الوحدة أحد أسباب ارتفاع ضغط الدم
قد تؤدي إلى أمراض القلب وحالات الاضطراب النفسي مثل الحزن والتوتر والكراهية
تطرح دراسة للعلماء من الولايات المتحدة أمام الباحثين الطبيين مشكلة الوحدة وتداعياتها الصحية، تلك التي يعيشها ويعاني منها كثير من كبار السن من الجنسين،
في حين لا يبالي بالأمر وعواقبه أبناؤهم أو أحفادهم. ويربط البحث الجديد لفريق من الأطباء بجامعة شيكاغو بين الإصابة بارتفاع ضغط الدم خاصة لدى المتقدمين في العمر وبين عيشهم حالة من الوحدة. وبين الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة علم الأمراض النفسية والشيخوخة في عدد ابريل أن الوحدة تضيف 30 نقطة إلى مقدار ضغط الدم لدى من هم فوق الخمسين من العمر، مما أدهش حقيقة القائمين بالدراسة وكثيرا من المراقبين الطبيين.
ووفق دراسة الدكتورة ليويس هوكلي من مركز العلوم العصبية الذهنية والاجتماعية التابع لجامعة شيكاغو فإنه كلما زادت درجة الوحدة التي يعيشها المتقدم في السن كلما ارتفعت احتمالات إصابته بارتفاع ضغط الدم، ولا يخفى على أحد كما تقول الباحثة أنواع الآثار السلبية المترتبة على ذلك. وكانت دراستها السابقة قد نشرت في عام 2002، وكشفت فيها عن تأثير الوحدة على ضغط الدم لدى الطلبة في المرحلة الجامعية، الأمر الذي حفزها على متابعة ماهية التأثير المرضي للوحدة مع مرور الوقت لدى المتقدمين في العمر، أسوة بما هو حاصل من نوبات ارتفاع ضغط الدم المؤقتة لدى الصغار بفعل المعاناة من الوحدة على حد وصفها. البحث تم بدراسة حالة حوالي 230 شخصا ممن تتراوح أعمارهم ما بين 50 و68 سنة، وقام الباحثون فيه بتقييم مستوى درجة الوحدة التي يعيشون، بالإضافة الى معرفة ما لديهم من عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب والشرايين وحالات الاضطراب النفسي المصاحبة مثل الحزن والتوتر والكراهية. وبعد أخذ تأثير كل هذه العناصر في الاعتبار فإن الوحدة مجردة كانت ذات تأثير مستقل في رفع ضغط الدم بمقدار يصل الى حد 30 نقطة، أي أنها ترفع من ضغط الدم الانقباضي من 120 مللي مترا زئبقيا الى 150 مللي مترا زئبقيا!!. بالإضافة الى هذه النتيجة فإن النتيجة الأخرى هي أن الارتفاع في الضغط نتيجة الوحدة يتناسب ويزيد بشكل طردي مع التقدم في السن، أي كلما زاد عمر الشخص زاد الارتفاع في الضغط الدموي. مقدار تأثر ضغط الدم وارتفاعه إلى هذا الحد كما دلت النتائج هو ما أثار الدهشة، التي عبر عنها صراحة الدكتور ريتشارد سوزمان المدير المساعد لقسم الأبحاث الاجتماعية والسلوكية بالمؤسسة القومية الأميركية للشيخوخة. وهو ما وافقته عليه الباحثة، وأضافت أن بهذا يكون تأثير الوحدة شبيهاً بالسمنة وقلة النشاط البدني وغيرها من عوامل ارتفاع الإصابة بمرض ضغط الدم، خصوصاً أن الدراسة بينت التأثير المجرد للوحدة وليس حالات الاكتئاب أو الغضب المصاحبة عادة لها.
وتحمل الدراسة الحديثة هذه في طياتها ثلاث رسائل حول الوحدة والصحة عموماً، موجهة للباحثين الطبيين وللناس أيضاً:
* أولاً: دوام التواصل للمحافظة على الصحة.
إقامة حواجز بين الإنسان وبين الوحدة شيء قد يكون عظيم النفع للمحافظة على الصحة، وصحة القلب بوجه خاص. فارتفاع ضغط الدم أحد أهم أسباب نشوء أمراض شرايين القلب وجلطات الدماغ والفشل الكلوي وغيره من التداعيات المرضية المؤثرة بشكل عميق في الصحة. وكما أن ممارسة الرياضة البدنية بشكل شبه يومي لمدة نصف ساعة، وأيضاً المحافظة على الوزن ضمن المعدل الطبيعي والتخلص من الزائد منه، هما أمران مخففان من حدة ارتفاع ضغط الدم، فإن من المنطقي القول بأن تجنب الوحدة هو الآخر يخفف من ارتفاع ضغط الدم كذلك.
