. أمراض لثوية وإهمال من قبل المريض، وكذا عدم اهتمامه بنظافة الفم والأسنان. وجود بعض الأمراض العظمية بالفك العلوي أو السفلي، وبالمنطقة التي ستجرى لها زراعة الأسنان. التعرض للإشعاع لمعالجة الأورام. جفاف الفم المزمن.
ثانياً- الأسباب العامة: الأمراض المزمنة التي يهمل المصابون بها العلاج مـثل
السكـري ( لا مانع من زراعة الأسنان إذا كان المراجع مسيطر على مرض السكري على الأقل خلال فترة ال 4 اشهر )
1- النزف المزمن ـ اضطرابات بجهاز المناعة .
2- المرضى المصابون ببعض التخلفات العقلية.
3- المرضى الذين لايهتمون بصحة الفم والعناية بالأسنان واللثة
4- لاتفضل الزراعة خلال فترة الحمل للسيدات ويفضل بعد إتمامه.
وبالنسبة إلى نسب نجاح المعالجة بالغرسات، فقد أثبتت الأنواع الحديثة من الغرسات «على مدى 20عاماً» نجاح 99% من تثبيتات الالتحام بالعظم في الفك السفلي و85% في الفك العلوي. ولذا يمكن لمعظم المرضى الذين تمت معالجتهم بالغرسات أن يعتبروا أن أسنانهم المفقودة قد تم استبدالها مدى الحياة. وقد يتساءل البعض عن إمكانية تعويض جميع الأسنان المفقودة بالغرسات؟ ـ نعم مادام هناك كمية كافية من العظام ذات النوعية الصحية والأنسجة الرخوة غير التالفة.