العلماء في بريطانيا توصلوا إلى الجينات التي تتحكم بطول حياة الإنسان
خطوة واحدة فقط تفصل العلماء عن معرفة السر الذي يكمن وراء حياة طويلة صحية وذلك مع توصلهم إلى المورثة التي تلعب دوراً رئيسياً في عملية الشيخوخة.
إن هذه المورثة تبدو حساسة جداً في إطالة فترة حياة الحيوانات التي خضعت لنظام حمية منخفض السعرات الحرارية، تضمن منعهم من تناول الأغذية العالية السعرات مع تزويدهم بجميع أنواع العناصر الغذائية الضرورية.
لقد تم التأكد من أن أنظمة التغذية المنخفضة السعرات تؤدي إلى إطالة فترة الحياة خاصة على الحيوانات التي أجريت الدراسة عليها، ولكن الدليل ليس قائماً بنفس القوة على الإنسان.
كانت الدراسة المشار إليها تركز على إحدى الجينات المعروفة في الفئران، الديدان، والإنسان. وكشفت الدراسة أنه عندما يتم تعطيل هذه المورثة فإن نظام الحمية السابق لا يجدي نفعاً وبالتالي تعيش الديدان فترة حياة أقصر. وعلى نحو مشابه، عندما حاول العلماء تنشيط المورثة وجدوا أن بإمكانهم تعزيز تعمير الديدان وهكذا فإن تطويل فترة الحياة مرتبطة على نحو متلاصق مع نظام الحمية المنخفض السعرات المطبق.
يعتقد العلماء أن هذه النتائج ستمكنهم من كشف سري جيني يفتح لهم كنزاً من العقاقير التي تسهم في تطوير أدوية يمكنها إطالة عمر الإنسان دون اللجوء إلى إتباع حميات غذائية قاسية.
قال د. أندرو ديللين، من معهد سالك في سان ييغو في كاليفورنيا xxxبعد مرور 72 عاماً على الجهل بكيفية عمل الحميات الصارمة، توصلنا اخيراً إلى دليل جيني لحل النظام الجزئي المطلوب في إطالة العمر وفقاً للحميات القاسيةxxx. وأضاف xxxإن الأمر يشبه لعب دور في صحة الإنسان رغم أننا ما نزال نجهل ما إذا كانت الحميات القاسية فعلاً ذات تأثير على الإنسان. ولكن الدراسات المطبقة سابقاً على الرئيسيات تفترض ذلكxxx.
ان أولى التجارب المطبقة في الحميات المنخفضة السعرات تمت في الثلاثينات من القرن العشرين. حيث قامت المختبرات بتطبيق نظام غذائي صارم السعرات على الفئران والجرذان، وتزيدها بنفس الوقت بما تحتاجه من الفيتامينات والمعادن.
وأظهرت تلك التجارب أن الفئران التي تم تطبيق التجارب عليها عاشت ضعف حياة القوارض التي لم تطبق عليها الأنظمة.
إن المورثة المرتبطة بالتعمير والتي حددها د. ديلين وزملائه تعرف باسم PHA-4 وهو اسم البروتين المسؤولة عنه المورثة. وهذه المورثة ذاتها موجودة لدى الفئران والإنسان وتعرف باسم جينات عائلة فوكسا. إن كلاً من PHA-4 وفوكسا تنخرطان في الكثير من حلقات الغلوكوز الغذائية (الأيض). في الثدييات هذه المورثة مرتبطة بهرمون يسمى غلوكاكون الذي يزيد من مستويات الغلوكوز في الدم للحفاظ على توازن طاقة الجسم خاصة خلال فترات الصيام.
تقوم مجموعة من العلماء في جامعة لويزيانا الحكومية بمراقبة مجموعة مؤلفة من 48 شخصاً من الرجال والنساء ممن يعانون من السمنة وتتراوح أعمار هذه المجموعة بين 25 – 50 عاماً. أظهرت هذه الدراسة أن أولئك الذين تمكنوا من إنقاص راتبهم من السعرات الحرارية تحسنوا من ناحية (الأيض) أي عمليات التحول الغذائي المرتبط بإطالة العمر.
هناك وجهة نظر متفق عليها بين العلماء وهي وجود حد اعلى مطلق لحياة الانسان لا يتجاوز الـ 125 عاماً.
في الغرب أصبح الناس يعمرون أكثر ولكن المزيد من سنوات الحياة قد لا يكون صحياً أبداً- فازدياد عدد المعمرين يؤدي إلى ازدياد مفاجئ في الخرف العقلي.
شهد القرنين الماضيين زيادة كبيرة في التعمير وذلك يعود للتطورات الحاصلة في أمور الصحة، السكن، والتغذية.
بقلم ستيفين كونر - الاندبندنت