الأشعة المقطعية للقلب .. متى يكون إجراؤها مفيدا؟
الأشعة المقطعية للقلب .. متى يكون إجراؤها مفيدا؟
تاريخ النشر : 14 أغسطس 2009
هذا الفحص أثبت جدواه في كشف ما إذا كان ثمة مرض بالشرايين القلبية، وبالتالي إجراء قسطرة الشرايين القلبية لمعالجة هذا الضيق، إما بالقسطرة أو بالعملية الجراحية لاحقا
من الضروري التأكد من سلامة الشرايين القلبية لدى الإنسان، وهناك أربعة عناصر يجب وضعهما في الذهن حال الحديث عن تشخيص أمراض الشرايين التاجية باستخدام التقنيات المتقدمة للأشعة المقطعية .. وهي:
ـ أولا: هناك ما يعرف بـ«التشخيص المبكر» للإصابات الشريانية، وهناك ما يعرف بـ«التشخيص المتقدم» لها.
والتشخيص المبكر هو التمكن من رصد وجود ضيق أو أكثر في الشرايين التاجية قبل تسببها بأي أعراض، أما التشخيص المتقدم فهو معني بتأكيد تفسير أن الأعراض التي يشكو المريض منها سببها الشرايين التاجية، ومعرفة في أي شرايين القلب الثلاث يوجد ذلك الضيق.
ـ ثانيا: مما يساعد على حصر الأشخاص الذين يجب إجراء مثل هذه الفحوصات القلبية لهم، للتشخيص المبكر، هو ما يعرف بـ«عوامل ارتفاع خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب».
والتي تشمل:
التقدم في العمر. وكون الشخص ذكرا، أو ما بعد بلوغ سن اليأس بالنسبة للنساء. ووجود تاريخ عائلي بالإصابة المبكرة بأمراض شرايين القلب، أي قبل سن 55 سنة بالنسبة للأقارب الذكور، وقبل 65 سنة للقريبات الإناث. والإصابة بمرض السكري. وارتفاع ضغط الدم. وارتفاع الكولسترول أو ارتفاع الدهون الثلاثية. والتدخين. والسمنة. والخمول والكسل البدني وقلة الحركة.
ولذا، فإن وجود بعض أو مجموعة من هذه العوامل لدى شخص ما، يساعد الطبيب في تصنيف الأشخاص الذين لديهم احتمالات «مرتفعة» للإصابة بأمراض شرايين القلب خلال السنوات العشر المقبلة من عمره، أي أعلى من 20 في المائة.
ومنْ منهم لديه خطورة «متوسطة»، أي ما بين 10 و20 في المائة.
ومنْ لديه خطورة «متدنية» لحصول تلك الإصابة، أي أقل من 10 في المائة. وهناك جداول طبية خاصة، تحتوي على عدة عناصر، يمكن للطبيب من خلالها تقييم الاحتمالات لدى شخص ما، وبالتالي توجيهه نحو أفضل ما يمكنه فعله لحماية قلبه إن كان خاليا من أمراض الشرايين التاجية، أو لمعالجته إن كان لديه شيء منها.
ـ ثالثا: في الحالات الطبيعية والسليمة للمتابعة الطبية الدقيقة، هناك فحوصات دورية للأشخاص الذين تجاوزوا سن 18 سنة من العمر، للذكور والإناث، وتحديدا مقدار ضغط الدم مرة في كل عامين، ونسبة سكر الدم كل ثلاث سنوات مرة، وتحليل الكولسترول مرة كل خمس سنوات، إذا ما كانت النتائج طبيعية لها. وباتباعها تتم متابعة مدى وجود عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب.
ومن ثم يجري الطبيب الفحوصات الإضافية اللازمة للتأكد من سلامة القلب، في حال وجود عوامل الخطورة تلك، أو في حال وجود أعراض يشتبه بأن مصدرها شرايين القلب، مثل ألم الصدر حال بذل المجهود البدني أو ضيق التنفس عند بذل المجهود البدني أو خفقان القلب أو غيرها من الأعراض التي يقيمها الطبيب.
وأبسط الوسائل التشخيصية، وأقلها تكلفة، وأكثرها فائدة على المستوى الإحصائي العام للناس، للتأكد من سلامة الشرايين القلبية، هي إجراء جهد القلب exercise test بالهرولة على السير الكهربائي أو بركوب الدراجة الثابتة.
وهذا الفحص أثبت جدواه في كشف ما إذا كان ثمة مرض بالشرايين القلبية، وبالتالي إجراء قسطرة الشرايين القلبية لمعالجة هذا الضيق، إما بالقسطرة أو بالعملية الجراحية لاحقا.
أما اللجوء إلى الوسائل الأخرى، غير اختبار الجهد العادي، مثل اختبار الجهد بالأشعة الصوتية أو بالأشعة النووية، أو اللجوء إلى تصوير القلب بالأشعة المقطعية أو غيرها من الوسائل التشخيصية للشرايين التاجية، فيكون حينما يفشل المرء في إتمام ذلك الاختبار العادي، أو لا يكون لدى المرء قدرة على بذل الجهد البدني المطلوب، أو لأي إعاقات أخرى، أو نتيجة لتناول بعض أنواع الأدوية، أو غيرها من الأسباب الطبية.
ـ رابعا: لتشخيص احتمالات إصابة الشرايين التاجية عبر تصوير شرايين القلب بالأشعة المقطعية، تعتمد إرشادات رابطة القلب الأميركية على نسبة احتمالات خطورة الإصابة بنوبة الجلطة القلبية خلال السنوات العشر المقبلة من عمر الإنسان.
والأشخاص الذين يصنفون بأن لديهم نسبة «متدنية» low ـ risk category، فإن إجراء هذا الفحص لن يضيف شيئا إلى ما هو معروف عن الشخص، ولذا لا ينصح بإجراء هذا الفحص، ولا عليه أن ينفق المال في سبيله. والأشخاص الذين يصنفون بأن لديهم نسبة «مرتفعة» high risk category، فإن إجراء هذا الفحص لن يكون ذا جدوى كذلك.
وكذلك الحال لدى من أصيبوا بنوبة الجلطة القلبية من قبل، أو تم لهم إجراء عملية في شرايين القلب أو توسيع لها من خلال القسطرة، وترى الرابطة أن مثل هذا الفحص قد يعطي معلومة مفيدة للأشخاص الذين يصنفون بأن لديهم نسبة «متوسطة» intermediate risk category.
أي مثل شخص عمره ما بين 55 و65 سنة، وضغط الدم أو الكولسترول لديه على أعتاب الارتفاع، أو من المدخنين، ولهؤلاء يكون إجراء الفحص بالأشعة المقطعية مفيدا للطبيب كي يحدد مدى الخطورة لديهم، وكذلك لهؤلاء الأشخاص ذوي النسبة المتوسطة حينما يشكون من ألم في الصدر ولا يعرف ما إذا كان السبب مرض في شرايين القلب أو غير ذلك.