والدراسات تقول إن التخلص من حوالي 10 كيلوغرامات من الوزن الزائد تُؤدي إلى خفض ارتفاع ضغط الدم إلى حد 20 مللي مترا زئبقيا، وأن ممارسة الرياضة تضيف المزيد من خفض ارتفاع الضغط بمقدار 9 مللي مترات زئبقية، والذي نحتاجه هو أن نعلم ما الذي سيؤدي إليه تخفيف معاناة عيش حالة من الوحدة على ضغط الدم. وهو ما يتطلب إجراء دراسات مقارنة لأنها لم تُجر حتى اليوم.
* ثانياً: الاهتمام بالمظهر غير المنظور إن الوحدة ليست فقط الانعزال عن الناس، بل هي شعور أعم يظهر على هيئة الإنسان وسلوكياته الحياتية في يومه كله. والباحثون عرضوا جوانب يختلف فيها من يعيشون حالة الوحدة عن بقية الناس الطبيعيين. وأهمها أن الذين يعانون من الوحدة يتفاعلون مع الظروف والأحداث الحياتية العادية الضاغطة والمؤثرة على أنها مخاطر مهددة يجب تجنبها، لا أنها تحديات طبيعية يجب التعامل معها وتخطيها. والأمر الآخر أن من يعانون من الوحدة لا يتأقلمون بإيجابية مع الضغوط، فتراهم يُؤثرون الانسحاب بدل التفاعل بنشاط معها ويحاولون وضع حلول لها. ومن المهم التنبه إلى أن الوحدة هي حالة عاطفية طبيعية، يعيشها كثير من الناس بشكل طبيعي في فترات مختلفة من حياتهم، لكن المشكلة هي حينما تُصبح شعوراً وسلوكاً مسيطراً على حياة الإنسان بصفة دائمة وتغدو مسيطرة على تصرفات وسلوكيات واعتقادات الإنسان.
وذكرت الدكتور هاوكلي أن من المهم الانتباه إلى أن ثمة من يعانون من الوحدة حتى لو كانوا يعيشون بين مجموعة من الناس، وضرب بعض المشاهير كمثل على ذلك مثل مارلين مونرو وغيرها ممن لم يكن ينقصهم أي شيء ومع ذلك شكوا وعانوا من الوحدة.
* ثالثاً: الاسراع في التخلص من الوحدة يقترح الباحثون وبشدة أنه كلما أسرع الإنسان في التخلص من الوحدة كلما كان الأمر أفضل لصحته. فالدراسة الحديثة للدكتور هاوكيلي تشير إلى تأثير الوحدة على المتقدمين في العمر، ودراستها عام 2002 أكدت نفس الأمر على الصغار في السن، وبالجملة فإن التخلص السريع من الوحدة التي قد تنشأ لدى المرء في أي سن بعد أن لم تكن فيه، هو أمر ضروري على أقل تقدير حتى لو لم تُوجد دراسة تثبت جدوى التخلص منه في خفض ارتفاع ضغط الدم، لأن التخلص من الضرر أهم من الحصول على النفع.
ومما ذكره الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة هم أقل إقبالاً على طلب العناية والرعاية الصحية، ولم يلحظوا أن ذلك بسبب تعذر توفرها لهم.
إن الشعور بالوحدة المزمنة أمر يُؤثر بدرجة واضحة ومعقدة على عواطف ومشاعر الإنسان تجاه الآخرين وتجاه أحداث الحياة المعيشية اليومية، وخصوصاً مع من يعيشون معهم من شريك الحياة أو الأبناء أو الأقارب وحتى الأصدقاء السابقين وزملاء العمل. ومعدلات المعانين منها في ازدياد في كافة أنحاء العالم لأسباب تختلف من مجتمع لآخر، خاصة بين كبار السن حينما يبدأ الأبناء في اتخاذ طريق مستقل ومنفصل عنهم في الحياة كما بعد الزواج أو العمل. وبرغم النصائح والأمثال فإن من يعاني منها مهما كانت قناعته بأن الأمر غير طبيعي فهو محتاج إلى عون يشعر به أنه على أقل تقدير شخص مُرحب به بين الآخرين.
صفحة جديدة 2
بإمكانكم
الاتصال بالدكتور انس عبد
الرحمن أخصائي زراعة الأسنان وتركيب أبتسامة هوليود
عبر الواتساب
للأستفسار حول علاج الأسنان في مركز
أسنانك الدولي في اسطنبول
أنقر
هنا ليتم الاتصال المباشر مع الدكتور انس عبد الرحمن أخصائي زراعة وتركيب اسنان
أو إنسخ رقم الموبايل
00905355709310
للأتصال به عبر الموبايل أو الأيمو
كما بإمكانكم الأشتراك في قناة الدكتور أنس
عبد الرحمن ليصلكم كل شي جديد